رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية: مصر مرت بثلاث ثورات.. عودة المنشقين المسلحين إلى صفوف الأسد.. الهجوم على السجون العراقية يثير المخاوف.. "البرادعي" و"فهمي" يمثلان إشكالية لـ"تل أبيب"


تنوعت اهتمامات الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الأربعاء بالعديد من ملفات الشرق الأوسط والتي من أبرزها تطور الأوضاع في مصر وحالة العنف التي انتشرت عقب الإطاحة بمحمد مرسي.


قال الكاتب الأمريكي توماس فريدمان، في مقال له في صحيفة نيويورك تايمز: إن مصر مرت بثلاث ثورات منذ عام 2011 للتخلص من الجمود والفشل والطريق المسدود.

وأوضح فريدمان أن الثورة الأولى عندما اتفق الشعب المصري مع الجيش لإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، وتولي المشير حسين طنطاوي قيادة البلاد والذي أثبت انعدام الكفاءة لإدارة الجيش للبلاد.

والثورة الثانية عندما استبدل المجلس العسكري الحاكم بحكومة منتخبة جديدة، وكان النصر لجماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات التي شهدتها البلاد، وفاز المرشح الإسلامي محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية.

وأضاف فريدمان، أن مرسي لم يوف بوعوده الانتخابية وسرعان ما حاول تعزيز سلطته عن طريق تعيين الموالين له من الإخوان في المناصب العليا الحيوية في البلاد، مما أثار غضب المعارضة للنهج الاستبدادي الذي اتخذه مرسي وهو أول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر، وفشل مرسي في إدارة البلاد وهو ما استدعى الثورة الثالثة التي أطاحت بمرسي.

وأوضح فريدمان أن الأعمال الاستبدادية لمرسي هي سبب اتحاد المعارضة وخروج الحشود تطالب بعزله من منصبه، مما جعل الجيش يتحد مع المعارضة ليطيحا به وتصبح الثورة الثالثة لمصر.

ووصف فريدمان الثورات الثلاث، وقال إن الثورة الأولى مثل الأيدي الميتة والثورة الثانية هي التخلص من الرءوس الميتة والثورة الثالثة هي الهرب من الطريق المسدود.

وأشار فريدمان إلى سبب الثورة الأولى وخروج الشباب إلى الشوارع احتجاجا على عمليات القمع التي تمارسها الشرطة ضدهم والتميز الذي عاناه الشعب في عهد مبارك، وشعور الشباب الثوار الذين خرجوا بأنهم يعيشون في نظام مزور وليس لديهم فرصة في هذه الحياة.

ويرجع فريدمان سبب فوز مرسي في الانتخابات الرئاسية إلى أن الشعب يئس من الحكم العسكري، فاختار مرشح الإخوان وخاصة أن الليبراليين فشلوا في كسب تأييد الشارع لهم، وأكد الإخوان تعزيز سيطرتهم في الشوراع وقوتهم التنظيمية في إدارة العملية الانتخابية ولكنه في النهاية قاد مصر إلى طريق مسدود بسياسته الاستبدادية وجعل الشعب يثور عليه ويطالب بعزله يوم 30 يونيو وهي الذكرى الأولى لتوليه منصبه رئيسا للبلاد.

ويري فريدمان أن الثورات الثلاث بينها رابط واحد وهي رسالة مبعوثة من المصريين، ترفض الاستبداد، وتطالب بحكومة ترتقي بمستوى البلاد، وتبقى طليعة العالم العربي كما كانت، ولا يرغبون في حكومة فاشلة، يرغبون في حكومة تحقق الأمن والاستقرار وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وأن تكون حكومة شاملة، حكومة وحدة وطنية تحترم الحقوق لجميع الأشخاص.

على جانب آخر اهتمت صحيفة تليجراف البريطانية، بتطور الوضع في سوريا مشيرة إلى أن مئات المسلحين يعودون لصفوف الرئيس بشار الأسد، بعد انشقاقهم عن قوات النظام.

وأوضحت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن عودة المنشقين عن صفوف الأسد إلى القوات النظامية كان بعد تعب وعناء وإحباط لعدم تحقيق أهداف الثورة السورية، وسيطرة الإسلاميين المتشددين وتوغلهم في صفوفهم.

وأضافت أن عودة المسلحين لقوات الأسد جاءت بعد اتفاقية عفو من الرئيس السوري، وانتقل المسلحون هم وعائلاتهم إلى مناطق واقعة تحت سيطرة القوات الحكومية.

ولفتت الصحيفة إلى أن هذا التطور يشير إلى تزايد الثقة بالنظام، الذي أسس وزارة جديدة "وزارة المصالحة" مهمتها تسهيل عودة هؤلاء المسلحين الشباب إلى القوات النظامية مرة أخرى.

يقول أحد هؤلاء العائدين: "كنت أقاتل في صفوف الثورة، لكننا خسرنا ما كنا نقاتل من أجله، الآن يسيطر متطرفون على بلدتي، وقد انتقلت عائلتي إلى منطقة تسيطر عليها قوات الحكومة".

لكن عدد العائدين إلى صفوف النظام ما زال قليلا، مقارنة بعدد الذين بقوا مع قوات المعارضة، كما تقول مراسلة الصحيفة.

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الأربعاء: إن الهجمات الوقحة، حسب وصفها، على سجني "أبو غريب" و"التاجي" في العراق، تمثل أهمية خطيرة ليس فقط لمئات الهاربين منهما، بل حيال القدرات المتنامية لحركة تنظيم القاعدة في العراق.

وذكرت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني، أن الهجمات على السجون تم تنفيذها بعناية فائقة، لافتة إلى استخدام أعضاء تنظيم القاعدة، قذائف الهاون، لإلهاء القوات العراقية، ثم إرسال قوة هجومية لإطلاق سراح السجناء.

ونقلت الصحيفة عن مسئول بارز في الإدارة الأمريكية قوله: "نشعر بالقلق العميق حيال سرعة وتطور عمليات تنظيم القاعدة في العراق". فيما قال جيمس جيفري سفير سابق للولايات المتحدة في بغداد: إن القوات العراقية قدرتها محدودة للغاية.

قال "شمعون شتاين"، الباحث الإسرائيلي في معهد دراسات الأمن القومي: إن قرار تعيين كل من نبيل فهمي، وزيرًا للخارجية المصرية، ومحمد البرادعي، نائبًا لرئيس العلاقات الخارجية، يمثل إشكالية بالنسبة لإسرائيل.

وأضاف الباحث في تقرير نشره موقع "ميجافون" الإسرائيلي، أنه "لا يوجد أي شك في أن تعيين فهمي والبرادعي، جاء بسبب الوضع المتأزم الذي تمر به مصر، بعد تدخل الجيش وعزل مرسي، وأصبحت مصر تواجه أزمة الشرعية أمام المجتمع الدولي".

وأوضح أن مصر تمر بأزمة اقتصادية، وتحتاج إلى المساعدات المالية على وجه السرعة، وذلك لاستعادة ثقة المستثمرين، أملا في جذب الاستثمارات التي من شأنها خلق فرص عمل جديدة، واستعادة ثقة السياح للعودة للبلاد مرة أخرى.

وبين الباحث أن وجود "فهمي" و"البرادعي" في الحكومة المؤقتة، له تداعيات على إسرائيل، قائلًا: إنهما "يتبعان منهج عودة إسرائيل لحجمها الطبيعي".
الجريدة الرسمية