رئيس التحرير
عصام كامل

خريطة التنقيب عن الآثار بالجيزة والقاهرة: المطرية وعين شمس والجمالية والفسطاط والبدرشين والهرم والصف ودهشور أعلى المناطق بحثا عن الكنز المدفون

خريطة التنقيب عن
خريطة التنقيب عن الآثار بالجيزة والقاهرة

جريمة التنقيب عن الآثار مشكلة مزمنة اعتاد عليها الراغبون في الثراء السريع، ومع أن هناك تقدمًا غير مسبوق فى وسائل الحفر والتنقيب وابتكار محترفي البحث عن الآثار طرقًا جديدة فى الهروب وتضليل الجهات الأمنية المتخصصة، لكن الدولة تقف لهم بالمرصاد، وتحصن الجهات الأمنية قدراتها بأفضل وأحدث الإمكانات المطلوبة للتعامل مع هؤلاء، بما يمكنها من التصدي لهم بكل قوة وتحبط خططهم وتنجح فى اصطياد العديد منهم وتقديمه للعدالة.

 

إحصائية خطيرة

وتكشف إحصائية وفق تحقيقات النيابة العامة أن القاهرة والجيزة تخطفان أنظار تجار ومنقبى الآثار؛ حيث توضح أن المناطق التى يكثر فيها الحفر والتنقيب عن الآثار بالقاهرة هى: المطرية والفسطاط ومصر القديمة والسيدة زينب وعين شمس والقلعة والجمالية.

 

كما توضح أن القاهرة سجلت ما يربو على ألف محاولة تنقيب وحفر عن الآثار، وتم القبض على 200 شخص أثناء تنقيبهم داخل منازلهم ومنازل آخرين عن الآثار، وأضافت الإحصائية أن محافظة الجيزة سجلت أكثر مناطق تنتشر فيها الحفر والتنقيب عن الآثار لاسيما الهرم وأبو النمرس والصف وأكتوبر والبدرشين وبين السرايات ودهشور.

 

وحسب الإحصائية هناك أكثر من 2000 محاولة تنقيب أسفرت عن ضبط 350 شخصا أثناء ممارستهم ذلك النشاط الإجرامى وتمت إحالتهم إلى النيابة العامة، وترصد فيتو بعض الحالات التى سجلتها محافظتى القاهرة والجيزة ونجحت الأجهزة الأمنية فى إحباطها.

 

مافيا.. مافيا

يقول  اللواء معز الدين السبكى  مساعد وزير الداخلية  الأسبق أن التنقيب عن الآثار سواء الفرعونية أو القبطية أو الإسلامية تتم فى سرية تامة حيث تقوم بها مجموعة من الأشخاص تربطهم علاقات قوية وقرابه مما يصعب اكتشافها وخاصة أن تجارة الآثار تدر مبالغ باهظة ولكن بجمع المعلومات وإجراء التحريات ومتابعة المسجلين والمشهور عنهم هذا النشاط يتم ضبط أماكن التنقيب، وهناك طريقة أخرى فى معرفة أماكن التنقيب عند انهيار مكان الحفر وموت العديد من المنقبين أو حدوث خلافات فيما بينهم أو إبلاغ بعض المواطنين عن أماكن الحفر.

 

وأوضح مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار تتم الآن باستيراد أحدث الأدوات ويتم دخولها على أنها معدات وأدوات الحفر آبار مياه للزراعة فى حين يتم استخدامها للتنقيب، وهناك فريق آخر يبحث عن الآثار بالخرافات والخزعبلات ويقعون ضحية للنصب بالاستعانة بالدجل والشعوذة لاعتقادهم باستخدام الجن والعفاريت لإرشادهم عن مكان الآثار ما يؤدى إلى استيلاء هؤلاء النصابين على أموالهم، مشيرا إلى أن الأشخاص الذين ينقبون على الآثار يحاولون التخفى بإعلان القيام بحفر بئر مياه أو ترميم منزل أو الحفر لوضع أساسات لبرج سكنى ويقومون بالحفر ليلا ويضعون بعض الأغطية ودائما يختارون الأماكن القريبة من المناطق الأثرية سواء داخل المنازل أو فى الصحراء.

 

معدات مستوردة

وتابع، أن معدات الحفر موجودة فى المحال والأسواق، لكن المعدات الحديثة المتطورة للحفر يتم استيرادها من الخارج لسرعتها فى الحفر وقلة الفترة الزمنية، موضحا أن من بين هؤلاء المنقبون عن الآثار من لا يتم ضبطهم ويعثرون على الآثار وفى هذه الحالة لا بد من إيجاد من يشترى من الأجانب لهوسهم وإعجابهم الشديد بها.

 

وشرح مساعد وزير الداخلية الأسبق كيف يهرب تجار الآثار المضبوطات وقال إنه يتم تهريبها عن طريق الخداع بأنها مقلدة أو عن طريق الحقائب والصناديق الدبلوماسية ويتم دفع مبالغ باهظة فى هذه الآثار، وعندما تصل معلومات لأجهزة الدولة يتم عمل التحريات للتأكد من هذه المعلومات وعند التأكد يتم اتخاذ الإجراءات القانونية المحلية والدولية وضبط المتهمين واسترداد هذه الآثار.

 

حلم الثراء السريع

من جانبه قال الخبير القانونى أشرف ناجى، إن الأجهزة المعنية فى الدولة تبذل جهدا كبيرا من أجل مكافحة جرائم التنقيب عن الآثار والتى انتشرت كثيرا فى الآونة الأخيرة لتحقيق حلم الثراء السريع عبر التنقيب عن كنوز الفراعنة المخفية فى باطن الأرض، إذ كانت عمليات التنقيب فى الماضى تحدث فى المناطق الأثرية فقط أو المناطق القريبة منها لكن فى الآونة الأخيرة يتم القبض على الكثير من المنقبين فى أماكن تبعد كثيرا عن المحيط الأثرى المعروف أو حتى القريب منه.

 

وأضاف الخبير القانونى أن أشهر المناطق التى يتم التنقيب فيها عن الآثار فى القاهرة والجيزة هى مناطق المطرية وعين شمس والدرب الأحمر والبساتين ومصر القديمة فى القاهرة ومناطق جنوب الجيزة والتى تضم البدرشين والعياط وميت رهينة وسقارة والهرم ودهشور ونزلة السمان فى الجيزة وقد ضبطت الأجهزة الأمنية الكثير من محاولات التنقيب عن الآثار فى هذه المناطق التى يقوم بها أشخاص ذوى مستوى تعليمى بسيط أو ذوى دخل بسيط والذين ينخدعون بحلم الثراء السريع، لكن فى النهاية يتم القبض عليهم وتكون نهايتهم داخل السجن ويتم ضبط الآثار وفحصها بمعرف المجلس الأعلى لحماية الآثار وتتم مصادرتها وتسجيلها ضمن كافة الآثار المصرية المسجلة بالمجلس.

 

عقوبات قانونية

وأشار الخبير القانونى إلى أن جرائم الاعتداء على الآثار المصرية القديمة تتنوع بدء من التنقيب أو الإتلاف أو السرقة أو الاتجار أو التهريب خارج البلاد، خاصة أن هوس التنقيب أدى إلى تصدع آلاف المنازل على مستوى الجمهورية من جراء عملية التنقيب عن الآثار حيث انهارت منازل على سكانها بحثا عن الكنز المدفون، هذا بالإضافة إلى وقوع الكثير من الضحايا أسفل هذا الحفر.

 

وأوضح الخبير القانونى أن قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983 المعدل برقم 91 لسنة 2018 واجه هذه الجرائم بعقوبات رادعة حيث يعاقب القانون المتورطين فى جريمة التنقيب عن الآثار بالسجن مدة لا تقل عن 5 سنوات ولا تزيد على 7 سنوات وبغرامة لا تقل عن 3000 جنيه ولا تزيد على 50 ألف جنيه لكل من سرق أثرا أو جزءا من أثر مملوك للدولة أو هدم أو أتلف عمدا أثرا أو مبنى تاريخيا أو شوهه أو غير معالمه أو فصل جزءا منه أو أجرى أعمال الحفر الأثرى دون ترخيص، أو اشترك فى ذلك.

الجريدة الرسمية