فكري يشيد بجهود المركز الدولي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر في تحقيق رؤية مصر
أشاد الدكتور محمد فكري خضر، نائب رئيس جامعة الأزهر لفرع البنات، بجهود المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية بجامعة الأزهر، في التوعية بمخاطر الزيادة السكانية، وقال فكري خلال كلمته في افتتاح الندوة التثقيفية والتي ينظمها المركز الدولي بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بالقاهرة تحت عنوان: «الشراكة مع علماء الدين من أجل تحقيق رؤية مصر في التنمية المستدامة 2030» عن عرض ومناقشة كتابي: التربية السكانية، وتنظيم الأسرة وآراء أئمة الفقه المعاصرين بكلية العلوم بنات جامعة الأزهر بالقاهرة، برئاسة الدكتورة مها غازي، عميدة الكلية، والدكتورة سامية الحسيني أبو فرحة، وكيلة الكلية لشئون التعليم والطلاب: إن هذا النشاط هو في حقيقة الأمر حلقة في سلسلة النشاط والوعي المجتمعي والريادي والتثقيفي الذي يتبناه المركز بقيادة الدكتور جمال أبو السرور، وجميع العاملين بالمركز، مشيرًا إلى أن موضوع الزيادة السكانية من الأهمية بمكان، مما يجعله يحتل الصدارة دائمًا في العقود الأخيرة؛ نظرًا لمردوده المجتمعي وأثره على التحديات التي تواجه الدولة، سواء من الناحية الاقتصادية أو التوعوية والدينية بين السكان على اختلاف طبقاتهم ومستوياتهم التعليمية والفكرية؛ إذ إنه يمس كل أسرة داخل هذا الكيان.
وأوضح فكري أن الرؤية الرئاسية للأجندة الوطنية التي أطلقت في فبراير 2016م تحت مسمى رؤية مصر 2030م ما هي إلا انعكاس للخطة الإستراتيجية طويلة المدى للدولة لتحقيق مبادئ وأهداف التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة في كل المجالات من خلال تحقيق البعد الاقتصادي والبعد الاجتماعي والبعد البيئي، وكان هذا هو الخط العريض الذي تتفرع منه أمور عدة تخدم الهدف الأسمى، ألا وهو بناء وطن قوي يكون قادرًا على مواجهة جميع التحديات الدولية والإقليمية والمحلية، من خلال مشاركة جميع الأطياف الثقافية والمجتمعية في ذلك، ومنهم علماء الدين والذين يقومون بنسق مهم في المحافظة على كيان هذه الأمة، وهذا المجتمع فدورهم لا يكون فقط داخل المساجد بالتوعية والتثقيف الديني ولكن يكون بأكثر من ذلك بالمجتمع الخارجي، لافتا أن الدين الإسلامي وكعادته كان سباقًا بما وضع من أطر ومعايير بناءه تخدم الفرد والمجتمع، وما أبرزه لنا علماء الدين من أهداف ومقاصد التشريع الإسلامي، من حفظ الكليات الشرعية الخمس والتي تتمثل في: (حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال) وهى أهداف وضعت من أكثر من أربعة عشر قرنًا من الزمان، إن نظرنا لها في حقيقة الأمر نجدها من الأهداف الرئيسة للتنمية المستدامة، فكان هذا سبقًا لديننا الحنيف الذي تصلح تعاليمه لكل زمان ومكان؛ لذا كان السعي ضروريًّا لإقامة هذه الندوات إزكاءً وتعزيزًا لتلك التعاليم.
وأضاف فكري أن الأسرة في أي مجتمع هى أولى لبنات بنائه، وتكوينها يظهر تلك الغريزة الفطرية التي خلق الله الناس عليها بحاجتهم للعيش بين أفراد وجماعات كما قال ابن خلدون: "إن الاجتماع الإنساني ضروري، فالإنسان مدني بطبعه" وبتعدد تلك الأسر وتكونها يتكون المجتمع ذاته، وبناء على تماسك تلك الأسر يظهر ترابط المجتمع فيما بين أفراده، وتظهر قوته أو ضعفه، ولأجل أن نعمل على تقوية تلك الأسر يجب علينا أن نفكر فيما يظهر قوتها وصلابتها، ومن هنا ظهرت الحاجة الماسة لحملات التوعية بمختلف محافظات الجمهورية للتوعية، واتخذت الفعاليات والإجراءات اللازمة إلى جانب التوعية؛ وإجراء الكشف الطبي بالمجان، وذلك من خلال الوحدات الثابتة والمتنقلة والمراكز الحضرية والمستشفيات العامة والمركزية ومراكز رعاية الأمومة والطفولة، وذلك ضمن مشروع برنامج دعم خدمات الصحة الإنجابية المتكاملة، فكانت تلك الجهود ولله الحمد ملموسة ومحسوسة وحققت نتائج هائلة على أرض الواقع، ومن هنا حق لكافة الجهود أن تتضافر وفي مقدمتها جهود علماء الدين لخدمة الأهداف السامية لهذه الأمة، وانطلاقًا من هذا المبدأ أثمن كامل جهودكم وأدعو الله -تعالى- أن يديم التوفيق والفلاح على جامعتنا العريقة وأزهرنا الشريف ومصرنا الحبيبة.