الاحتجاجات الصينية أكبر تحديات شي.. وحادثة أورومتشي تزيد موجات الغضب ضد الحزب الشيوعي
انتشرت الاحتجاجات ضد سياسة الحكومة الصارمة لمنع انتشار فيروس كورونا (صفر كوفيد) إلى العديد من المدن والجامعات في جميع أنحاء البلاد، حيث دعا المتظاهرون في شنجهاي الرئيس شي جين بينج، إلى التنحي، وذلك في تصعيد كبير للاضطرابات السياسية.
احتجاجات الصين
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الاحتجاجات قد تزايدت جراء حريق شب مساء الخميس، وأسفر عن مقتل 10 أشخاص داخل شقة في أورومتشي، عاصمة إقليم شينجيانج، حيث زعم بعض المتظاهرين أن الجهات المعنية لم تستطع إنقاذ الضحايا بسبب التطبيق الصارم لسياسة الإغلاق، وذلك على الرغم من أن المسؤولين نفوا هذه المزاعم.
وبعد اندلاع التظاهرات في منطقة شينجيانج احتجاجًا على الحادث، أظهرت لقطات أمس الأحد، على وسائل التواصل الاجتماعي، وفقًا للصحيفة، احتجاجات أخرى في نانجينج وأورومتشي ووهان وقوانجتشو وبكين، حيث قام المتظاهرون في الشوارع بهدم الحواجز التي نصبتها قوات الأمن.
ونقلت الصحيفة عن خبراء قولهم إن موجة الاحتجاجات الجارية تشكل أكبر تهديد حتى الآن لحكم الرئيس شي، الذي عززه الشهر الماضي من خلال تأمين ولاية ثالثة غير مسبوقة مدتها خمس سنوات.
حادثة أورومتشي
وقالت الصحيفة في تحليل لها: "أطلقت حادثة أورومتشي العنان لأشد موجات الغضب العام ضد الحزب الشيوعي الحاكم منذ سنوات. وتسبب تدفق الأشخاص إلى التظاهرات في ضغوط جديدة على شي بعد شهر واحد فقط من حصوله على فترة ولاية ثالثة كرئيس للحزب".
وفي هذا الصدد، قال ياشينج هوانج، وهو محلل سياسي صيني: "أنتجت سياسة صفر كوفيد نتيجة غير مقصودة، وهو ما يضع عددًا كبيرًا من الأشخاص في نفس الموقف. هذا هو تغيير قواعد اللعبة"، موضحًا أن "الغضب مكبوت منذ فترة بسبب هذه السياسة".
وأضافت الصحيفة: "ليس لدى الزعيم الصيني رد سهل على الغضب السائد. تحرك المراقبون بسرعة لإزالة الصور ومقاطع الفيديو للاحتجاجات. إذا قام شي بقمع المتظاهرين، فقد يغضب الشعب أكثر، مما يجهد حتى جهاز الأمن الصيني الهائل".
وتابعت: "إذا رفع العديد من القيود فجأة، فإنه يخاطر بإلحاق الضرر بصورته عن السلطة التي لا يمكن تعويضها والتي بناها جزئيًا على نجاحه في محاربة الفيروس التاجي. وقد يصبح الارتفاع اللاحق للعدوى، الذي يحتمل أن يكون مميتًا بين الضعفاء، مصدرًا آخر للاستياء".
من جانبها، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إنه من غير المرجح أن يتسامح شي مع المتظاهرين لفترة طويلة، لأنه من المتوقع أن يرى الاحتجاجات على أنها تحد ليس فقط لسياسة كوفيد الخاصة به، ولكن للأيديولوجية الشيوعية الجماعية وسلطته.
وذكرت الصحيفة: "تتمثل إحدى الصعوبات التي تواجهها الحكومة في أن المسؤولين المحليين الملتزمين بالقرار، والقلقين أيضًا من انتقام الجهات العليا في حالة حدوث تفشٍ للوباء، قد فرضوا ضوابط صارمة لم يعرفوا توابعها، كما أنهم ليس لديهم جدول زمني محدد لإنهاء هذه القيود".
وأضافت الصحيفة: "إن مشهد الجماهير بلا كمامات من جميع أنحاء العالم وهم يستمتعون بكرة القدم في قطر (بطولة كأس العالم) أمر مزعج للغاية بالنسبة لبلد لم يبد أي محاولات للتعايش مع الفيروس بعد ثلاث سنوات من التفشي".
واختتمت "الجارديان" تحليلها بالقول: "بغض النظر عما سيحدث بعد ذلك، بالنسبة لشي فإن حجم الاحتجاجات يمثل ضربة لمكانته الدولية بعد أشهر فقط من عودته إلى المسرح العالمي