رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. كيف تلاعب الملك فاروق بحرب فلسطين ومشاعر شقيقته للتغطية على فضيحة طلاقه من فريدة

الملك فاروق
الملك فاروق

في مثل هذا اليوم 19 نوفمبر 1948 صدر بلاغ رسمي من الديوان الملكي عن طلاق الملك السابق فاروق الأول لفريدة وطلاق شاه إيران لفوزية شقيقة الملك، وتم الإشهار وأصر الملك على أن يكون بائنا وعد ذلك كرما منه وبين أنه كان في إمكانه الزواج بغيرها ثم ردها الى عصمته لكنه لم يقصد الإيذاء ولكن التسريح جاء بمعروف.

طلق فاروق ملك مصر في ذلك الوقت زوجته الملكة فريدة، وتولى نجيب سالم باشا مدير الخاصة الملكية تسليمها ورقة الطلاق، وإبلاغها أن الملك سيحتفظ بحضانة الأبنتين الكبيرتين فريـال وفوزية، أما الأميرة فادية فستظل في حضانة الملكة السابقة فريدة حتى تبلغ سن التاسعة، وسوف يتكفل الملك بجميع مصاريفها، وطلب سالم من فريدة تسليم التاج الملكى وجميع المجوهرات التي تلقتها منه عند الزواج.

طلاق ملكي 

أعلنت الصحف في صفحاتها الأولى نبأ الطلاق بقولها (إن حكمة الله وإرادته اقتضت وقوع الانفصال بين الزوجين الكريمين ).

تزوج الملك فاروق من فريدة ـ رحلت عام 1988 ـ بعد قصة حب طويلة، إلا أن إنجاب الملكة فريدة للبنات وعدم إنجاب ولي العهد الذي سيرث العرش كان سببا في وقوع الطلاق إلى جانب علاقات الملك المتكررة مع النساء ونزواته المنتشرة في الصحف وآخرها واقعة شيرين التي ضبطتها فريدة معه في الجناح الخاص به في قصر عابدين، وكان نتيجة تلك الخيانة أن صممت فريدة على الإسراع بقرار الطلاق وبذلك استردت اسمها الحقيقي صافيناز ذو الفقار.

الزواج الاول للملك السابق 

وكان الشائعات انتشرت حول القصر الملكى فى منتصف نوفمبر 1948 عن قرب طلاق الملكة فريدة من الملك فاروق، وقد اختار فاروق الوقت الذى تسود فيه مصر بالانفعالات وردود الأفعال نتيجة الهزيمة في حرب فلسطين، كما حرص فاروق على أن يكون طلاق أخته مقرونًا بطلاقه شخصيًا حتى يمتص غضب الشعب الذى يخشاه والذى يحب فريدة في نفس الوقت.

وكان الملك ووفقًا لما نشرته الصحف في تلك الأيام قد طلب من الشيخ مصطفى المراغى -شيخ الأزهر قبيل وفاته إصدار فتوى تحرم على فريدة الاقتران بزوج آخر، لكن الشيخ المراغى رفض كما عارض إصدار ما يمنعها من رؤية بناتها استنادًا إلى أن ذلك لا يتفق مع الشريعة الإسلامية فتعرض لغضب الملك ثم إقالته.


وأعلن الطلاق من الديوان الملكي عن طلاق فاروق لفريدة وطلاق شاه إيران للأميرة فوزية وتم الإشهار وأصر الملك على أن يكون طلاقًا بائنًا.


بعد الطلاق عادت فريدة إلى بيت والدها ومعها ابنتها الصغرى فادية وتركت فوزية وفريال بالقصر وصدر الأمر بأن يكون لفريدة مكان خاص فى البروتوكول الملكى بعد الأميرات والنبيلات.

حب الشعب 

وتلقى الشعب خبر الطلاق بحزن شديد حيث كان لفريدة منزلة كبيرة لدى المصريين بصفتها واحدة منهم وخرجت مدارس البنات تهتف لفريدة رمز النقاء والشرف هاتفين إلا الملكة إلا فريدة وتعصب فاروق من تردد اسم الملكة فى الشارع المصرى وتعاطف الجماهير معها.


"خرجت الفضيلة من بيت الرذيلة"، هكذا تعالت الهتافات في شوارع المحروسة بعد إعلان طلاق الملكة فريدة من الملك فاروق حتى أن السفير البريطاني كتب في ذلك الوقت تحت عنوان الاسم كان جنى لكن الحياة كانت جحيما وإن هذا الطلاق ساعد على تخفيض مكانة الملك لدى شعبه.

زفاف فاروق وفريدة 

والملكة فريدة هي صافيناز ذو الفقار التي تزوجت الملك فاروق عام 1938، وكانت تبلغ من العمر 16 عامًا فقط، وبدأت علاقته بصافيناز في العام السابق للزواج، وذلك في رحلة العائلة المالكة لأوروبا التي رافقتهم فيها صافيناز ووالدتها، بحكم كونها وصيفة الملكة نازلي ليتم بعدها الزواج بمجرد العودة لمصر.

واستطاعت صافيناز التي سماها الملك فاروق باسم فريدة، الحصول على حب المصريين، بل إن جزءا من شعبية الملك فاروق كان نابع منها كونها مصرية ولا تنتمي إلى الأسرة العلوية..إلا أن العلاقة توترت بين الاثنين بسبب علاقات الملك المتعددة، بالإضافة إلى فشلها في إنجاب وريث ذكر للعرش، بالإضافة إلى شائعات حول وجود علاقة بين الملكة وأحد الضباط.

الملكة السابقة فريدة 

وفي أعقاب الطلاق حاول الملك استصدار من الأزهر فتوى تمنعها من الزواج نهائيا بعد الطلاق، إلا أنه فشل ورغم ذلك لم تقم الملكة بالزواج من غيره، بل تزوج هو من ناريمان صادق وانجب منها ولى العهد الأمير أحمد فؤاد في يناير عام 1951.

الجريدة الرسمية