حياة"عرب كفرالشيخ" بين المرعى والترحال..نساؤهم لاتعرف الإنترنت وفيسبوك..والفتيات لا يتعلمن بالمدارس l فيديو
"سماء صافية وأرض واسعة وزراعات خضراء.. الخيمة المصنوعة من القماش هناك تسمى " بيت" والحياة بسيطة خالية من كل مظاهر التكنولوجيا وصخبها، فهناك لايوجد انترنت ولا فيسبوك، عندهم لايوجد مايسمى بوسائل التواصل الاجتماعى، هناك يوجد عمل ومودة وتعاون وابتسامات لاتتوقف من الصغار والكبار، هناك ايضا لا تتعلم الفتيات وغالبية الصبية كذلك، بسبب حياة الترحال وعدم الاستقرار بمكان واحد، تلك حياة العرب الذين يقطنون بمحافظة كفرالشيخ، وتحديدا منطقة اراضى وزارة الزراعة بقرية روينة.
يقول الحاج سيد وديده الصباح، او "كبيرهم" كما يطلق عليه الشباب والنساء هناك، لـ " فيتو":"اننا منتجون اكثر من كوننا مستهلكين فنحن ننتج الجبن والالبان والزبد ونعيش بدون غاز طبيعى ولاكهرباء، حياتنا في الطبيعة ومنها، ورأس مالنا المرعى والماشية سواء كانت بقر او جاموس او اغنام او ماعز، ولكى نرعى ما نملكه بنعمل ما يسمى بالدوريات ومنضبطين مثل الجيش بالضبط كل شخصين بيحموا المرعى 4 ساعات حتى لايتم سرقته، ولدى احفاد " حمدان والسيد وعبدالرحمن ومحمد وصباح" اعلمهم الصلاة والعمل والتعاون وان يعيشوا بكفاح وشرف.
وتابع، الشيخ الصباح، نحن في الأصل من قرية روس الفرخ بمركز بيلا، بعضنا لديه منازل من الجدران والبعض لا يملك، ولكننا لانعيش فيها لان طبيعة عملنا تتطلب وجودنا دائما فى المرعى، فنقوم بإستئجار ارض من وزارة الزراعة لتعيش عليها المواشى، ونستأجرها من شهر نوفمبر وحتى شهر مايو، ولكنا نعانى من ارتفاع اسعار علف المواشى حتى ان تكلفة اليوم الواحد تقدر ب 1500 جنيه، وحالتنا لاتسمح بذلك ولكننا مضطرون ونتمنى ان تقوم وزارة الزراعة بدعمنا فى سعر العلف فقط، وسط هذا الغلاء.
وتقول صابرة من عرب كفر الشيخ: “تزوجت فى عمر الـ 18 عام، وانجبت 3 اولاد وهم محمد وحنان وسماح،، بناتى متعلموش ولا انا اتعلمت لان عندنا البنات مبيتعلموش وحياتنا بسيطة ولكن فى الشتاء بتكون صعبة حيث البرودة ومياه الامطار من كل جانب، ولكننا اعتدنا على تلك الحياة وألفناها، احنا ناس غلابة وعلى الله ”
، وعن كيفية الزواج وهل يشترط ان يكون من ابناء العموم او الخالات، اجابت:"ممكن شخص غريب يتقدم لواحدة من البنات هنا ويتوافق عليه مادامت اخلاقه جيدة، وللامانة فأن الجد او ولى الامر يسأل الفتاة عن رأيها وقبولها من عدمه حال تقدم اى شخص لخطبتها وماتقوله البنت يؤخذ به".
وتقول ام السيد:"نستيقظ جميعا فى السادسة صباحا كل يوم، فتقوم النساء بتحضير الفطور للرجال والشباب قبل خروجهم بالمواشي " للسروح" وبعد ذلك كل واحدة منا داخل خيمتها تقوم بطهى الطعام وغسل الاوانى والملابس وتصنيع الجبن والزبد وتنظيف المكان والانتظار لحين عودة رجالنا مع المواشى فنقوم بمساعدتهم فى ربط المواشى ثم حلبها، لنحتفظ بما نحتاج من ألبان والباقى نقوم ببيعه، ثم نقوم بتحضير الطعام ونتناوله وتذهب النساء مع اطفالهم للخيمة للنوم، ام الرجال فيتناوبون على حراسة المواشى، وبالنسبة للخيمة او البيت كما يطلقون عليه فيتم تقسيمه جزء للاستحمام وجزء اخر للنوم واخر لطهى الطعام والاعمال المنزلية، وعند سقوط الامطار يتم وضع مشمع بلاستيك اعلى الخيمة حتى لاتغرق فى المياه.
وقال عبدالرحمن، صاحب الـ 15 عام،و أحد الصبية المتواجدين بالمكان، انا لم اتعلم فى المدرسة ولا اعرف شيء عن النت، وحياتى هى عبارة عن عمل وجلسات طويلة مع اصحابي فى المرعى، واتمنى اقدر اوفر ثمن شقه لكى اتزوج فيها مستقبلا