الاستعانة بأمريكا.. خطة أكراد سوريا لمنع التوغل التركي
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن جيبًا مدعومًا من الولايات المتحدة في شمال شرق البلاد يستعد لهجوم بري جديد من قبل القوات التركية، إذ دعا القائد الأعلى للمنطقة واشنطن لبذل المزيد لمنع التوغل التركي المرتقب.
ضربات جوية تركية
وشنت تركيا ضربات جوية بطائرات مسيرة وأخرى بالمدفعية على بلدات ومدن شمال شرق سوريا لليوم الرابع، حيث قتل نحو 18 مدنيًّا و3 جنود، بحسب "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) المدعومة من واشنطن في المنطقة.
وقالت الصحيفة، إن الهجمات التركية الأخيرة قد تسببت في موجات من الخوف في منطقة ليست غريبة على تهديدات جارتها.
وأشارت إلى أن أنقرة قاتلت المسلحين الأكراد في الداخل منذ عقود، كما إنها تنظر إلى "قسد" على أنها تهديد لأمنها القومي.
وكانت آخر مرة غزت فيها القوات التركية الجيب السوري في عام 2019، بعدما حصل الرئيس رجب طيب أردوغان، على الضوء الأخضر من نظيره الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب.
ويهدد أردوغان بتكرار الهجوم مجددًا، بزعم أنه انتقام لهجوم وقع وسط إسطنبول منتصف الشهر الجاري أسفر عن مقتل 6 أشخاص.
وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست"، حث الجنرال مظلوم كوباني عبدي، قائد "قسد" وأقوى حليف لواشنطن في سوريا، الحلفاء الغربيين على معارضة المزيد من الهجمات التركية بقوة، بحجة أن الضغط الغربي يمكن أن يمنع عملية برية.
وقال عبدي "لا يخفى على أحد أن أردوغان يهدد بشن العملية البرية منذ أشهر، لكنه يصر على تنفيذها الآن. هذه الحرب، إذا حدثت، لن تفيد أحدًا. سيؤثر ذلك على العديد من الأرواح، وستكون هناك موجات نزوح هائلة وأزمة إنسانية".
وقالت الصحيفة الأمريكية، إنه بعد أن أعلنت "قسد" أنها ستتوقف مؤقتًا عن عملياتها ضد تنظيم "داعش" للتركيز على محاربة الهجوم التركي، أصبحت الولايات المتحدة في مأزق صعب للغاية يجعلها تفكر في كيفية الموازنة بين مواصلة دعم الفصيل الكردي، وعدم المجازفة بخسارة تركيا كحليف.
ونقلت الصحيفة، عن محللين قولهم إن الحرب في أوكرانيا قد زادت الأمور تعقيدًا، إذ تتطلع واشنطن إلى أنقرة للحصول على دعمها في انضمام السويد وفنلندا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وعزل روسيا اقتصاديًّا، وتعزيز اتفاق يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية لدعم الإمدادات الغذائية في العالم.
وقال خبير في الشأن التركي للصحيفة إن أوكرانيا تمثل الأولوية القصوى للإدارة الأمريكية، مشيرًا إلى أن الحفاظ على إبقاء العلاقات مع أنقرة أصبح موضع نقاش، خاصة بعد أن أصبحت العلاقات بين البلدين الحليفين في "الناتو" مشحونة بشكل متزايد بمرور الوقت.
وذكرت الصحيفة في تحليل إخباري لها "ينظر المحللون إلى التهديد التركي الأخير تجاه الأكراد على أنه جزء من سياسات عام الانتخابات، حيث يواجه أردوغان حملة إعادة انتخاب صعبة محتملة أوائل العام المقبل ويأمل في حشد الناخبين ذوي العقلية القومية".
وتابعت "الخوف من تضاؤل اهتمام واشنطن بشمال شرق سوريا جعل قوات سوريا الديمقراطية تعتمد بشكل متزايد على الحكومة السورية وحليفتها روسيا في الحماية ضد تركيا.