جزاءات ضخمة وإحالات للتحقيق وتوجيه وزارى بمسح وتفتيش المديريات والمساجد.. عودة السلفيين للمنابر تشعل الغضب في "الأوقاف"

يعرف المسئولون بالأوقاف ثمن غضب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، فالرجل يطبق القانون بكل حسم، وسبق لكل المخالفين معرفة عواقب ذلك، لهذا كان لا بد من وقفة للوزير مرة أخرى بعد تسرب السلفيين للمنابر فى مشهد يتكرر كثيرًا رغم التحذير المستمر من قيادات الوزارة بعدم السماح بصعود المنابر إلا للأئمة والخطباء المصرح لهم بذلك من القطاع الدينى أو المديرية التابع لها المسجد والزوايا المنتشرة فى ربوع الجمهورية خاصة فى القرى والنجوع التى تبعد عن أعين مفتشى الديوان العام فى الأوقاف، ما استوجب إجراءات مشددة مرة أخرى.

غضب الوزير

فى اجتماعه الدورى بالمفتشين فى الديوان العام، نقل القطاع الدينى فى الأوقاف لهم غضب الدكتور محمد مختار جمعة بسبب عودة التيار السلفى للمنابر، وأعاد عليهم عواقب التساهل مع عودة التيارات الإسلامية للسيطرة على المساجد.

كان الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أصدر فرمانا بحرمان السلفيين من صعود المنابر، وعلى رأسهم الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور، والدكتور ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، والشيخ محمد الزغبى، وكذلك الشيخ مصطفى العدوى، إلا أن أتباع الدعوة السلفية نشطوا فى الخفاء بعيدا عن أعين الأوقاف، ولعل الواقعة الأخيرة التى شهدتها محافظة المنوفية بقرية «كمشيش» بعد اكتشاف سيطرة أحد عناصر الدعوة السلفية على زاوية لفترات طويلة فى ظل الغياب التام من الأوقاف أوضحت حجم تراجع الرقابة من الوزارة، لهذا جرى على الفور تشكيل لجان من التفتيش والحوكمة بالديوان العام لتجوب المحافظات وتقلبها رأسًا على عقب بحثا عن أى صغيرة أو كبيرة فى المساجد.

القطاع الدينى فى وزارة الأوقاف هو الآخر أصدر تعليماته للمديرين، بعدم السماح لأى إمام بتمكين أى شخص من صعود المنبر أو أداء أى درس بالمسجد المكلف به دون خطاب رسمى معتمد من مدير المديرية، مع تأكيده على ضرورة التنسيق المسبق مع رئيس القطاع، والتأكيد على أن يلتزم كل إمام بمسجده المكلف به وخطة الوزارة المعتمدة من مدير المديرية ورئيس القطاع، ومن يخالف ذلك يعرض نفسه للمساءلة، حيث تعد مخالفة هذه التعليمات من المخالفات الجسيمة التى تتهاون فيها الوزارة والقطاع الدينى.

أبواب خلفية

ويوجد فى مصر 30 ألف زاوية تمثل بابًا خلفيًا لتلك الجماعات، ومازالت حتى الآن هى الملاذ الآمن لهروب أتباع السلفية من مراقبة الأوقاف وممارسة الخطابة والحشد لأفكارهم، وما يؤكد على ذلك أن المخالفة الثانية لقرارات الأوقاف ضبطت فى مدينة سمنود بمحافظة الغربية، إذ دأبت زاوية «التوحيد» طيلة الشهور الماضية على منح السلفيين خطبة الجمعة، وهو ما دفع وزير الأوقاف إلى إحالة كل القيادات للتحقيق بديوان عام الوزارة مع خصم شهر بدل صعود المنبر من كل منهم.

وكلف الوزير بسرعة تحرير محضر ضد الداعية السلفى الشيخ محمد عفيفى، كما كلف الشئون القانونية بديوان عام الوزارة بمتابعة المحضر تجاه المخالف بعد أداء خطبة الجمعة فى زاوية التوحيد بالغربية دون الحصول على تصريح رسمى.

حسم الوزارة فى عقاب المخالفين وصلت أصداؤه بعد مرور يوم واحد فقط من التحقيق مع قيادات أوقاف الغربية، حيث فوجئ أهالى مدينة سمنود بإغلاق عدد كبير من الزوايا التى تقل مساحتها عن 85 مترا خوفا من تسلل الجماعات السلفية مرة أخرى، أبرزها زاوية السلام وميت عسعاس بمدينة سمنود، وعمم القطاع الدينى منشورا دوريا للمديريات حذرت فيه من فتح الزوايا المخالفة أو التى توجد أسفل العمارات.

وحاليا لا يتم فتح أى زاوية إلا بعد الرجوع للمديرية فى مذكرة مشروحة من حاملى الشهادة الأزهرية، ولايتم التسامح فى صعود المنبر لغير المصرح لهم، وتحمل الوزارة الإدارة المعنية المسئولية كاملة وتشدد عليها فى أهمية تكثيف المرور على المساجد، خاصة الكبرى التى يوجد بها أئمة مغتربون وعدم فتح أى زاوية إلا بعد العرض على وكيل الوزارة، ولابد من وجود أسباب قوية للفتح ومذكرة الدعوة

حازم  شومان

ورصد الوزارة مخالفة فى محافظة الجيزة كان بطلها القيادى البارز فى صفوف التيار السلفى الشيخ حازم شومان الذى يخطب الجمعة فى زاوية صغيرة وسط غياب المتابعة بالمخالفة لتعليمات الوزارة، لاسيما أن شومان لايملك تصريحا أو إذن رسمى بصعود المنبر، وبعد اكتشاف الواقعة أحالت المديرية الموضوع للتحقيق فى الديوان العام وأخذت تعهدا على الشيخ «شومان» بعدم صعود المنبر مرة أخرى إلا بإذن مسبق.

وفى سياق متصل، قال مصدر مسئول فى الأوقاف، أن الوزارة شكلت لجان من التفتيش والحوكمة للمرور على كل المديريات خاصة التى ينتشر فيها التيار السلفى مثل محافظة الجيزة والقلبوبية والبحيرة والمنوفية ونقل تقارير مجمعة عن حالة المساجد والزوايا ومدى الالتزام أو التقصير من العمال والائمة والمفتشين فى المديريات، لافتا إلى الزوايا التى تكتشف سيطرة أى عنصر سلفى عليها يتم توفير إمام وخطيب لها على الفور.