الأسطى سلسبيل.. حفيدة الشيخ البساتيني تدرس الأدب الألماني صباحا و"صبي ميكانيكي" آخر النهار | فيديو وصور
«بنت بـ100 راجل» عبارة تطلق على الفتيات اللواتي قررن الخروج من الصورة النمطية عن البنت في المجتمع الشرقي، واقتحمن مجال العمل من خلال مهن يظن البعض أنها حكر على الرجال، وتفوقت الفتيات حتى تحولن من “صبيان” في المهنة إلى “اسطوات في الكار”.
ويشهد المجتمع المصري في الآونة الأخيرة قصص نجاح لهذا النوع من الفتيات، وتستعرض فيتو في السطور التالية قصة واحدة من بنات مصر الرجالة.
سلسبيل ميكانيكي السيارات
ومن محافظة بني سويف نقف معًا أمام قصة كفاح جديدة بطلتها «سلسبيل احمد عبد التواب» الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الآداب «قسم ألماني» والتي سطرت قصة جديدة من قصص كفاح فتيات الصعيد، بعد امتهانها إحدى أصعب مهن الرجال وهي مهنة «ميكانيكي السيارات».
الأسطى سلسبيل
التقت «فيتو» بـ«الأسطى سلسبيل» محل عملها داخل ورشة المهندس محمد مؤمن، بحي الأزهري بمدينة بني سويف، حيث اكتشفنا بالصُدفة أنها حفيدة المبتهل الراحل الشيخ عبد التواب البساتيني، أحد أشهر المبتهلين بإذاعة القرآن الكريم، الذي رحل عن عالمنا منذ عامين.
أسرة سلسبيل
في البداية قالت «سلسبيل» إنها طالبة بالفرقة الأولى بكلية الآداب «قسم ألماني» بجامعة بني سويف، وتعيش مع أسرتها المكونة من 5 أفراد «والدها الذي يعمل موظفًا بالأوقاف ووالدتها تعمل بعمل حر وشقيقين أصغر منها».
وأضافت: أقدمت على العمل بورشة المهندس محمد مؤمن من كثرة تعلقي بالسيارات وحٌبي لها حاولت النزول إلى عدة ورش، إلا أن أصحابها رفضوني بحجة أنني بنت، ومينفعش أشتغل الشغلانة دي، حتى قام والدي بالعرض على صديق له والذي وافق وبالفعل نزلت للعمل معه منذ 6 شهور.
السيدات والرجال
وتابعت: عملت بالورشة وأنا لم أكمل التاسعة عشر من عمري، حتى أنني التحقت بالورشة قبل التحاقي بالجامعة من كثرة تعلقي بالسيارات وعشقي لها حيث أنني رغبت في التعرف على كل جزئية بها، وأنني أؤمن بأنه لا يوجد مهنة للسيدات فقط أو للرجال فقط.
واستطردت «سلسبيل» قائلة: عالم ميكانيكا السيارات يحتاج للوقت والذكاء، فهي ليست مهنة أقوياء بمعنى لا تعتمد على القوة العضلية، إنما تعتمد على القوة الذهنية، وحٌبي وعشقي لتلك المهنة دفعني للصبر حتى أكمل تعلمها بشكل كامل، فأنا ما زلت حتى الآن ما بين مرحلة الصبي والأسطى والمهندسة، فقد تعلمت أشياء كثيرة فيها وما زلت أتعلم.
الدراسة والعمل
وواصلت: الحقيقة أن دراستي بقسم اللغة الألمانية بكلية الأداب لم تمنعي من عشقي لصيانة السيارات، حيث إن صاحب الورشة التي أعمل بها الأسطى محمد، صديق والدي ويقدر ذلك تماما، وأتوجه للورشة فور انتهاء المحاضرات ودراستي بالكلية، كذلك قُرب منزل أسرتي في قرية البساتين بمركز بني سويف من الجامعة وكذلك من مركز الصيانة سهل لي التنقل.
وأكملت: أنا أكبر أخواتي وأسرتي لم تمانع في عملي، بل دعموني لأنهم يعلمون عشقي للسيارات وتحديدًا للصيانة، والحقيقة لما اترفضت من عدة ورش بسبب أنني بنت، والدي وجهني للعمل والتعلم في ورشة صديق له، كذلك أصدقائي وزملائي يدعمونني بشدة.
لا أخجل من العمل
وقالت: أنا لا أخجل من العمل فهو شرف ولا يوجد فرق بين الفتاة والولد، ولا أخشى من التعامل مع الصنايعية وزبائن الورشة، فمعظمهم يحترموني وأنا أعرف كيفية التعامل مع الجميع، وطبيعة العمل لم تؤثر علي كأنثى، ولم يراودني القلق مع من مرحلة الإرتباط «ابن الحلال اللى هييجي إذا محترمش شخصيتي ومهنتي يبقى بلاش منه خالص».
رسالة للفتايات
وأختتمت «سلسبيل» حديثها موجهة رسالة للفتيات، قائلة: لا تقلقن من أي عمل، ولا تنظرن للإنتقادات التي توجه لكن، فقط أعقدن النية وعليكن بالخطوة الأولى فهي الأهم في مشوار تقل صعوبته مع كل مرحلة، ولكن بإرادتكن سوف تتغلبن على كل هذه الصعوبات.