رئيس التحرير
عصام كامل

قطر تؤكد دعم جهود استئناف المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل


استنكرت قطر مواقف إسرائيل أحادية الجانب بمواصلة الاستيطان غير المشروع ومحاولة تغيير الطبيعة الديموغرافية للأرض الفلسطينية لاسيما تهويد القدس الشريف ومواصلة اعتقال الفلسطينيين وفرض الحصار الظالم على قطاع غزة وإجراءات خنق الاقتصاد الفلسطيني، وخاصة عدم تحويل أموال الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية.


جاء ذلك في بيان وفد قطر لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية حول الحالة في الشرق الأوسط بما فيها القضية الفلسطينية، وذلك حسبما أفادت وكالة الأنباء القطرية (قنا). وأكدت قطر "أن هذه المواقف وغير ذلك من الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية تفرغ الجهود الدولية الرامية إلى الوصول لحل شامل للنزاع العربي الإسرائيلي وتعيدنا إلى نقطة الصفر بكل ما يحمله ذلك من إشاعة التوتر في المنطقة وزيادة أخطار الصراعات المتزايدة وانعكاساتها ليس على منطقة الشرق الأوسط فقط بل العالم أجمع".

وقد رحب السفير الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة بالجهود الجارية حاليا من قبل الولايات المتحدة لكسر حالة الجمود في المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل، واعتبره تأكيدا على توجه المجتمع الدولي باعتماد الحوار واحترام قرارات الشرعية الدولية وهو ما أكدته المبادرة العربية التي جددت القمة العربية المنعقدة في شهر مارس الماضي في الدوحة دعمها لها والسعي مع المجتمع الدولي لإنجاحها.

وأكد الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني أن دولة قطر لن تدخر جهدا في دعم الجهود الدولية في هذا الصدد..وقال" نتطلع إلى دعم المجتمع الدولي لكي لا تضيع فرصة تبدو سانحة وواعدة في خضم الأحداث المعقدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط".

كما رحبت قطر بقرار الاتحاد الأوربي بمنع تقديم مساعدات مالية إلى المنظمات الإسرائيلية العاملة في الأراضي الفلسطينية المحتلة وعدم الاعتراف بأي تغييرات في حدود ما قبل 1967.. منوهة بأنه إجراء واضح وصريح لدعم قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي بشكل عام ويدل على رفض المجتمع الدولي للاستيطان غير المشروع ولما قد يهدد فرص تحقيق حل الدولتين.. ودعت باقي الدول أن تحذو حذو الاتحاد الأوربي بهذا الخصوص.

الوضع في الشرق الأوسط: شدد السفير الشيخ مشعل على أن الوضع الراهن في سوريا أصبح يشكل تهديدا وتحديا للمجتمع الدولي لكونه سيفضي إذا ما أصر النظام السوري على اعتماد الحل الأمني وإرهاب الدولة في ظل فشل المجتمع الدولي في إيجاد حل نهائي وسريع لما يجري إلى انزلاقات خطيرة تهدد سيادة سوريا وسلامة أراضيها ووحدة شعبها بأفدح العواقب، كما تهدد أمن واستقرار الدول المجاورة والسلم والأمن الدوليين.

وأشار إلى أن النظام السوري جعل من الشعب السوري رهينة ووقودا لضمان استمراره غير مكترث بالنتائج الوخيمة المترتبة على هذه السياسة، ومعولا في ذلك على الانقسام الراهن في مجلس الأمن، ولافتا إلى أن أعداد الضحايا في سوريا من المدنيين الأبرياء قد تجاوز المائة ألف فضلا عن الملايين من اللاجئين والنازحين والتدمير المنهجي للمنازل والمرافق وغيرها من الانتهاكات التي يعجز المرء عن حصرها..مطالبا مجلس الأمن باتخاذ إجراءات سريعة وفعالة انطلاقا من مسئولية المجلس التي حددها الميثاق.

وقال إن المجتمع الدولي ممثلا بالأمم المتحدة قد أصدر قرارات عديدة تناولت جميعها الانتهاكات التي ترتكب ضد الشعب السوري وعليه فإن العالم يشعر بالإحباط والحيرة ويتساءل إلى متى سيواصل النظام آلة القتل والتدمير والتهجير ضد المدنيين الأبرياء؟؟ ولماذايتم تجاهل قرارات المجتمع الدولي حول الوضع في سوريا.

ودعا الأمم المتحدة إلى إصدار قرارات وإجراءات فعالة من قبل مجلس الأمن لإيجاد حل نهائي ومنصف لمعاناة الشعب السوري يستند إلى القانون الدولي وإلى أطر قرارات الشرعية الدولية وتقديم المسئولين عن الجرائم والانتهاكات إلى العدالة وتمكين السوريين من تحديد مصيرهم ورسم معالم مستقبلهم بعد هذه المعاناة الطويلة.

وأكد أن المجتمع الدولي يتطلع لأن يتم التعامل مع الانتهاكات أينما وقعت بالاستناد إلى المعايير الدولية ومن هنا تأتى مسئولية مجلس الأمن بالتدخل أينما تقع تلك الانتهاكات لوضع حد لها احتراما للشرعية الدولية وكرامة الإنسان..مطالبا الأمم المتحدة بأن يكون لها موقف حازم لمساعدة الشعب السوري ومحاسبة المسئولين عن معاناته الطويلة.
الجريدة الرسمية