مرصد الأزهر يكشف أسباب تحقيق المسلمين فوزًا كبيرًا في الانتخابات النصفية الأمريكية
سلط مرصد الأزهر الضوء في مقال له الضوء على تحقيق المسلمة الأمريكية "نبيلة سيد" من أصول هندية، انتصارًا تاريخيًّا في الانتخابات النصفية الأمريكية، لتكون أول مسلمة وأصغر أعضاء مجلس النواب في ولاية إلينوي.
وأكَّدت النائبة التي ستُمثِّل الدائرة (51) في المجلس في تصريحات متلفزة أهمية مشاركة المسلمين في هذه الانتخابات؛ بحيث يمكنهم التعبير عن آرائهم عبر هذا المسار التشريعي.
ولا تُعد (نبيلة) المسلمة الوحيدة التي حقَّقت هذا الانتصار التاريخي، إذ حقَّق مسلمون آخرون فوزًا تاريخيًّا في المجالس التشريعية في ولايات تكساس، وإلينوي، وجورجيا، ومينيسوتا.
ووفق منظمات إسلامية أمريكية، بلغ عدد المسلمين الذين ترشحوا في الانتخابات النصفية للمنافسة على المقاعد المحلية والفيدرالية نحو (١٤٥) مسلمًا بينهم (٤٨) مرشحًا في المجالس التشريعية في (٢٣) ولاية.
وتجاوزت أعداد المسلمين الفائزين في هذه الانتخابات (٨٠) مسلمًا، تضمَّنت فوز "زينب محمد" ديمقراطية من أصول صومالية بمقعد في مجلس شيوخ ولاية مينيسوتا، فضلًا عن فوز (٤) مسلمين آخرين بمناصب تشريعية في ولاية جورجيا، كما تكرر الأمر في ولايات أوهايو، ومين، وأوريجون، والعاصمة واشنطن.
ويتابع المرصد أن السبب يتعلق بقناعة أبناء الجالية الإسلامية بأهمية المشاركة المجتمعية التي تُعد ركيزة أساسية في استقرار الدول، وتحصين أبناء المجتمعات ضد الأفكار الهدَّامة.
وقد تتخذ هذه المشاركة شكل المبادرات الفردية التي تستهدف تحسين أوضاع المتجمعات التي يعيش فيها المسلمون باعتبارهم مواطنين، أو المشاركة في عملية صنع القرار من خلال المجالس التشريعية وغيرها من المسارات التي تنظِّمها الدول من أجل تحقيق الصالح العام في المجالات المختلفة.
ويأتي ذلك في ظل ارتفاع عدد المسلمين الأمريكيين في السنوات الاخيرة، إلى (4.5) مليون مسلم عام 2020م مقارنة بـ (2.6) مليون مسلم عام 2010 بحسب تقرير مركز (U.S. Religion Census) بالمخالفة لتوقعات مركز (بيو للأبحاث) بألا تتجاوز أعداد المسلمين (3.85) مليون نسمة في العام 2020م.
وأكد المرصد أن مسؤوليات هذا الفوز التاريخي غير المسبوق يضع بلا شك على كاهل النواب الجُدُد مسؤولية مجتمعية تتمثل في نشر القيم الإيجابية والمُثُل العليا من خلال الصلاحيات التي تكفلها قوانين البلاد، وتقديم صورة نموذجية تُحتذَى في خدمة كافة المواطنين دون تميز والتعبير عن كافة المهمَّشين والمظلومين بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو العرقية أو الإثنية، وتعزيز شعور الوحدة والتضامن، مع ضرورة التركيز على تطوير العملية التعليمية.
ويواجه هؤلاء المُشرِّعون عددًا من التحديات السياسية والاجتماعية في مختلف الولايات، وهو ما يفرض عليهم بذل جهود مضنية من أجل التغلُّب على هذه التحديات. وقد تتمثَّل التحديات السياسية في تكوين ائتلافات تعمل على التقليل من شأنهم واتهامهم في وطنيتهم، على غرار الاتهامات التي وُجِّهَت للبرلمانيتين "رشيدة طليب" وهي من أصول فلسطينية، و"إلهان عمر" وهي من أصول صومالية.
فيما تتضمَّن التحديات الاجتماعية في مدى قدرتهم على تمثيل كافة المواطنين، حتى لا تتلقَّفهم الأبواق الإعلامية كما فعلت مع سابقيهم.
ولطالما أكَّد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أهمية الاندماج في المجتمعات والتعايش مع مختلف القوميات والأجناس، نظرًا لدورها الفعَّال في نهضة الأمم وتقدُّم المجتمعات، مع ضرورة الأخذ في الاعتبار أن الحفاظ على الهوية الدينية لا يتعارض مع الهوية الوطنية الأمريكية.
وطبَّق الإمام الأكبر التعايش السلمي من خلال وثيقة الأخوة الإنسانية التي أرست دعائم التآلف والترابط بين بني الإنسان وأبرزت نقاط الالتقاء التي يمكن أن يعيش العالم من خلالها في وطنٍ واحد، ينعم فيه الجميع بالأمن والأمان، والسلام والوئام، بغض النظر عن الاختلافات الدينية أو العرقية أو اللغوية.