رئيس التحرير
عصام كامل

"السيسى" يتوعد الإرهابيين وينتظر كلمة "الشعب"..17 رمضان المصريون يثأرون لشهداء رفح ويعلنون مبايعتهم للجيش..القوات المسلحة تستعد للقضاء على المتطرفين بعد ورود معلومات باستهداف أماكن حيوية فى ذكرى"بدر"


لم يكن اختيار الفريق أول عبد الفتاح السيسي ليوم الجمعة 17 رمضان، لدعوة المصريين لنزول الميادين لتأييد الجيش في حربة على الإرهاب من قبيل الصدفة، فهذا اليوم هو ذاته الذي انتصر فيها المسلمون على المشركين في غزوة بدر، وهو ذاته الذي خضبت فيه دماء 16 من الجنود المصريين على الحدود المصرية في رفح دماء سيناء الغالية، وذلك بعدما اغتالتهم يد الإرهاب برعاية من الجماعات المتطرفة في سيناء والتي كان يحميها النظام السابق وجماعة الإخوان المسلمين، التي كانت تسعى لعمل جيش مواز للجيش المصري.


في نفس اليوم من العام الماضي 2012 كان الجنود المصريون يتناولون الإفطار، بعد عناء يوم من الصيام، لتطالهم يد الإرهاب الغاشم من كل مكان، وذلك بعدما هاجم مجموعة من الملثمين وحدة "الماسورة" الحدودية المصرية القريبة من معبر كرم أبو سالم، وفي غضون خمس دقائق قتل المهاجمون 16 جنديا من أفراد الوحدة، وجرحوا سبعة آخرين، واستولوا على مدرعتين من طراز فهد " الناقلة للجنود"، وحاولت إحداهن اختراق الحدود الإسرائيلية بها، إلا أن طائرات الأباتشي التابعة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي لم تمهلهم وقامت بقتل جميع من فيها، فيما تم العثور على المدرعة الأخرى مدمرة وسط سيناء.

المسلحون المجهولون شنوا هجوما على نقطتين تابعتين للجيش قرب العلامة الدولية رقم "6" جنوب معبري رفح وكرم أبو سالم بالمنطقة، وذلك باستخدام الأسلحة النارية وقذائف "الآر بي جي" والقنابل، وذكر شهود عيان أن 16 جنديا وضابطا من قوات الجيش قتلوا نتيجة الهجوم المسلح على نقاطهم الأمنية.

الملفت للانتباه هو أنه قبل أربعة أيام من الحادث أصدرت "هيئة مكافحة الإرهاب" بديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيرات للسياح الإسرائيليين بسيناء طالبتهم فيها بالمغادرة، بحجة توفر معلومات لديها تفيد أن مسلحين ينوون ضرب أهداف إسرائيلية في سيناء، وهو ما برر فيما بعد استعداد إسرائيل للهجوم المتمثل في حضور قائد المنطقة الجنوبية الجنرال "طل روسو" لمكان العملية لحظة وقوعها وسرعة القضاء على المنفذين، وتسليم الجانب المصري جثث 6 من منفذي الحادث الإرهابي.

ووفقًا لما ذكرته الجهات الأمنية فالمسلحون ينتمون للجماعات التكفيرية بالمنطقة، الموالية للتنظيمات الإرهابية الدولية، وعلى رأسها تنظيم القاعدة في سيناء، وتم اتهام "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس" وهى حركة سلفية جهادية تنشط على جانبي الحدود بين مصر وغزة، لكن هذه الحركة نفت أي صلة له بالهجوم وأكدت أن هدفها الرئيسي هو قتال الإسرائيليين.

الأعمال الإرهابية لم تنته، فقد نشطت بشكل كبير بعد إطاحة الشعب بالرئيس المعزول محمد مرسي، وخاصة في شمال سيناء، وبدأ الإرهابيون في استهداف أفراد الشرطة والجيش معلنة الحرب على الدولة، بالإضافة إلى الشائعات التي يرددها أنصار المعزول بهدف ترويع أهالي المدينة.

فيما تشهد محافظة شمال سيناء اشتباكات مسلحة يوميا بين مجموعات إرهابية مسلحة، وبين قوات حرس الحدود القائمة على تأمين كمين الخروبة، شرق مدينة الشيخ زويد، الذي يبعد عن الحدود نحو 20 كيلو مترًا، فيما أكد الأهالي أن العناصر المتطرفة توعدت بالقيام بأعمال إرهابية في 17 رمضان الجاري.

الأمر كله- حسب تأكيدات بعض المصادر الأمنية- دفع الفريق السيسي لاتخاذ الأمر بشن حرب على الإرهاب في يوم 17 رمضان، ولكنه طالب هذه المرة الشعب بمشاركته القرار.
الجريدة الرسمية