من الريحاني إلى البارودي.. مشوار نجوى سالم أم ضحكة جنان مع الحب
نجمة في الضحك تجمع بين الجمال وخفة الدم، ممثلة مسرحية يهودية من أب يهودى مصري لكنها أشهرت إسلامها، صاحبة أشهر ضحكة نسائية في المسرح، سميت أم ضحكة جنان، عشقت مصر ووهبت حياتها للمسرح، هي آخر حب في حياة الكوميديان نجيب الريحاني، هي نظيرة موسى سالم الشهيرة بـ نجوى سالم المولودة في مثل هذا اليوم عام 1927.
عملت نجوى سالم بفرقة الريحانى وقدمت معه أول مسرحياتها "استنى بختك" في دور صغير فأحبها الريحانى وصارت الممثلة المدللة لديه، إلا أن البداية الفنية الحقيقية كانت مع المؤلف المخرج بديع خيري” في مسرحية "حسن ومرقص وكوهين" التي لاقت قبولا واسعا لتتوالى بعد ذلك أعمالها المسرحية، فقدمت لوكاندة الفردوس، إلا خمسة، البيجاما الحمرا وغيرها.
وكانت نجوى سالم بطلة العمل بضحكتها الرنانة التي وصفها النقاد بأنها هي بطاقتها الشخصية لدى الجمهور مهما كان حجم الدور الذي تلعبه وتأثيره، لأنها كانت دائما تبذل قصارى جهدها ليخرج العمل أحسن مما يجب أن يكون، وهذا ما جعلها تفرض وجودها القوي على فرقة الريحاني لسنوات طويلة.
عشق مصر
عندما قامت ثورة يوليو وتم طرد اليهود من مصر، ولأنها كانت تعشق مصر وترابها رفضت الذهاب إلى إسرائيل، وبينما هي ذاهبة إلى المسرح لتقديم دورها في مسرحية (أنا آه أنا لأ) أمام أمين الهنيدى حتى فوجئت بلافتة على باب المسرح مكتوب فيها ممنوع دخول نجوى سالم اليهودية، فكتبت خطابا إلى جمال عبد الناصر سلمته الى أنور السادات ترجوه بقاءها في مصر لأنها تعشق تراب مصر، فاستثناها عبد الناصر من قرار طرد اليهود من مصر فكانت اليهودية الوحيدة التي لم ترحل عن مصر بعد العدوان الثلاثى.
واختارت أكاديمية الفنون الفنانة نجوى سالم لتكريمها في عيد الفن عام 1976 بمنحها شهادة تقدير إلا أن السادات قام بمنحها في الحفل شهادة الجدارة التي تمنح لخمسة فنانين كبار فقط كل عام الى جانب شهادة التقدير، بل قرر منحها معاشا استثنائيا.
اتجهت نجوى سالم إلى السينما، لكنها في أدوار ثانوية لم ترقى الى البطولة فقدمت القبلة الأخيرة، حياة عازب، ملك البترول، الأزواج والصيف، إسماعيل يس في دمشق، ناهد، شمشون ولبلب، فايق ورايق، الروح والجسد وغيرها.
زواج ونهاية
وعلى الرغم من أن نجوى كانت تصغر الريحاني بسنوات إلا أنها أحبته وكانت تقول عنه قلبه مثل الاتوبيس في كل محطة امرأة حتى أصبح مزدحما بالركاب، لكنه بادلها الحب وقرر الزواج منها، وتم الاتفاق على تحديد موعد الزواج.. لكن مرض الريحاني قبل الزفاف بيومين ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى بسبب حقنة أنسولين أصابها بحالة نفسية سيئة دخلت على إثرها المستشفى، ولم يقف بجوارها سوى الناقد الصحفى عبد الفتاح البارودي الذي تزوج منها زواجا سريا لكن علم به الرئيس السادات وسألها عنه علانية، فأصبحت مثار حديث الوسط الفني، ولم يقف معها في مرضها سوى عبد الفتاح البارودى حيث استمر زواجهما 26 عاما، حتى رحلت عام 1987.
إهمال النقاد
بعد مشوار طويل مع المسرح كونت نجوى سالم فرقة مسرحية كان نصيبها الإفلاس حيث كانت تقدم عروضها في المستشفيات بلا أجر، وتطوف الملاجئ والمصحات لتقديم الهدايا والمساعدات، إلا أنها ساهمت في اكتشاف عدد من الكوميديان التي أصبحت نجوما مثل محمد نجم ومظهر أبو النجا.
وصفت نجوى سالم المسرح بالشللية واتهمت النقاد بإهمالها حتى ظلت محبوسة في أدوار صغيرة لم تظهر نجوميتها.