رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء محمد هاني زاهر "خبير مكافحة الإرهاب الدولي" في حوار لـــ"فيتو": الرئيس المعزول ساعد الإرهابيين في سيناء


الحرب النفسية ضد القوات المسلحة تديرها عناصر جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية الرافضة لثورة 30 يونيو

أمريكا وإسرائيل كانت لهما مصالح مع الرئيس المعزول 

لا فرقة في صفوف الجيش.. وضباط القوات المسلحة يلتزمون ضبط النفس


قال اللواء محمد هانى زاهر - خبير مكافحة الإرهاب الدولي- إن نجاح ثورة 30 يونيو أفشل صفقة بيع سيناء لأمريكا وإسرائيل، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا كان قد تم بين الرئيس المعزول والرئيس الأمريكى أوباما، يقضى بتنازل مرسي عن مساحة 40% من سيناء لضمها إلى فلسطين لتوطين اللاجئين، لافتا إلى أن حركة حماس الإخوانية باركت هذا الاتفاق.


وأكد اللواء محمد هانى أن جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية تسعيان لإحداث الفتن والقلاقل، وجر البلاد إلى حرب أهلية لإحداث حالة فوضى واقتتال لا تنتهى بين صفوف المصريين، وقضايا أخرى لا تقل سخونة في سياق هذا الحوار...


> كيف ترى وصف البعض لثورة 30 يونيو بأنها انقلاب عسكري؟

-هذا اتهام مغرض، بدليل أن هناك تقارير إخبارية محلية ودولية أكدت أن المتظاهرين تعدوا الثلاثين مليونا موزعين على محافظات الجمهورية، ومازالت بعض هذه الحشود تتواجد الآن في الميادين للحفاظ على ثورتهم، والقوات المسلحة لم تنقلب على الرئيس، بل وقف لحماية الشرعية الشعبية فالشعب هو الذي أتى بالرئيس، والشعب هو الذي يحق له عزل الرئيس، والجيش كان ومازال حاميا للشرعية، بدليل أنه رفض المشاركة في الحكم ولبى رغبة القوى السياسية بتعيين رئيس المحكمة الدستورية رئيسا مؤقتا للبلاد.

> كيف ترى قلق الولايات المتحدة الأمريكية من عزل الرئيس مرسي؟

- هذا أمر طبيعى،لأن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل كانت لهما مصالح مع الرئيس المعزول، وكان هناك اتفاق ضمنى بين أمريكا وإسرائيل معه، يقضى بتنازل مرسي عن جزء من سيناء بمساحة40% لضمها إلى فلسطين لتوطين الفلسطينيين، مقابل أن يحصل على مليارات الدولارات، والكونجرس الأمريكى كشف قبل أيام عن قيام الرئيس الأمريكى بدعم الإخوان بأكثر من مليار ونصف المليار دولار للبقاء، على أن يتم تسليم الإخوان ببقية المبلغ بعد تنازله عن جزء من سيناء لصالح فلسطين، وحماس كانت تعرف بمضمون هذا الاتفاق وباركته، وهذا المخطط المسموم يأتى في إطار سعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى تقسيم منطقة الشرق الأوسط إلى دويلات صغيرة يسهل السيطرة عليها، ولكن نجاح ثورة 30 يونيو أفشل هذ الاتفاق.

> كيف ترى الشائعات التي يطلقها البعض بأن هناك انشقاقات داخل صفوف القوات المسلحة؟

- هذه الشائعات تأتى في إطار الحرب النفسية الممنهجة التي تعقب الأحداث الكبيرة والهدف من إطلاق مثل هذه الشائعات هو بث الفتنة والفرقة في صفوف القوات المسلحة، ولكن الجيش يعى مثل هذه الشائعات تماما ويرصدها باستمرار وهو مدرب تدريبا جيدا على التعامل معها، بدليل أن المتحدث العسكري للقوات المسلحة كذب هذه الشائعات أكثر من مرتين.

> متى يستقر الوضع الأمنى وتتوقف التظاهرات الدموية في مصر، والتي يقوم بها عناصر جماعة الإخوان والإسلاميون الموالون لهم؟

- الوضع الأمنى قد يستقر بعد عدة شهور، والهدف من تلك التظاهرات الدموية هو بث الفوضى والذعر بين المصريين، بقتل وإصابة بعضهم وإشعارهم بحالة الانفلات الأمنى التي حدثت خلال العام الذي حكم فيه مرسي مصر، أما أعمال العنف التي ترتكب في تلك التظاهرات فهى مقصودة، لإرسال رسالة للعالم بأن هناك معارضين ومؤيدين للرئيس المعزول.

> كيف ترى الحرب النفسية الممنهجة على القوات المسلحة والتي تشيع قيام القوات المسلحة بحملات اعتقال في صفوف جماعة الإخوان؟

-القوات المسلحة لم تعتقل أي متظاهر سواء كان معارضا للرئيس المعزول أو مؤيدا له، بدليل خروج الدكتور محمد بديع على منصة رابعة العدوية وإلقائه خطابه التحريضى، وهو الخطاب الذي أعقبه قيام أعضاء جماعته بقتل أكثر من خمسين مواطنا ومجندا، بجانب إصابة أكثر من ألف مواطن ومجند، والقوات المسلحة أصرت على ضبط النفس حتى لا تقع في الفخ الذي نصبه لها الإخوان، والذي كان الهدف منه هو استفزاز جنود وضباط القوات المسلحة وجرهم لبحر الدماء.


والحرب النفسية ضد القوات المسلحة تديرها عناصر جماعة الإخوان والجماعة الإسلامية الرافضة لثورة 30 يونيو وبتعليمات من قياداتهم، وتهدف حربهم النفسية لإقناع العالم أنهم مظلومون، وأنه تم التنكيل بهم من القوات المسلحة بهدف كسب التأييد العالمى، ولكن العالم أدرك مدى كذب ادعاءات جماعة الإخوان المسلمين.

> كيف ترى استهداف جماعة الإخوان الأهالي السلميين في بعض محافظات مصر التي تشهد تواجدا مكثفا لجماعة الإخوان والجماعة الإسلامية؟

- الهدف واضح وهو جر البلاد لحرب أهلية وإحداث حالة من الفوضى والاقتتال بين المصريين لاتنتهى لإفشال الرئيس المؤقت، والشعب المصرى شعب واع ويستوعب الدروس جيدا، ولم ينسق لجر البلاد للفوضى، والجماعة الإسلامية هي جماعة ظلامية ومعروفة لدى المصريين والعالم، ولاننسى أنها تعود الآن لطريقتها القديمة في التعامل مع الأنظمة، فكانت في التسعينيات مصدر إزعاج للمصريين من خلال الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها في حق المصريين والأجانب.

> كيف ترى العمليات الإرهابية التي تقوم بها جماعة السلفية الجهادية في سيناء ضد المناطق العسكرية وضباط الجيش والشرطة المدنية؟

-أولا أرى أن هناك قصورا في تأمين المناطق العسكرية والمطارات في شمال سيناء، ثانيا السلفية الجهادية تستهدف المناطق العسكرية والضباط في الوقت الراهن وبأسلحة متطورة جدا، وهناك رغبة جادة من القيادة السياسية والقوات المسلحة لتطهير سيناء من الجماعات الجهادية والتكفيرية، والتي قدم معظم أعضائها من باكستان والعراق وفلسطين عقب نجاح ثورة 25 يناير، والذي ساعد على انتشار وتنامى تواجد هذه الجماعات في سيناء هو عدم وجود إرادة سياسية خلال تولى الرئيس المعزول سدة الحكم، فقد كان يفضل الحوار مع أعضاء هذه الجماعات بواسطة زعيمهم الشيخ محمد الظواهرى، والآن هناك تنسيق بين القوات المسلحة وشيوخ قبائل سيناء لملاحقة هؤلاء الإرهابيين والقضاء عليهم تماما.

> بماذا تطالب الفريق أول عبد الفتاح السيسى؟

- أطالب وزير الدفاع بتفعيل الخطط الأمنية، وسرعة إنشاء وتشكيل مجلس أعلى للأمن القومى برئاسة وزير الدفاع، على أن تكون من ضمن أولوياته مراجعة الخطط الأمنية لوزارة الداخلية، ونرى يوميا شهداء من عناصر الشرطة يتساقطون، إهمالا في المقام الأول، نتيجة عدم اتباع وتجاهل تنفيذ الكمائن المخفاة، فلا يصح وجود كمائن على الأسفلت.


كما يستوجب تمويه الآليات المتحركة وارتداء الزى المدنى للقوات والعناصر المهاجمة ليتم تحقيق المبادرة والمفاجأة والردع في لمح البصر، ليتم بتر هذه العناصر الإجرامية من المجتمع المصرى في أسرع وقت.
الجريدة الرسمية