مدير القاهرة السينمائي: من الجميل الإنصات لحكايات الأفلام القصيرة
شهدت صناعة الأفلام القصيرة خلال السنوات الأخيرة نجاحا ملحوظا بمختلف دول العالم، بدأت من هوليوود الذي أصبحت تتيح الفرص والتمويل لإنتاج قرابة الخمسين فيلمًا في العام الواحد حتى غطى إنتاج الأفلام القصيرة على إنتاج المنتجات الفنية الأخرى، كذلك المجتمع الأوربي وبالأخص فرنسا الذي انتشرت بها مؤخرًا كثرة صناعة الأفلام القصيرة، واليابان والصين أيضًا تشهدا نموًا وازدهارًا على مدار السنوات الأخيرة تجاه الأفلام من تلك الفئة.. وهو ما يعزى إلى الإقبال الكبير من جانب الجمهور على مشاهدة تلك الأفلام والطلب المتزايد من جانب سوق الأفلام المحلية فى الصين، كذلك الأمر بإستراليا، الهند، وحتى الدول العربية وبالأخص المملكة العربية السعودية الذي أصبحت تخصص مبالغ خاصة لتلك الصناعة الهامة..
وبالفعل كشفت تقارير عربية وأجنبية أن الفيلم القصير أصبح “جوكر” الأعمال الفنية، نظرًا لأنه عمل فني تم التقاطه بأسلوب متخصص وطرحه عبر منصات مختلفة لوسائل الإعلام الجديدة “السوشيال ميديا”، حيث يمكن أن يشاهدها المستخدمون على هواتفهم المحمولة و حواسيبهم اللوحية في أوقات فراغهم المتناثرة وأثناء تنقلهم لأنه مدة أطول فيلم قصير لا تتجاوز الـ15 دقيقة.
و الفترة الزمنية هي الركن الرئيسي فى جعل صناعة الأفلام القصيرة رقم 1 عالميًا وجعل الأفلام الطويلة تتراجع قليلًا عن الصدارة، حيث أصبح المراهقين والشباب وحتى فئات العُمر تختار الفيلم القصير لاحتوائه على مزايا كثيرة تتماشى مع تغير العادات الاجتماعية، كذلك أصبح العالم يوميًا يحتفي بفيلم قصير جديد فى كبري المهرجانات العالمية.. كما تغيرت الخريطة الفنية العالمية وأصبحت صناعة الأفلام القصيرة تجذب وبقوة اهتمام المستثمرين حول العالم لأنها تكسب شعبية كبيرة " خاصة على الإنترنت" كونها أسلوب فني سريع يختلف عن الأفلام والمسلسلات التلفزيونية.. وتنتشر بسرعة البرق.. أما على المستوى العربي فسنجد العكس من ذلك تمامًا، حيث تتواري شركات الإنتاج عن طرح أفلام قصيرة ذات قيمة لأنها تخشي من خسارة أموال الإنتاج، لأن الفيلم القصير معروف أنه لا يمتلك شعبية أو قبول كبير داخل المجتمع المصري إلا عند قلة قليلة للغاية.. وهو الأمر الذي حاول أن يتداركه مهرجان القاهرة السينمائي الدولي فى دورته الـ44، وقرر عرض 21 فيلمًا قصيرًا طيلة أيام المهرجان، فى محاولة من إدارة المهرجان لصحوة المجتمع المصري من غفوته وإدراك قيمة صناعة الأفلام القصيرة الآن..
أمير رمسيس
فى هذا الشأن.. قال المخرج أمير رمسيس “مدير مهرجان القاهرة السينمائي الدولي الـ44”: أن الأفلام القصيرة دائمأ ما تحتوي على حكايات من الجميل الإنصات إليها والدخول إلى عالمها ومشاهدتها عبر شريط سينمائي لا يتجاوز الـ10 أو 15 دقيقة، وممكن أن يكون في دقيقتين فقط، فهذا النوع من الفنون هو شديد التفرد والخصوصية فالإبداع هنا فى قدرة صُاعه على التكثيف والمضاعفة الفنية لفكرة الفيلم، والاختزال والإيجابي في ايصال الفكرة في مدة زمنية قياسية ترافقها عناصر فنية متكاملة في صناعة السينما، وتخضع مثل غيرها من الأفلام الرواية الطويلة، وأزعج ممن يريد الفيلم القصير بالفيلم الوثائقي، فهما يختلفان فى كل شئ، القصير يمنح المشاهد الإستمتاع والتأثر والتذوق الفني، أما الوثائقي فيمنح المشاهد معلومات ووثائق فقط..
وتابع أمير رمسيس لـ “فيتو”: فالفيلم القصير يعتبر تحدي من نوع خاص في آلية تطوير الأدوات.. وللأسف معظم من يخرج أفلام قصيرة أو يشارك بالمثيل بها يكون يبحث عن اللحظة التي ينتقل فيها إلى إخراج والمشاركة بفيلمه الروائي الطويل، دون العلم بقيمة صناعة الأفلام القصيرة.. فهي قيمة فنية وثقافية بحد ذاته وليست وسيلة، وهو الأمر الذي يجعلنا بمهرجان القاهرة السينمائي أن ندرج 21 فيلمًا من دول مختلفة للعرض طول أيام المهرجان.
والأفلام هي؛ صاحبتي، من عمل الشيطان، ماما، المقابلة، أمنية واحدة لعينة، ترينو، حمزة: أطارد شبحًا يطاردني، دعوة من الخلا للبحر، بعد أبي، طنين، الطيور هاجرت من بيروت، الغميضة، فينالند، قصة قصيرة، ليلة هادئة في منتزه مونتيري، موجات يوجين الأخيرة، الوقوف عارية، رقم8.
وأختتم أمير رمسيس حديثه لـ “فيتو” بأن لتحصد الأفلام على الشعبية المطلوبة داخل المجتمع المصري سواء كانت طويلة أم قصيرة لابد من تتواجد منظومة كاملة لأن صناعة الأفلام ليست عمل فردي، كذلك لابد أن تهتم شركات الإنتاج بالتوزيع المحلي والعالمي للفيلم بشكل عادل بين الأفلام الطويلة والقصيرة، لأن الفئة الأخيرة دائمًا ما تلجأ للتسويق والتوزيع الفردي مما يؤثر بالسلب على المنتج الفني القصير
الناقد طارق الشناوي
ومن جانبه قال الناقد الفني طارق الشناوي: أن الأفلام القصيرة هي الكنز الثمين لكل عشاق الفن، واحتفاء مهرجان القاهرة السينمائي هذه الدورة ومشاركة 21 فيلمًا يعكس الإتجاه العالمي السائد، ومن خلال "فيتو" أُريد أن أوجه كل الشكر للجان تحكيم المهرجان هذا العام على الأفلام القصيرة المشاركة لأن جميعها اختيارات ممتازة.
ماجدة خير الله
كما تحدثت الناقدة ماجدة خير الله أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بجانب العديد من المهرجانات العالمية يستمر دائمًا فى تتويج صناعة الأفلام القصيرة ونجمها وأبطالها، وبالتحديد تلك الدورة تشهد مجموعة استثنائية من أفلام تلك الفئة، وحرصت على حضور عدد من الأفلام القصيرة المعروضة بالمهرجان وكان من أبرزها فيلم "صاحبتي" للمخرجة كوثر يونس، الذي يكشف عن خبايا عقول الشباب، لأنه لصيق لدرجة كبيرة بالحالة الاجتماعية لفئة الشباب بالمجتمع المصرية...