يروج للمثلية الجنسية.. فيلم "أزرق القفطان" يثير الجدل بمهرجان مراكش السينمائي
أثار االفيلم المغربي "أزرق القفطان"، لمخرجته مريم التوزاني، موجة واسعة من الجدل والانتقادات أثناء عرضه في إطار المسابقة الرسمية للدورة الـ19 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، الذي يتم تنظيمه حتى 19 نوفمبر الجاري.
ووُجهت اتهامات بالترويج لثقافة التسامح مع المثلية الجنسية إلى صناع الفيلم.
وحول الجدل الذي رافق الفيلم والاتهامات التي طالته أثناء عرضه بالمهرجان، قال الكاتب والمؤلف والمخرج المغربي عبدالله المعاوي، "(..) لم أجد شخصيًا أدل من الدرْبالة (قماش بال) لوصف فيلم مريم التوزاني.. والدرْبالة عبارة عن رقع لا يجمع بينها غير الجسد الذي يحملها".
وتابع في تدوينة نشرها على "فيسبوك": "حامل درْبالة أزرق القفطان مثلها مثل الجثة التي حملت في نهاية الفيلم بشكل سينمائي لا يدرك سره غير أهله. والحاملان للفيلم المخرجة مريم التوزاني القادمة من لندن مثلها مثل لاعبي كرة القدم ببلدنا الذين يحلمون بتمثيل البلاد بحملهم لقميص الوطن. فتظهر مريم كمدافعة عن حب الصّنْعة التي تموت بموت أصحابها. والحامل الثاني هو المنتج نبيل عيوش (المنتج والمخرج المغربي المثير للجدل وزوج التوزاني) الذي يستميت للدفاع عن مشروعه..".
وأضاف "بالأمس يدافع (في إشارة إلى عيوش زوج التوزاني) عن ضرورة التطرق للجنس كما هو كائن في المجتمع المغربي، واليوم يدافع عن الحق في المثلية الرجالية داخل نفس المجتمع ويربطها بشريحة طبقية معينة".
واستطرد في تدوينة أخرى بلهجة ساخرة: "فلنسميه فيلما مغربيا ذي الأصول الغربية على شاكلة تبنينا للاعبين الأجانب في البلدان الغربية التي ما بينها وبين بلدانهم الأصلية إلا الخير والإحسان" على حد تعبيره.
بدوره قال المدون المغربي عبدالصمد الحيرش في تدوينة بالعامية المغربية: "بعد مشاهدة فيلم أزرق القفطان للمخرجة مريم التوزاني زوجة ممثل التيار الثقافي الغربي بالمغرب نبيل عيوش، حسيت بحالي طحت على راسي (شعرت وكأنني سقطت على رأسي)، شوية فيقوني التصفيقات الحارة ديال الجمهور الفرنكفوني لي ما بغاتش تحْبس (بعدها أيقظتني تصفيقات الجمهور الأجنبي التي لم تتوقف).. قلت مع راسي واش انا لي فيا الديفو !!!!(قلت في نفسي هل أنا الوحيد المخطئ).
من جهتها، دافعت المخرجة مريم التوزاني عن فيلمها "أزرق القفطان"، مؤكدة أن هذا العمل يحكي عن "الحب بكل بساطة".
وأضافت في تصريحات صحفية، إن فيلمها "لا يعالج المثلية الجنسية، إنما يحكي عن عدة مواضيع من بينها الحب من زاوية واسعة، مشيرة إلى أن الفيلم يعكس الواقع المركب للمجتمع المغربي".
وتدور قصة الفيلم حول شخصيتي "حليم ومينة"، وهما زوجان يديران متجرا للقفطان بمدينة سلا، تنضم إليهما شخصية يوسف، تلميذ شاب يشاركه "المعلم حليم"، نفس الشغف الجارف لمهنة الخياطة.
ويتحدث الفيلم الذي تجري أحداثه بالحي العريق لمدينة سلا قرب العاصمة الرباط عن الحب بمفهومه الواسع، وعن التقاليد، وحب المهنة ونقل الموروث الثقافي، وكذلك عن المثلية الجنسية.
ويشارك في هذا العمل مجموعة من الممثلين من ضمنهم صالح بكري، لبنى أزابال، أيوب میسيوي، مونيا لمكيمل، حميد الزوقي وغيرهم.
واختير فيلم "أزرق القفطان" قبل أسابيع قليلة لتمثيل المغرب في مسابقة الأوسكار لسنة 2023 في فئة "الفيلم الروائي الطويل الأجنبي".
وسبق أن اختير فيلم "أزرق القفطان" لتمثيل المغرب في مسابقة قسم "نظرة ما" برسم الدورة الـ75 لمهرجان كان السينمائي، وقد لاقى استحسان النقاد والجمهور خلال عرضه.
ومنحت الفيدرالية الدولية للصحافة السينمائية، في شهر مايو الماضي، جائزة النقد الدولي، للفيلم الطويل "أزرق القفطان" بنفس المهرجان.
وحصد الفيلم المغربي جائزتين بمهرجان الفيلم الفرنكوفوني في أنجوليم (وسط غرب فرنسا)، الذي انعقدت فعالياته خلال الفترة ما بين 23 و28 أغسطس الماضي.