رئيس التحرير
عصام كامل

الأسعار بالعملة الفرنسية ومخفضة حبا في أوجيني.. قصة التياترات في عهد الخديو إسماعيل

المسرح القومى بالعتبة
المسرح القومى بالعتبة فى بداية إنشائه

عرف عن فصل الخريف إصابة الناس بالاكتئاب نتيجة اختلاف الطقس بين الحر والبرد مع اندماج الأبناء في الفصل الدراسى الأول وإصابة الجميع بالخمول وعدم الإقبال على الأنشطة وارتياد تياترات الأزبكية، وللترفيه عن الناس أصدرت نوفمبر عام 1869 صدر منشور من نظارة الداخلية نشرته الوقائع المصرية يتضمن إعلانا لجميع المواطنين في مصر، ومن أراد الترويح أو الائتناس والخروج للتنزه خاصة في أيام الإجازات والسهر حتى الثامنة مساء بدءا من اللعب في التياترات الكائنة بالأزبكية والفرجة على المسرحيات، أعلنت عن أسعار المحال لمن أراد من أبناء العرب وحضرات الذوات الكرام السهر والترفيه عن النفس.


بالنسبة لأسعار التياترات أعلن المنشور أنها تم تخفيض أسعارها إلى النصف تشجيعا للمواطنين لارتياد التياترات الجديدة التي تم افتتاحها فى منطقة الأزبكية، وقدرت أسعار التذاكر بالفرنك الفرنسي نظرا للتواجد  الفرنسي الشديد في مصر ولحب الخديو إسماعيل لفرنسا وإمبراطورتها الملكة أوجينى فقدرت الأسعار: وهى 10 فرنك للكراسى الأمامية وراء التخت الموسيقى بالأوبرا، و7 فرنك للكراسى الخلفية، واثنان للجلوس على المدرج وفى الدور الثالث، وتضمنت الأسعار أيضا 25 فرنك للبنوار لمن يفضل الخلوة بالدور الأول، و35 فرنك للخلوة بالدور الثانى و53 فرنك للخلوة للعائلات بالدور الأرضى.

حديقة الأزبكية 

جاء هذا القرار من الداخلية بمناسبة افتتاح دار الأوبرا ومسرح حديقة الأزبكية الذي صمم بناءه وشيده المهندس الفرنسي فرانس بك في عهد الخديو إسماعيل وتم افتتاحه في نوفمبر عام 1869 مواكبا لاحتفالات افتتاح قناة السويس للملاحة.

الأوبرا الخديوية 

وفى دراسة للدكتور سيد على إسماعيل بجامعة حلوان تؤكد أن منطقة الأزبكية ليست الأوبرا الخديوية فقط للترفيه والثقافة إلا أنه كان هناك مسرح الكوميدى الفرنسي هو أول مسرح يقام بالأزبكية وافتتحه الخديو إسماعيل تحت إدارة الخواجة منسي وكانت مسرحية الافتتاح "هيلين الجميلة" المأخوذة عن أوبريت أومنتاج التي ترجمها رفاعة الطهطاوى إلى العربية وهناك احتمال أنه كان مكان بوسط العتبة.

أما مسرح حديقة الأزبكية الذى انتهت معالمه الآن فقد افتتح أيضا في عهد الخديو إسماعيل حيث مثلت عليه مسرحيتين “عجائب البخت”، مسرحية إيطالية مترجمة بعنوان “أنا في انتظار العروسة ”.

تياترو الأزبكية 

وأضافت الدراسة انه في عام 1898 مثلت على مسرح حديقة الأزبكية فرقة إسكندر فرح مسرحية “أنس الجليس” بطولة سلامة حجازي والمطربة ملك، وفى الأزبكية أيضا عام 1920 افتتح تياترو الأزبكية الذى صمم بناؤه المهندس الإيطالى فيروتشى وقدمت عليه فرقة عكاشة عروضها الفنية وكان نموذج للمسرح الجاد، وفى عام 1935 أسست وزارة المعارف الفرقة القومية بإدارة الشاعر خليل مطران وفى عام 1958 أطلق عليه المسرح القومي.

الجريدة الرسمية