مش دموع الفرحة.. سر بكاء مدرب الأرجنتين بعد فوزه على المكسيك
شاهدنا جميعا الفرحة الهستيرية للجماهير الأرجنتينية بعد الفوز على المكسيك في مباراة الأمس، وشاهدنا بكاء ليونيل سكالوني المدير الفني لمنتخب الأرجنتين بعد هدفي راقصي التانجو في مرمى المسكيك بكأس العالم 2022، وايضا دخل الكثير من الجماهير العاشقة في نوبة بكاء بعد تسجيل ليو ميسي الهدف الأول من خارج منطقة الجزاء، فما التفسير العلمي وراء هذا البكاء ؟
كشف الدكتور علاء الحسين الباحث في علم الأعصاب المعرفي أن هذا البكاء سببه هو الضغط الرهيب والتوتر الذي كان عليه وعلى كل لاعب في مباراة مصيرية، وفسر الحسين ما شاهدناه في الشوط الأول من حذر اللاعبين والصعوبة في اتخاذ القرارت والتصرف بالكرة الى أنه يمكن أن تؤدي مستويات التوتر المرتفعة إلى إعاقة في أداء المهام التي تتطلب الانتباه وعمل الذاكرة واسترجاع المعلومات، واتخاذ القرارات.
وأضاف الباحث في علم الأعصاب أن لاعبي الارجنتين تعاملوا بشكل جيد مع الضغط والتوتر وهو ما انعكس على ادائهم في الشوط الثاني، مشيرا إلى ان أحد العوامل التي يحتمل أن تكون مهمة في تقييم الموقف باعتباره تحديًا أو تهديدًا هو أسلوب تعامل الفرد مع الموقف، من حيث الأفكار والسلوكيات المستخدمة لإدارة كل من المطالب الداخلية والخارجية للمواقف التي يتم تقييمها على أنها مرهقة.
أساليب مواجهة التوتر والضغط
واوضح الدكتور علاء الحسين أن هناك بعض الأساليب التي يمكن من خلالها مواجهة التوتر والضغط ومنها:
١. التأقلم: أي وجود خطة عمل، والتركيز على الخطوة التالية، ويهدف التأقلم الذي يركز على العاطفة إلى تقليل أو إدارة الضيق العاطفي المرتبط بالموقف (أي البحث عن الدعم العاطفي والتركيز على العواطف والتنفيس عنه).
٢. "إلى أي مدى يدرك هذا الفرد أنه يتحكم في موقف معين"، فالأفراد الذين يتمتعون بموضع تحكم داخلي هم هؤلاء الأفراد الذين لديهم شعور مدرك بأنهم قادرون على التحكم في الأحداث في حياتهم، وهؤلاء الأفراد يطورون نتيجة إيجابية متوقعة، وبالتالي يقللون من استجابات الإجهاد وضعف الأداء في المواقف العصيبة للغاية.
٣. "الدعم الاجتماعي": فالأفراد الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الدعم النفسي في المواقف الصعبة مثل العمل المجهد أو مواجهة الضغوطات المزمنة، يبدو أنهم يتمتعون بصحة أفضل مقارنة بالأفراد الذين ليس لديهم دعم كبير.
وأوضح الحسين انه لذلك رأينا البارحة انتفاضة وروح قتالية كبيرة من قبل لاعبي الأرجنتين في شوط المباراة الثاني، وذلك لما كان من دعم جماهيري ومساندة كبيرة وإيمان المدرب باللاعبين للحظة الأخيرة، وايضًا لحنكة المدرب ووضعه الخطة والتكتيك المناسب والتحرك بمجريات المباراة مما أراح اللاعبين وساعدهم للخروج من حالة التوتر والضغط.