مهنة من الزمن الجميل.. حكاية أقدم صنايعي لتصليح الراديو بالبحيرةl فيديو وصور
بمحل صغير ومليء بأجهزة الراديو القديمة، والتي تستطيع أن تشعر وتسمع أصوات باتت عالقة بأذهاننا كقارئي القرآن الكريم أو مطربي الأبيض والأسود الذين أثروا بحياتنا اليومية كثيرا، هنا بين شوارع مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة تجد عم محمد مجدي ذي الـ 75 وهو يقوم بتصليح أجهزة الراديو القديمة والتسجيلات الإلكترونية بكل حب واتقان.
حيث يعمل بمهنة تصليح الراديو منذ أكثر من 40 عامًا بشكل يومي منذ التاسعة صباحًا وحتي المساء، فهي مهنته التي ورثها عن والده وعشقها منذ الصغر ولا يعرف غيرها، يعيش معظم حياته بين أجهزة الراديو القديمة والمتهالكة أحيانا والجديدة أحيانا أخري، فيقوم بتصليح أجهزة الراديو والتليفزيون والتسجيلات وايضا الأجهزة الإلكترونية.
و يقول مجدي أن هذه المهمة أخذت حياته وشاهدة علي الكثير من أحواله من الحلو والمر، حيث بعد وفاة والده أخذ مكانه واكمل مسيرته وصنعته التي شب عليها فهو تعلم كل صغيرة وكبيرة من والده وأتقن العمل بحرفية شديدة واشتهر بالمنطقة باتقانه الكبير.
و تحدث أيضا عن تطور المهنة عبر تلك السنوات الماضية فهي كانت تلق إقبال كبير بسبب انتشار الراديو بشكل كبير واستخدامه من المواطنين حيث لم يلخو اي بيت مصري من اقتناء الراديو لسماع الأخبار اليومية أو بهدف الاستمتاع بالتواشيح الدينية أو أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ.
و لكن بعد التطور الكبير لوسائل التكنولوجية الحديثة وظهور الإنترنت الذي أصبح علي نطاق واسع بدأ مستخدمو الراديو في التناقص بشكل كبير، حيث لم يبق سوى سامعي الراديو الذين لم ينبهروا بالإنترنت ، فتشغيل تسجيل على أغنية ما يصبح بالنسبة لهم شيئا مهما.
حيث أضاف أيضا أنه تختلف القطعة التي يقوم بتصليحها من حيث الوقت فمنها لم تمكث كثير سوى بعض دقايق او أخري التي تاخد يومًا بأكمله نظرا لصعوبتها، مشيرًا أن تقدمه بالعمر أيضا أثر عليه بشكل كبير وخاصة ضعف البصر الذي لم يعد يعينه علي عملية التصليح بشكل سريع مثل السابق ولكنه قادر علي إكمال طريقه لأنها عمله الوحيد الذي يلازمه طيلة حياته.