صدمة الخسائر تربك السكك الحديدية.. 40 جنيها فقط إيراد بعض المحطات.. والنقل تدرس خيارات جديدة
تركة ثقيلة وأمراض متوارثة منذ عقود، هكذا تطفو منظومة السكك الحديدية المصرية على مشكلات وأزمات لا مثيل لها، رغم كل جهود التطوير التى تبذل من أجل إنقاذها وإعادتها للحياة، الأمر الذى دفع الهيئة لدراسة العديد من الخطط الإستراتيجية للسيطرة على هذه الخسائر والحد منها بعد أن أصبحت تطل على الهيئة القومية للسكك الحديدية من كل جانب لدرجة أن بعض المحطات إجمالى دخلها اليومى لا يزيد عن 40جنيها يوميا.
إيرادات المحطات
بالرغم من عمليات التطوير إلا ان أهم ملفات السكك الحديدية والتى يجب إعادة النظر فيها «التشغيل وإيرادات المحطات» وسبق أن قامت السكك الحديدية بمحاولة تنقية جداول التشغيل للحد من خسائره وإلغاء الرحلات التى لا يوجد إقبال عليها دون أن يسهم ذلك فى معالجة الأزمة.
ولا تزيد إيرادات بعض المحطات عن أدنى مستوى يمكن تخيله بالرغم من العمل بأقصى طاقة للتشغيل، وعلى سبيل المثال محطة القلج على خط قطار عين شمس والذى تدرس النقل تحويله إلى قطار كهربائى، لا تصل إيراداتها فى بعض الأيام أزيد من 6 جنيهات، وفى بعض الأيام 3 جنيهات فقط وأيام أخرى تصل إلى 40 جنيها إيرادات، وهى أرقام متدنية للغاية، الأمر الذى يفتح الباب لضرورة عمل مراجعة كاملة للمحطات والإيرادات والتكاليف الخاصة بالتشغيل خاصة أن كل محطة يوجد بها ناظر وصرافين للتذاكر كل منهم يحصل على راتب شهرى غير قليل.
ويقترب رواتب ثلاثة موظفين فقط فى كل محطة ما يقرب من 25 ألف جنيه شهريا، أى أن تكلفة تشغيل المحطة التى لا تقدم إيرادات يوميا تصل إلى نحو 1000 جنيه، وهنا السؤال: كيف يتم إنفاق 1000 جنيه يوميا على محطة إيراداتها لا تزيد عن 40 جنيها دون أن يقودنا ذلك فى الوقت نفسه إلى إعادة التفكير فى إلغاء هذه المحطات، فهناك دور خدمى للسكك الحديدية تقوم به بغض النظر عن الأرباح والخسائر.
تنويع الإيرادات
ويظل خيار تنويع الإيرادات هو الحل الأفضل للسيطرة على هذه الخسائر، من خلال إعادة النظر فى ملفات أملاك الهيئة والإنفاق المالى، سواء على الصيانة أو التخريد بالإضافة إلى الملفات الخاصة بالتشغيل.
وحسب مصادر، تخطط السكك الحديدية خلال الفترة المقبلة لاعتماد مخطط عام للقضاء على خسائرها وبداية مرحلة جديدة من اللا خسائر على أن تعاود تحديث وتطوير كافة الخطوط المملوكة لها بعد أن كانت الخطط السابقة للهيئة تشمل إنشاء مجموعة من الشركات ويتم طرح أسهم بالبورصة لتوفير آليات تمويل للمشروعات الخاصة بالهيئة لإيقاف نزيف الخسائر وبدء مرحلة جديدة للسكك الحديدية.
من ناحية أخرى، شدد وزير النقل المهندس كامل الوزير على ضرورة الحد من الخسائر ووضع آليات للسيطرة عليها خلال الفترة المقبلة.
وأكد الوزير خلال أكثر من اجتماع بقيادات السكك الحديدية على ضرورة أن تشمل الفترة المقبلة وخاصة مع منتصف 2023 وضع حد فعلى لخسائر السكك الحديدية وبدء الهيئة لعهد جديد فى تحقيق الأرباح والإيرادات.
نقلًا عن العدد الورقي…