تقليص سلطات الرئيس
لم يكن موقف الرئيس مفاجئا لشعبه عندما قرر أن يبتني عقدا اجتماعيا جديدا بين السلطة والشعب وبموجب قراره الأخير أصبح من المستحيل أن ينفرد وحده بالسلطة.. في يناير الماضى انطلقت مظاهرات واجتاحت الشارع الكازاخستانى وطالبت الجماهير بلائحة من الاحتياجات السياسية والاقتصادية قال حينها الرئيس لابد من عقد اجتماعى جديد نطلقه في سبتمبر.
وعندما مر شهر سبتمبر دون تغيير تململت الجماهير ووعد الرئيس بأنه يتدارس مع فريق عمله كل الخيارات لبناء عقد اجتماعى جديد يليق بالمرحلة التي يجتازها البلد.. يوم الأحد الماضى فاجأ الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف شعبه، بإصدار مرسوم يحد من صلاحيات رئيس الجمهورية، ويضيف تعديلات على النظام الانتخابي البرلماني في البلاد.
وتعهد الرئيس بالتطبيق الفوري لهذه الإصلاحات وأضاف إلى ذلك قرارا بمنع انتساب الرئيس إلى أيا من الأحزاب كما تضمن المرسوم منع أقارب الرئيس من تولى أية مناصب سياسية وقيادية في القطاع العام.. لم يكن مرسوم الرئيس بالحد من سلطاته ومنع أقاربه من العمل السياسي والوظيفى في القطاع الحكومي هو كل الحكاية فقد سبقه تعديلات برلمانية تمنع أقارب الرئيس من شغل مناصب عليا في هياكل الدولة.
التغيير من داخل السلطة يوفر على الشعوب كثيرا من الوقت والجهد وربما يمنع التغيير الثورى الذي تعقبه دوما دوامات من الفوضى يدفع الوطن ثمنها.. وتحرك الرئيس الكازاخستانى عقب مطالبات جماهيرية يوحى بمدى قوة الرجل وإيمانه بأن الشعوب تقود التنمية اقتصاديا وسياسيا ولابد من الاستجابة لها في الوقت المناسب لدرء الخطر عنها وبناء نموذج حكم أكثر تعبيرا عن مطالب الجماهير.