عودة نشاط "داعش" مجددًا في العراق.. تقصير أمني أم خلافات سياسية؟!
شهدت محافظات عراقية خلال الأيام الأخيرة اختلالًا أمنيًا ناجمًا عن هجمات لتنظيم "داعش"، رغم استمرار العمليات الأمنية والعسكرية فيها منذ أشهر طويلة، والانتشار العسكري الواسع.
ويرجع مراقبون أمنيون تلك الهجمات التي بدأت تنشط في محافظتي ديالى وكركوك إلى غياب الخطط الأمنية، معتبرين أنها تعد اختبارًا لحكومة محمد شياع السوداني.
وهاجمت عناصر من "داعش"، حاجزًا أمنيًا للجيش العراقي في بلدة الدبس، شمال غربي كركوك، ما أسفر عن مقتل 4 جنود. والهجوم هو الخرق الأمني الأول على مستوى محاربة خلايا التنظيم خلال ولاية حكومة السوداني.
ولفت المتحدث باسم العمليات المشتركة العراقي اللواء تحسين الخفاجي، إلى أن "هجوم تنظيم داعش في كركوك يحطيه الغموض".
وقال في تعليق مقتضب: إن "الجيش العراقي بدأ ينتشر وشرع بعملية عسكرية كبيرة لملاحقة خلايا التنظيم، وستكون هناك خطة عسكرية كبيرة ستنفذ في كركوك وبقية المناطق التي ينشط فيها التنظيم".
غياب التنسيق
ويستغل تنظيم "داعش" الصراع السياسي في العراق عند تنفيذ عملياته، بالإضافة إلى المناطق الوعرة كجبال حمرين في محافظة ديالى، بحسب المحلل الأمني نجم القصاب، الذي يضيف أن "الخروق الأمنية التي تشهدها كركوك، وبخاصة في المناطق المتنازع عليها، تحدث بسبب غياب الرؤية الموحدة بين بغداد وأربيل"، لافتًا إلى أن "تنظيم داعش سيصعد من عملياته إذا لم تكن ثمة قرارات من القائد العام للقوات المسلحة باتجاه القيادات الأمنية".
ويلفت القصاب إلى أن "خلايا داعش لا تزال داخل المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم، رغم العمليات العسكرية التي يشنها العراق يوميًا"، مبينًا أن "عودة نشاط داعش من جديد تعد اختبارًا لحكومة السوداني".
ورغم قتل العديد من قيادات التنظيم، إلا أن "داعش" لا يزال ينشط في ديالى وكركوك وصلاح الدين والصحراء الحدودية مع سوريا.
ويقول الخبير الأمني العراقي أحمد الشريفي: إن "الخلافات السياسية أثّرت تأثيرًا كبيرًا في عمل الأجهزة الأمنية، وهذا يعتبر السبب الرئيسي وراء عودة داعش خلال الأسبوع الماضي".
رقابة مطلوبة
ويضيف الشريفي: إن "تكرار هجمات داعش يهدد الاستقرار والسلم المجتمعي، ولا أستبعد أن يهاجم قرى ومدنًا أخرى قريبة من العاصمة بغداد"، لافتًا إلى "وجود نشاط فكري لداعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى الأجهزة الأمنية العراقية أن تضع فرقًا إعلامية لمراقبة تلك النشاطات".
وعلى أثر هجوم "داعش" قالت وزارة الدفاع في بيان، إن "رئيس أركان الجيش ونائب قائد العمليات المشتركة وصلا إلى قاطع الفرقة الثامنة للوقوف على حيثيات الحادث الإجرامي على إحدى النقاط العسكرية، وتم فتح تحقيق بالحادث وتوقيف المقصرين فورًا". ومن جانبه، أمر قائد عمليات كركوك الفريق الركن علي الفريجي، بتوقيف آمر في الجيش العراقي وضابط استخبارات عسكري، على خلفية الهجوم.
وفي محافظة ديالى المحاذية لكركوك، نفذ "داعش" عملية بعبوة ناسفة وضعت إلى جانب الطريق استهدفت قوة من "الحشد الشعبي"، أسفرت عن مقتل آمر فوج مالك الأشتر في اللواء 11 في الحشد.
وأدت عودة نشاط "داعش" إلى استنفار أمني في البلاد أخيرًا، إذ نفذت قيادة القوة الجوية، الاثنين، ضربات جوية لأوكار "داعش" ضمن قاطع المركز المتقدم لعمليات كركوك.
طائرات (F16)
وقالت مصادر أمنية عراقية: إن الضربات نفذت بواسطة طائرات (F16) ونتج منها تدمير 3 مضافات لـ"داعش".
وحملت الصواريخ التي استخدمت بالقصف رسالة "ثأرًا لشهداء جنود كركوك".
كما شنت القوات الامنية العراقية، عمليات عسكرية واسعة في ديالى بهدف ملاحقة خلايا التنظيم في البساتين والقرى والمناطق الجبلية الوعرة.
إلى ذلك، قام الجيش العراقي وقوات من الشرطة الاتحادية، بتنفيذ عمليات تمشيط في الصحراء الحدودية مع سوريا.