القوى العاملة تفتتح ورشة للتوعية بمعايير العمل الدولية
أكدت وزارة القوى العاملة عن أن الدولة المصرية وقعت على 64 إتفاقية عمل دولية منذ تأسيس منظمة العمل الدولية عام 1919، وأن التشريعات والقوانين المصرية تُترجم تلك الاتفاقيات على أرض الواقع خاصة إحترام كافة معايير العمل الدولية إيمانًا منها بأهمية الحوار الاجتماعي، والاستقرار في مواقع العمل، وتحقيق التوازن بين أطراف الإنتاج، من أجل التنمية القائمة على احترام المعايير وبيئة العمل اللائقة.
جاء ذلك خلال ورشة عمل افتتحتها "الوزارة" تنسيقا مع منظمة العمل الدولية، وشهدت جلسات تعريفية حول معايير العمل الدولية للوزارات المصرية المعنية، والتي انعقدت بفندق انتركونتيننتال سيتى ستارز بالقاهرة، وتنتهى فعالياتها اليوم الاثنين، بمشاركة ممثلين عن جهات ووزارات هي: شئون المجالس النيابية، والعدل، والتضامن الاجتماعى، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والتخطيط والتجارة والصناعة، والبيئة، والشباب والرياضة، و"المركزى للتعبئة العامة والإحصاء" و" القومى للمرأة".
وجاء في بيان لوزارة القوى العاملة اليوم الاثنين أن انعقاد هذه "الورشة" يأتي ضمن مشروع أضواء الذي تنفذه منظمة العمل الدولية فى عدد من دول شمال أفريقيا، والذى تتضمن أهدافه دعم التطبيق المناسب لمعايير العمل الدولية على المستوى الوطني، وتيسير حصول الوزارات المعنية على المعلومات المتعلقة بمعايير العمل الدولية، وتقديم الدعم الفنى لإقرار الاتفاقيات الجديدة ومراجعة الاتفاقيات الحالية.
وفى كلمته التى ألقاها إيهاب عبد العاطى المستشار القانونى لوزير القوى العاملة، ورئيس المكتب الفنى، وأمين عام المجلس الأعلى للحوار الاجتماعى فى مجال العمل، أوضح أن الهدف من الجلسة التعريفية تبادل المعلومات بين منظمة العمل الدولية وبين الوزارات المعنية كوسيلة لتعزيز التطبيق الفعال لمعايير العمل الدولية، والوضع الحالى للمعايير فى مصر، وقال إن مشروع أضواء فى المقام الأول يخدم مصلحة الحكومة المصرية، والتى طالما حرصت على تقديم كافة الردود على المعايير الدولية بالتنسيق بين الوزارات المعنية والتي وصل بها إلى أفضل أنواع الممارسات فى الفترة الحالية.
وأضاف المستشار القانونى ان الجلسة التعريفية تناولت المناقشة حول ماهية معايير العمل الدولية ولماذا نهتم بها، بشفافية مع توضيح أهدافها للسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية على كوكب الأرض كما ورد فى دستورها، وكذلك تقوم على تقديم الدعم والمشروعات التنموية من جانب، وحارس على تطبيق الاتفاقيات الدولية من جانب آخر، وقال إن مصر باعتبارها عضو فى المنظمة صدقت على 64 إتفاقية، ساهمت في التشريعات الوطنية النافذة.
وأشار "عبد العاطى" إلى أن عمل خطط لتعزيز إلتزام الدولة لمعايير العمل الدولية وفقًا للاتفاقيات الدولية التى قمنا بالتصديق عليها، ساعد المنظمة فى سعيها لتأدية وظائفها، وسهل من عمل لجنة الخبراء، ولجنة تطبيق الإتفاقيات التابعة للمنظمة والتي يقدم لها التقارير التى صدقت عليها الدولة المصرية بعد التشاور مع فريق أصحاب الأعمال وفريق العمال.
من جانبه قدم كون كومبير خبير منظمة العمل الدولية، الشكر والتقدير للمستشار القانونى للوزير والسادة الحضور، مشيرًا إلى ان مصر انضمت إلى منظمة العمل الدولية فى عام 1936، والتي أصبح عدد الدول الأعضاء بها 187 دولة، بما يعنى أن المنظمة تضم فى عضويتها أغلب دول العالم، وأوضح ان المنظمة تأسست عام 1919، وتم الاحتفال بمرور 199 عام على تأسيسها فى القاهرة، وأنها تأسست فى ظل متغيرات منها الثورة الصناعية والإستعمار لبعض الدول، حيث ظهرت ظواهر العنف وعدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والتوتر السياسي واستغلال العمال فى المصانع وأماكن العمل.
وأضاف "كومبير" أن منظمة العمل الدولية فى عام 1945 أصبحت إحدى وكالة متخصصة من وكالات الأمم المتحدة بعد اتفاقية مع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، وتمثل الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال الذين يلعبون دورًا على قدم المساواة فى المنظمة صاحبة وضع المعايير، وأن أعضاؤها جزء منها، و بوسعهم وضع معايير خاصة بالعمل، ولهذا سمى المؤتمر الخاص بها مؤتمر العمل الدولى وهو البرلمان الدولي للعمل يتم وضع قواعد عالمية للعمل بداخله.
وقال البيان الصحفي الصادر عن وزارة القوى العاملة إن الجلسة التعريفة تضمنت الحديث عن معايير العمل الدولية والاتفاقيات والتوصيات، وإجراءات اعتمادها وتقديمها إلى الحكومات والتصديق عليها، وكذلك العلاقة بين معايير العمل الدولية والقانون الوطنى، والهيئات الإشرافية للمنظمة، متمثلة فى لجنة الخبراء ولجنة تطبيق المؤتمر، ولجنة الحرية النقابية التابعة لمنظمة العمل الدولية، وكيفية تأثير الآلية الإشرافية للمنظمة على التشريعات المحلية، ومقدمة حول قواعد البيانات الخاصة بمنظمة العمل الدولية، فضلًا عن معايير العمل الدولية فى مصر.
كما يتضمن برنامج اليوم الاثنين دور الوزارات المصرية فى تقديم التقارير، وتقنيات تقديم التقارير، وعرض الاتفاقية رقم 155 بشأن السلامة والصحة المهنية وبيئة العمل، والاتفاقية رقم 187 بشأن الإطار الترويجي للسلامة والصحة المهنية،ومناقشة كيفية وضع خطة عمل للتنسيق بين الجهات المختلفة من أجل تقديم التقارير، واقتراح نقاط الاتصال فى كل وزارة، وبعض التوصيات.
يذكر أن مشروع أضواء يهدف الى النهوض ببرنامج العمل اللائق فى شمال أفريقيا، ووضع السياسات من أجل دعم القرارات المستندة إلى الأدلة بشأن جميع أبعاد برنامج العمل اللائق،وذلك بتمويل من الوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولى SIDA، وبدأ المشروع فى نوفمبر 2018 وينفذ على مدى 5 سنوات،ويهدف إلى معالجة القضايا المتعلقة بالنمو الغنى بالوظائف، وتعزيز معايير العمل الدولية وتطبيقها على مستوى المنشأة، وتعد هذه الجوانب الثلاثة أساسية لتحقيق التنمية على المستوى الإقليمي و ضرورية للتقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وشارك في الورشة من وزارة القوى العاملة: إيهاب عبد العاطى المستشار القانونى للوزير، وأمنية عبد الحميد مساعد فنى بمكتب الوزير، وريم فيصل، واسماء جمال، وإيمان حسانين من الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية بالوزارة، ومحمد عبد الرحمن المكتب الاعلامي للوزير.