رئيس التحرير
عصام كامل

مصر عاشت ثلاثة ثورات منذ عام 2011


لقد شهدت مصر ثلاث ثورات منذ عام 2011 للتخلص من الجمود والفشل والطريق المسدود.وكانت الثورة الأولي عندما اتفق الشعب المصري مع الجيش لإسقاط الرئيس السابق حسني مبارك، وتولي المشير حسين طنطاوي قيادة البلاد والذي أثبت انعدام الكفاءة لإدارة الجيش للبلاد.


والثورة الثانية عندما استبدل المجلس العسكري الحاكم بحكومة منتخبة جديدة، وكان النصر لجماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات التي شهدتها البلاد، وفاز المرشح الإسلامي محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية.

وللأسف، مرسي لم يوف بوعوده الانتخابية وسرعان ما حاول تعزيز سلطته عن طريق تعيين الموالين له من الإخوان في المناصب العليا الحيوية في البلاد، ما أثار غضب المعارضة للنهج الاستبدادي الذي اتخذه مرسي وهو أول رئيس منتخب ديمقراطيا لمصر، وفشل مرسي في إدارة البلاد وهو ما استدعي للثورة الثالثة التي أطاحت بمرسي.

كما أن الأعمال الاستبدادية لمرسي هي سبب اتحاد المعارضة وخروج الحشود تطالب بعزله من منصبه، ما جعل الجيش يتحد مع المعارضة ليطيحوا به وتصبح الثورة الثالثة لمصر.

ومرت الثورات الثلاث، بثلاث صور، الصورة الأولي مثل الأيدي الميتة والثورة الثانية وهي التخلص من الرؤوس الميتة والثورة الثالثة هي الهرب من الطريق المسدود.

وكان سبب الثورة الأولى وخروج الشباب إلى الشوارع احتجاجا من عمليات القمع التي تمارسها الشرطة ضدهم والتميز الذي عاني منه الشعب في عهد مبارك، وشعر الشباب الثوار الذين خرجوا بأنهم يعيشون في نظام مزور وليس لديهم فرصة في هذه الحياة.

بينما كان سبب فوز مرسي بالانتخابات الرئاسية إلى أن الشعب يأس من الحكم العسكري، فاختاروا مرشح الإخوان وخاصة أن الليبراليين فشلوا في كسب تأييد الشارع لهم، وأكد الإخوان على تعزيز سيطرتهم في الشوراع وقوتهم التنظيمية في إدارة العملية الانتخابية ولكنه في النهاية قاد مصر إلى طريق مسدود بسياسته الاستبدادية وجعل الشعب يثور عليه ويطالب بعزله يوم 30 يونيو وهي الذكرى الأولي لتوليه منصبه رئيسا للبلاد.

ومن المؤكد أن الثورات الثلاث بينهم رابط واحد وهي رسالة مبعوثة من المصريين، ترفض الاستبداد، وتطالب بحكومة ترتقي بمستوي البلاد، وتبقي طليعة العالم العربي كما كانت، ولا يرغبون في حكومة فاشلة، يرغبون في حكومة تحقق الأمن والاستقرار وخلق فرص عمل جديدة للشباب، وأن تكون حكومة شاملة، حكومة وحدة وطنية تحترم الحقوق لجميع الأشخاص.
نقلا عن "نيويورك تايمز"
الجريدة الرسمية