رئيس التحرير
عصام كامل

من نيرة أشرف إلى سلمى بهجت.. قصص حب انتهت بالدم.. قضايا شغلت الرأي العام في 2022

 سلمى بهجت ونيرة
سلمى بهجت ونيرة أشرف

شهد عام 2022 قضايا وموضوعات هامة هزت الرأي العام وانشغل بها المجتمع، أبرزها قضية "نيرة أشرف" والتي عرفت إعلاميا بـ"فتاة المنصورة" وهو الحادث الذي هزّ الرأي العام وأثار تفاعلًا كبيرًا وجدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي ليس في مصر فقط بل في الوطن العربي. 

وبعد 17 يومًا من الحادث أسدلت محكمة جنايات المنصورة الستار وأصدرت المحكمة حكمًا بإعدام المتهم، عقب ورود رأي مفتي الديار المصرية، بشأن إعدامه، ليكون واحد من أسرع الأحكام بين القضايا المصرية.

 ففى 20 يونيو الماضي، تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر مقتل طالبة جامعة المنصورة "نيرة أشرف" على يد زميلها بطعنات عِدّة، ثم ذبحها بسكين أمام بوابة "توشكى" بشارع كلية الآداب، حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، قبل أن يتمكن المارة وأفراد أمن الجامعة من نقلها إلى المستشفى والإمساك بالمتهم لتسليمه للشرطة.

 وتسببت الجريمة في صدمة تردد صداها من مصر إلى العالم العربي، خصوصًا مع تتابع الأخبار والتفاصيل التي تؤكد أن زميل نيرة في الجامعة كان يحبها دون أن تبادله هي نفس المشاعر، وظلّ يطاردها ويهددها بالقتل، وهو ما دفع والدها أشرف عبد القادر بتحرير محاضر عدّة ضده لكن دون جدوى، إذ تربص بها وراح يراقبها وعند ذهابها لأداء الامتحان نفذّ جريمته.

أمر النائب العام المصري بحبس المتهم محمد عادل على ذمة التحقيقات، وأعلنت جامعتها تأبين الطالبة في مكان الحادث وأداء صلاة الغائب عليها بساحة كلية الآداب؛ لتسيطر حالة من الحزن على الطلاب.. بمرور 48 ساعة من ارتكاب الجريمة، أصدر النائب العام المصري، المستشار حمادة الصاوي، قرارًا بإحالة الشاب محمد عادل إلى محكمة الجنايات، بتهمة قتل الطالبة نيرة أشرف عمدًا مع سبق الإصرار.

إحالة إلى "الجنايات"

 أُحيل المتهم إلى محكمة الجنايات وذلك بعدما استمعت النيابة لـ25 شاهدًا في الواقعة. وفي هذه الأثناء توصلت تحقيقات النيابة إلى أن الطالب نفّذ جريمته عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، وباغتها بسكين طعنها به عدة طعنات، ونحرها قاصدا إزهاق روحها.

ويوم الجمعة 24 يونيو الماضي، كشف تقرير الصفة التشريحية لـ"نيرة" أنها أصيبت بـ17 جرحًا نتيجة الطعنات، وبيّن تقرير الطب الشرعي أن المتهم لا يتعاطى أي نوع من أنواع المخدرات أو الكحوليات.

أول محاكمة

وظهر المتهم للمرة الأولى بعد الواقعة، في أولى جلسات محاكمته بقاعة المحكمة يوم 26 يونيو الماضي، وأدلى بأقواله مدعيًا أنه كان ضحية تلاعب بمشاعره، وأنه قتلها قبل أن تتخلص منه.

إحالة أوراقه للمفتي

وفي 28 يونيو بعد يومين من سير القضية، قرر المستشار بهاء الدين المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة، إحالة أوراق المتهم إلى مفتي الديار المصرية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، غير إنه ألقى كلمة إلى المجتمع والآباء وإلى المتهم قبل النطق بالحكم، وصفها كثيرون بالبليغة واحتفى بها رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

 

قضية مقتل الطالبة سلمى بالزقازيق

كشفت التحقيقات في قضية مقتل الطالبة سلمى بهجت فتاة الزقازيق، التي قتلت على يد زميلها إسلام محمد، عن تفاصيل ما أدلى به المتهم من اعترافات أمام جهات التحقيق.

 

أقوال قاتل طالبة الزقازيق 

وقال المتهم بقتل سلمى بهجت في التحقيقات بعد بسؤاله عن اسمه، فأجاب: انا بدأت أهدد سلمي اني هقتلها لوهی بعدت عنى وكانت بتخاف وترجع كويسة معايا لكن بترجع تانى ترفض استمرار علاقتنا وفي مرة من المرات حضرت محاضرة في الجامعة ورغم إنى قولتلها أن المحاضرة مش مهمة فتأكدت إن هي بتتهرب منى وفى أكتر من مرة بهددها فكانت بتهددني إنها هتبلغ الكمين اللى في الشروق اللى جنب الجامعة.

وتابع المتهم بقتل سلمى بهجت طالبة الشرقية في التحقيقات: في مرة من المرات لما هددتني مشيت في طريق موازي ليها لحد ما وصلنا المواصلات اللي بتركبها وهددتها إني هقتلها ومش هسيبها تمشي وقالتلى ابعد عنى فأنا قولتلها مش هسيبك وركبت معاها العربية وهي نزلت عشان رافضة وجودي معاها في العربية ومسبتهاش غير لما قالتلى خلاص أنت عايز ايه فقولتلها عايزك معايا فقالتلى خلاص أنا هبقى معاك فأنا سيبتها تمشي.

وأكمل إسلام قاتل سلمى بهجت طالبة الزقازيق: لما جت امتحانات الترم التانى ليها كانت بتيجي يدوب على قد الامتحانات وتمشي وكانت بتسايرني في الكلام ومش بتعاند معايا عشان هي عارفه إنها لما تخلص الامتحانات مش هتيجي تاني، وتاني يوم بعد آخر يوم في الامتحانات حصلت واقعة قتل نيرة فتاة المنصورة فاتصلت بيها وقولتلها شوفتي واقعة القتل اللى حصلت في المنصورة بتاعة نيرة مأثرتش فيكي فقالتلى متفتكرش إن الموضوع ده هيخوفني ومش هتقدر تعمل معايا حاجة فأنا قولتلها انتي ليكي صور معايا وهنزلها وهخلي الناس تتكلم عنك وساعتها قفلت السكة في وشي. 

وأردف قاتل سلمى بهجت بالتحقيقات: سلمي كان ليها مناقشة للمشروع بتاعها في الجامعة بتاريخ 29/9/2022 فأنا رحتلها على الجامعة وكان معايا مطواه وأنا كنت ناوي أقتلها في اليوم ده عشان ده كان آخر يوم أشوفها فيه وحاولت اتصل بيها ولقتها عملالى بلوك فالموضوع ده استفزني أكتر إنى أقتلها ودخلت الجامعة وسألت عن مكان مناقشة الرسالة بتاع القسم بتاعها لحد ما وصلتلها وشوفتها وقولتلها انتي عامله بلوك ليا ليه فقلتلى إبعد عشان أبويا معايا ومينفعش تقف معايا وقالتلى ابعد عني أنا مش عايزاك فأنا هددتها إني أقتلها فهددتنى إنها هتبلغ أمن الجامعة. 

ودخلت المدرج بتاع مناقشة الرسالة ودخلت قعدت وراها وكنت بفكر إني أضربها بالمطواه وأنا قاعد وراها بس مقدرتش أنفذ الفكرة واتصلت بوالدي وقولتله تعالى عشان بهجت والد سلمي موجود في الجامعة عشان تتكلم معاه وبعدين سلمى خرجت من الجامعة وأنا خرجت معاها لقيتها بتحاول تبعد عنى وهى ماشية وخصوصا لما شافت والدها نازل من على سلم المسجد اللى قدام الجامعة ومشيت مع أبوها وكان أبوها ماشي وراها عشان يحرصها منى خوفا إنى أعمل فيها حاجة وشافني ومدنيش أي اهتمام لحد ما لقيت والدي ووالدتي جايين ووقفنا إحنا الخمسة كلنا مع بعض أنا وابويا وامي وسلمى وابوها وأنا قلت لأبوها إنى عايز أخطب سلمى وأتجوزها لأنى مش هسيبها غير لما أخطبها واتجوزها ووالدها كان رافض في الأول بسبب الوشم.

وأسدلت محكمة جنايات الزقازيق، برئاسة المستشار محمد عبد الكريم، الستار على محاكمة قاتل الطالبة سلمى بهجت والمعروفة إعلاميا بفتاة الزقازيق، حيث قضت بإعدام المتهم بعد ورود رأى مفتى الجمهورية.

 

خلود “فتاة بورسعيد” قتلها خطيبها على طريقة نيرة اشرف

وتعتبر قضية "خلود درويش" من أهم القضايا التي شغلت الرأي العام بمحافظة بورسعيد والتي وقعت أحداثها في 17 أكتوبر الماضي لهذا العام وسط الشارع في منطقة العرب بمحافظة بورسعيد  لتنضم تلك الواقعة لسلسلة جرائم القتل البشعة التي تتخلى عن مشاعر الإنسانية، كون الفتاة رفضت استكمال خطبتها من خطيبها، فكان عقابها القتل.

تعود أحداث الواقعة عندما أقدم محمد سمير- عامل بمنطقة الاستثمار من المطرية على قتل خطيبته خلود السيد فاروق درويش يتيمة الأبوين، وتبلغ من العمر 20 عامًا، وذلك بعد أن هددها بأنها لن تكون لغيره، وإلا سوف يقتلها، وبعد طلبها الانفصال عنه، وبالفعل قتلها.

وضحية بورسعيد الفتاة خلود السيد فاروق درويش، توفى والديها وتركا لها أخوين أكبرهما 9 سنوات، ولم يكن أمام الفتاة إلا أن تخرج للعمل من أجل أن تنفق على أخويها، وبالفعل ذهبت للعمل بمنطقة الاستثمار في أحد المصانع، حيث وجدت لها لقمة عيش من الحلال بأحد مصانع الملابس الجاهزة.

وتعرفت الفتاة خلال العمل بالمصنع على زميل لها يدعي محمد سمير، وبالفعل ارتبطت به ظنًا منها أنه سيكون لها السند في الحياة بعد وفاة والديها، ولكن الفتاة لم تحب هذا الشخص، وأصبحت الحياة بينهما مستحيلة، وذلك لأنه كان دائم التعدي عليها وضربها، وتوجيه الشتائم لها.

وطلبت خلود من خطيبها وزميلها في العمل الملقب بـ مجنون خلود، أن يتركها وأن يبتعد عن طريقها إلا أنه رفض ذلك، وقام بتهديدها أمام الجميع قائلًا: يا هتكوني ليا يا هقتلك، وهنا ظنت الفتاة أنه تهديد لن يصل إلى التنفيذ.

وذهبت الفتاة إلى المصنع الذي تعمل به وخطيبها، وتقدمت باستقالتها لتبتعد عن طريق هذا الشاب، وظلت في منزلها، بينما ذهب القاتل إلى العمل ولم يجدها، وتأكد أنها بالمنزل، وأن احدًا لن يكون معها إلا شقيقها صاحب الـ 9 سنوات.

ترك القاتل محمد سمير المصنع وتوجه إلى منزل الفتاة خلود البسيط الذي يعد عبارة عن غرفة على سطح عقار من الطوب الأحمر، وبالفعل وجدها بمفردها فقام بخنقها ولم يتركها إلا بعد أن تأكد من أنها فارقت الحياة، ليتركها على الأرض ويحاول الهروب، بعدما كان قد حصل على إذن نصف ساعة وظن أنه بعودته قد يخفي جريمته.

بلاغ من الأهالي

وكان قد تلقي اللواء مدحت عبد الرحيم بلاغًا من الأهالي بقيام شاب بقتل فتاة بعمارة الحديدي بشارع المشرق نطاق حي الشرق، وتمكن فريق البحث الجنائي من الوصول قبل أن يهرب المتهم وأمكن ضبطه وتم تحرير محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق.

أقوال المتهم في التحقيقات 

ودافع محمد سمير المتهم عن نفسه أمام القاضي قائلا: "لم أكن أقصد قتلها ولم أهددها من قبل".

وأضاف أمام المستشار أحمد مندور رئيس المحكمة في أولى جلسات محاكمة المتهم أمام محكمة جنايات بورسعيد: "بالفعل كنت خطيبها رسميًا ولكنها فجأة قررت فسخ الخطوبة".

وتابع في اعترافاته على حد قوله: "قبل الواقعة والتي كانت يوم ١٧ أكتوبر الماضي، حاولت الاتصال بها هاتفيًا تكرارًا ومرارا لكي أعتذر لها لتعود عن قرار فسخ خطوبتنا ولكنها لم ترد على اتصالاتي، فحاولت أن أرسلها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي ولكنها أيضا لم ترد على رسائلي".

واستكمل حديثه قائلا: "ذهبت للعمل في ذلك اليوم، لأننا نعمل في نفس المصنع في منطقة الاستثمار وتفاجأت أنها قدمت استقالتها ولم تذهب للعمل".

وواصل المتهم في قضية قتل فتاة بورسعيد حديثه قائلا: "ذهبت لمنزلها، وسمعتها من خلف الشباك أنها تحادث أحد الأشخاص وتقول له متقلقش قريبا هخلص من محمد وارتاح منه".

وتابع المتهم في اعترافاته: "لم أرى أمامي سوى انى دفعتها لتسقط على الأرض، وبدأت في الصراخ وقمت بخنقها لكن لم اقصد قتلها".

وعلى جانب آخر نفت نورهان ابنة خالة والدة الضحية خلود خلال لقائها مع فيتو ما أدلى به المتهم أمام القاضي وقالت الجميع يشهد بأخلاق خلود، وكانت فتاة مسالمة وطيبة القلب جدا.

واستنكرت نورهان أحد أقارب ضحية بورسعيد ادعاءات المتهم بأنه قتلها عندما سمع أنها تحادث أحد الأشخاص وتقول له: "خلاص هخلص من علاقتي بمحمد"، مؤكدة بأن خلود لم تكن على علاقة بأي شخص وما دفعها لفسخ خطوبتها من المتهم محمد سمير سوء أخلاقه وتعصبه وشكوكه المستمرة فيها... وأمر النائب العام بإحالة قاتل خطيبته، الفتاة اليتيمة خلود السيد، للمحاكمة العاجلة.. فبعد 72 ساعة من وقوع الجريمة، قرر النائب العام إحالة المتهم بقتل فتاة بورسعيد إلى محكمة الجنايات، لمعاقبته بعد اتهامه بقتلها عمدًا مع سبق الإصرار. 

الجريدة الرسمية