إحياء الخطوط العسكرية الخاملة.. تفاصيل المساع الأمريكية للتهدئة مع الصين
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أن واشنطن تسعى لتهدئة التوتر مع الصين فيما يتعلق بمخاوف الأزمة العسكرية، وذلك خلال لقاء على مستوى وزاري عقد في كمبوديا أمس الثلاثاء.
حرب ساخنة بين أمريكا والصين
ونقلت المجلة عن مسئولين دفاعيين أمريكيين كبار قولهم إن واشنطن وبكين تتطلعان إلى إحياء الخطوط الساخنة العسكرية الخاملة منذ فترة طويلة لمنع التوترات في المحيطين الهندي والهادئ من الانزلاق إلى حرب ساخنة، وذلك بعد لقاء أوستن، ونظيره الصيني وي فنجي، على هامش اجتماع رابطة دول جنوب شرق آسيا آسيان في كمبوديا.
وأشارت المجلة إلى أن الاجتماع بين الوزيرين - وهو الثاني في أقل من 6 أشهر - يأتي بعد أن قطعت الصين سبل التواصل مع كبار القادة العسكريين في المنطقة وسط مناورات واسعة النطاق فوق تايوان، ردا على زيارة مثيرة للجدل قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، إلى الجزيرة في أغسطس الماضي.
وأوضحت المجلة أنه عادة ما يعقد البلدان حوارات سياسية سنوية، بما في ذلك ما يسمى بـ محادثات تنسيق السياسة الدفاعية، والتي تشمل محادثات رفيعة المستوى حول العلاقات العسكرية بين الولايات المتحدة والصين ومحادثات السلامة بموجب الاتفاقية الاستشارية العسكرية البحرية، التي ألغتها الصين في وقت سابق من العام الجاري مع اندلاع التوترات بين القوتين العظميين.
وقالت المجلة، إنه بعد جولة طويلة من المحادثات بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين خلال الفترة الماضية، بما في ذلك لقاء الرئيسين جو بايدن وشي جين بينج، يبدو أن المسؤولين من الجانبين "واثقون من قدرتهم على العودة إلى طاولة المفاوضات".
ونقلت "فورين بوليسي" عن مسئول دفاعي أمريكي كبير، قوله "هناك توقع بأنه ستكون هناك إعادة تشغيل لبعض الآليات التي تم تجميدها خلال الأشهر الستة الماضية".
خطوط عسكرية ساخنة
وأضاف المسؤول –الذي رفض الكشف عن هويته– أن واشنطن سعت أيضًا إلى إنشاء خطوط عسكرية ساخنة إضافية بين رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، وقائد القيادة الأمريكية للمحيطين الهندي والهادئ، الأدميرال جون أكويلينو، ونظرائهم الصينيين.
وأشارت المجلة إلى أنه لا يزال هناك شك من الجانبين في أن التأكيدات على تحسين المحادثات ستصمد أمام "اختبار الزمن"، خاصة بعد توغلات الصين المتكررة في منطقة تحديد الدفاع الجوي التايوانية وعبور الخط المتوسط لمضيق تايوان، حتى بعد فترة طويلة من زيارة بيلوسي.
وفي هذا الشأن، قال المسؤول الدفاعي في حديثه مع المجلة "سنتطلع إلى معرفة ما إذا كانت الصين ستفي بهذه الالتزامات هذه المرة أم لا؟".
محادثات أعمق
وكانت وزارة الدفاع الصينية أعلنت عقب الاجتماع أن المناقشة كانت مواتية لبناء تفاهم أوثق وتجنب سوء التقدير العسكري بين الجانبين، داعية إلى محادثات أعمق بين الجيشين.
وقال مسؤولون دفاعيون إن أوستن ووي ناقشا قضية تايوان على مدار تبادل مطول خلال الاجتماع، وأكد الجانب الأمريكي على ما يسمى بسياسة "صين واحدة".