فيها حاجة حلوة.. "أوى"!
اسمه أحمد غراب ٣٦ عاما يقيم في أبو الريش ليس في السيدة زينب بالقاهرة، وإنما في منطقة بذات الاسم بدمنهور.. كان -قبل أشهر- يعبر الشارع حين لفت نظره مسن يجلس علي الرصيف فسأله عن سر جلوسه هكذا في هذا الجو الحار.. فقال المسن إنه لا يعرف كيف يتصرف.. فموعده في المستشفي قد حان ولكنه لا يملك نقودا للذهاب!
طلب منه أن يجلس إلي جواره وأنه سيقوم بتوصيله.. سارع الرجل إلي السيارة وفي الطريق عرف سبب موعده الطبي وأنه موعد دوري للغسيل الكلوي!
تأثر أحمد غراب وقرر فورا أن يتكفل بتوصيل الرجل كل جلسة، ولأن الجلسات تستغرق وقتا ابلغه أنه كل مرة سيتركه ويعود إليه بعد الجلسات ليعيده إلي البيت!
قدوة حسنة
مرة بعد أخري استحلي أحمد غراب فعل الخير -والخير حلو فعلا- أكثر وأكثر فكتب علي لوحة بالزجاح الخلفي للسيارة أنه "مستعد لتوصيل مرضي الفشل الكلوي للمستشفيات مجانا" ثم تذكر أن هناك مرضي الأورام يحصلون علي جلسات شبيهة فأضاف عرضه الكريم ليكون لمرضي الكلي والأورام معا!!
ما أن وضع اللوحة إلا وانهالت عليه الاتصالات ليعرف أن المرضي بمدينته عددهم كبير. ومع ذلك لم يتراجع عن عهده لله.. مكتفيا بدعاء كل هؤلاء له..
ننشر قصة أحمد غراب وقد شاهدتها من داخل ستوديو دي ام سي، أنتظر فقرتي صباح اليوم ببرنامج "٨ الصبح" برئاسة تحرير الصديق العزيز أحمد عبد العظيم.. حاورته باقتدار الإعلامية اللامعة أسماء يوسف.. أراد البرنامج حصار صورا سلبية وظواهر لا تمثلنا.. أراد تقديم نماذج جيدة وإيجابية وخيرة في مجتمعنا.. أرادوا القول إن صورا بيضاء عديدة في مجتمعنا.. وعلينا جميعا أن نشير إليها.. أن نضئ حولها.. أن نشعل الغيرة في الخير..
فربما انتقلت الفكرة إلي مدن وأماكن أخري.. أو تتطور الفكرة ويتكفل كل سائق أجرة أو سيارات التطبيقات المتعددة الأخري بتوصيل مريض واحد كل يوم.. كل يومين.. كل أسبوع.. كزكاة علي صحته وسيارته.. أو أن تلتفت وزارة الصحة للأمر فتوفر انتقالا كريما للمسنين من غير القادرين.. إذ يكفيهم مرضهم!
إلي حين كل ذلك نحيي أحمد غراب.. نحيي دي إم سي.. نحيي كل صيحة خير في بلادنا الطيبة..
حيوا أحمد غراب وانقلوا سيرته إلي كل مكان.. هو ونظرائه أولي بما يسمي بالتريند!