رئيس التحرير
عصام كامل

حيثيات حكم إعدام المتهم بقتل شقيقين في الشرابية.. المتهم سليم عقليا ونفسيا.. ونار الانتقام وراء تنفيذ الجريمة

محكمة
محكمة

أودعت محكمة جنايات شمال القاهرة المنعقدة بالعباسية، حيثيات حكمها بالإعدام للمتهم بقتل شقيقين بالشرابية، بسبب خلافات سابقة على لهو الأطفال.

وكشفت الحيثيات أنه قد ثبت للجنة الفحص أن المتهم المذكور لا توجد لديه أعراض دالة على وجود اضطراب عقلي أو نفسي في الوقت الحالي أو وقت ارتكاب الواقعة محل الاتهام يفقده أو ينقصه الإدراك والاختيار وسلامة الإرادة والتمييز والحكم الصائب على الأمور ومعرفة الخطأ من الصواب مما يجعله مسئولًا عن الاتهام المسند إليه طبقًا للمادة ٦٢ من قانون العقوبات في هذه الدعوى وحيث أنه عن الدفع بتوافر حالة الدفاع الشرعي في حق المتهم الأول حال ارتكابه لجريمتي قتل المجني عليه الثاني والشروع في قتل المجني عليه الثالث - فمردود - بأن مفاد نص المادة 61 من قانون العقوبات أنه "لا عقاب على من ارتكب جريمة ألجأته إلى ارتكابها ضرورة وقاية نفسه أو غيره من خطر جسيم على النفس على وشك الوقوع به أو بغيره ولم يكن لإرادته دخل في حلوله ولا في قدرته منعه بطريقة أخرى".

وأضافت الحيثيات، أنه حيث أن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها ضميرها وارتاح إليها وجدانها استخلاصًا من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات تتحصل في أنه على إثر خلاف بين الشقيقين المتهمين الأول والثاني السيد، وجمال عبد الستار حسن وبين جاره المجني عليه الأول  سليمان محمد شحاته ونجله المجني عليه الثالث محمد سليمان محمد شحاته بسبب تعدي الأخير ووالدته بالضرب على الطفل "يوسف" نجل المتهم الثاني وأحداث إصابته بعينه.

وعندما توجه المتهمان إلى المجني عليه الأول بحانوته الخاص بتأجير الدراجات الهوائية لمعاتبته على ما فعله نجله وزوجته بصغيرهما فما كان منه إلا أن قابل عتابهما برفض  أية إعتذار وارجع المسئولية على الصغير مدعيا سبه لزوجته وتحول العتاب إلى مشادة تعالت الأصوات ورشقهما المجني عليه الأول ومن حضر من نساء عائلته بالسباب وخرج عليهما نجلة المجني عليه الثالث من حانوته بعصا شوم تعدى بها على جانب المتهم الأول واشتبك النساء مع المتهمين وتعالت أصواتهن بالسباب وتطاولت أيديهن بالتعدي وتدخل الأهالي للصلح وفض المشادة.

وأضافت الحيثيات أن  المتهم الأول انصرف من مسرح الأحداث غاضبًا لما حدث رافضًا الصلح تاركًا شقيقه جمال المتهم الثاني بين أظهريهم، فأوى إلى فراشه ولم يهنئ بنوم والغل كاد يقتله واستيقظ وشبح الإهانة يطارده وراح يفكر في الإنتقام من المجني عليهما وفكر وقدر حتى أوعز له الشيطان أنه ليس هناك سوى قتل غريمه سبيلًا لاستعادة ما أهدر من كرامته وقاسمه أنه له لمن الناصحين.

وذهب في صباح يوم الواقعة ۲۰۲۰/١٠/٢٥ إلى عمله في توريد الصنفرة لورش الأخشاب بمدينة البدرشين بعد أن هدمت جوارحه وكانت قد اختمرت فكرة النيل من المجني عليه الأول بقتله في مخيلته وراح يتدبر وسيلته في تنفيذ مخططه في هدوء وروية فتذكر حانوتًا لبيع الأسلحة البيضاء من السكاكين وأدوات الجزارة يمر عليه بتلك المدينة حال طريقة لعمله فأنهى عمله في المساء بعد صلاة العشاء وأسرع نحو هذا الحانوت واشترى سلاحه الأبيض "كذلك 36" - سكين يستخدمه الجزار في تشفية لحوم ذبائحه، ولف إليه في إحدى الصحف الورقية وحمله وانطلق عائدًا إلى منزله بشارع محمد دسوقي قسم الشرابية.

وهناك التقى بوالدته وترك لها ما حمله من احتياجاتها ومصاريف للمنزل، وهرع بسلاحه الذي مازال بغمده الورقي إلى "مقهى ناصر" بشارع البستان بالشرابية المجاور لسكنه وقبع متربصًا بالمقهى في انتظار غريمه المجني عليه الأول للنيل منه ما يقرب من ساعتين لعلمه اليقيني بأن هذا طريقه وأنه مار لا محالة بدراجته البخارية من أمام المقهى وفي حوالي الساعة الحادية عشر من مساء يوم الواقعة لاح له في الأفق مظاهر قدوم فريسته فناداه فاستجاب المسكين للنداء وتوجه نحوه بدراجته البخارية فأسرع المتهم المذكور نحوه مخفيًا السكين بغمده الورقي بيده اليسرى خلف ظهره وفاجئ المجني عليه بصفعة على وجه بظهر يده اليمنى ثم سحب السكين بيده اليمنى من غمده وسدد له عدة طعنات قاصدًا قتله بدأها بوجه ثم صدره فتقهقر غريمه من شدة الطعنات وهرع مبتعدًا ناحية مخبز وفرن الرضا بشارع البستان وأمسك بصاج الفرن محتميا به إلا أن المتهم عدى خلفه مستمرا في تسديد الطعنات له بجانبه الأيمن فدلف المجني عليه إلى داخل المخبز فدلف وراءه مستمرا في طعنه في جانبه الأيسر وفي صدره وفي فخذه.

وكانت محكمة جنايات شمال القاهرة، المنعقدة بالعباسية، قضت بالإعدام للمتهم بعد إحالته لفضيلة المفتي، والحبس سنتين لآخر بالتحريض على القتل، وكشف تقرير مستشفى الأمراض العقلية، أن المتهم بكامل قواه العقلية ولا يعاني من أي مرض نفسى. 

الجريدة الرسمية