أسرار المفاوضات خلف الأبواب في الساعات الأخيرة الحاسمة لمؤتمر شرم الشيخ
تشهد الساعات القليلة القادمة مفاوضات مضنية بين الأطراف وستكون حاسمة بالنسبة للورقة التي سيخرج بها مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التغير المناخي فى شرم الشيخ cop 27.
وشهدت طاولة المفاوضات أمس مشاحنات وصدامات بين الوفود المتفاوضة حول عدد من النقاط المحددة وأهمها تمويل الخسائر والأضرار حيث تقدم الاتحاد الأوروبي أمس بمقترح بينما كانت هناك ثلاث مقترحات اخرى من الوزراء المشاركين في المفاوضات حول موضوع إنشاء آلية لتمويل الخسائر والاضرار وهو البند الذي تم اعتماده علي جدول الأعمال لأول مرة فى مؤتمر الدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التغير المناخي فى شرم الشيخ cop 27.
و أطلق نائب الرئيس التنفيذي فرانس تيمرمانز اقتراحًا الليلة الماضية نيابة عن الاتحاد الأوروبي مفاده ان يوافق الاتحاد الأوروبي على إنشاء صندوق للخسائر والأضرار في مؤتمر الأطراف تحت ظروف واضحة بحيث يجب أن يكون الصندوق نفسه موجهًا نحو دعم الفئات الأكثر ضعفًا مع وجود قاعدة مانحة مالية موسعة تساهم في الصندوق كجزء من الحلول المتكاملة والتي تشمل إصلاح بنوك التنمية المتعددة الأطراف على سبيل المثال، وبالتوازي مع ذلك، يرغب الاتحاد الأوروبي في المزيد من الطموح بشأن إجراءات أشد بشأن المساهمات المحددة وطنيًا والمحدثة بما يتماشى مع هدف 1.5 درجة في اتفاقية باريس والوصول إلى محددات الانبعاثات العالمية بحلول عام 2025. يجب أن تكون هذه صفقة شاملة.
وتطالب الدول الاوروبية في هذا المقترح ان يكون هناك مقترح متكامل يشمل صندوق لتمويل الخسائر والأضرار فقط للدول الأكثر احتياجا وليس للجميع وهو ما يزيد من أهمية وضع تعريف ما هي الدول الأكثر احتياجا، ويشمل المقترح الأوروبي اجراءات أشد بالنسبة لتقرير المساهمات المحددة وطنيا ليتماشي مع هدف ان لا يزيد ارتفاع درجة حرارة الأرض عن ١.٥ درجة طبقا لاتفاقية باريس مع العلم ان ٢٩ دولة فقط قدمت حتى الان ومنذ مؤتمر جلاسجو cop 26 العام الماضي تقريرها حول المساهمات المحددة وطنيا من ١٩٧ دولة تعهدت بذلك.
كما يشمل المقترح الأوروبي ضرورة الوصول الي محددات الانبعاثات العالمية بحلول عام 2025. بحيث يكون كل ذلك فى اطار صفقة شاملة، والمعروف ان هناك طبقا لاتفاق باريس مطالب بتخفيض الانبعاثات بنسبة ٣٠% حتي عام ٢٠٣٠ وتخفيضها تماما فى ٢٠٥٠ للوصول إلي صفر انبعاثات،وهو المطلب الذي تعترض عليه بعض الدولة مثل الصين بحجة أن الدول المتقدمة الغنية ظلت أكثر من ٤٠ عاما تطلق انبعاثات وتطالب العالم كله الآن بالحد من الانبعاثات على مدى أقل من ٢٠ عاما فقط، بينما ظهر حل وسط فى المفاوضات ان تتم مراجعة كل عامين حول الانبعاثات الكربونية كحل وسط،
كما طالبت عدة دول دخل المفاوضات بمطالبة البنك الدولي والمؤسسات المالية الدولية بمزيد من المرونة بالنسبة لتمويل الدول المتضررة من التغير المناخي بحيث لا تحصل الدول الإفريقية على قروض عالية الفوائد على عكس دول أخرى.
وتطالب بعض الدول بوضع تعريف محدد للدول الأكثر ضعفا التي من المنتظر أن يتم توجيه التمويل لها بالنسبة الخسائر والأضرار،و أيضا من الموضوعات محل الخلاف مطالبة دول مثل الهند بأن تشمل ورقة المخرجات عن المؤتمر الحديث عن تقليل الاعتماد على كل الوقود الأحفوري وليس الفحم فقط في حين ترفض عدة دول خاصة الدول البترولية والتي تعتمد على الغاز الطبيعي ذلك وتفضل التركيز على الفحم كخطوة أولى.
وطالبت عدة دول بوضع تعريف لما هي الدول النامية فليس من المنطقي أن تكون دول مثل الصين وسنغافورة والسعودية والامارات والكويت دول نامية لأن العالم تغير عن ١٩٩٢ عندما كانت تلك الدول نامية و الآن يمتلك المواطن بها دخل كبير ربنا يقارب الدول الأوروبية ومن المنتظر أن يتم الاتفاق علي استمرار بحث بعض الموضوعات فيما سيعرف بحوار شرم الشيخ.
وكان جون كيري مبعوث الرئيس الأمريكي للتغير المناخي قد ألتقي امس مع المبعوث الصيني للتغير المناخي شيه تشن هوا لمدة ثلاث ساعات للتباحث حول بعض الموضوعات محل الخلاف فى المؤتمر بين البلدين.