الجنسية والسؤال الأزلي.. لماذا بريطانيا؟!
ليس مهما أن تستقر في بريطانيا منذ العام ١٩٧٤ وليس مهما أن تستثمر ثرواتك وأموالك وهي تقدر بمئات ملايين الدولارات وليس مهما أن تتزوج بها وتنجب أبناء على أرضها يحصلون هم على الجنسية البريطانية.. وليس مهما أن تشتري فندق دور شستر الشهير ولا أحد أكبر سلسلة متاجر هناك اسمها هارودز، بلغ سعرها عند بيعها للقطريين إلى ١.٥ مليار جنيه استرليني ( ١.٧ مليار يورو) نقول ليس مهما كل ذلك لتحصل على الجنسية البريطانية.. لا المدة الطويلة ولا الزواج والإنجاب على أرضها ولا الاستثمار والتملك فيها لكي تحصل جنسيتها.. إنما علاء عبد الفتاح يحصل عليها!
هذه السطور لا علاقة لها بعلاء عبد الفتاح فالحديث عنه ربما يكون له حديث مستقل.. إنما الحديث عن بريطانيا.. والسؤال: هل تمنح الجنسيات في بلد الاستعمار الأولي طبقا للقوانين المنظمة له أم طبقا لأسباب سياسية؟! هل الجنسية في هذا البلد تمنح من وزارة الهجرة أو الخارجية أو حتى إدارة الاقامات والأجانب بوزارة الداخلية أم تمنحها أجهزة المخابرات الـ mi6 أم المكتب الخامس أم ماذا؟ وإذا كان الإجراء في حالة علاء عبد الفتاح إنسانيا فلماذا لم يتوقف عند المطالبة بالإفراج عنه بناء على طلب أسرته باعتباره طلبا إنسانيا لأسرة إنجليزية؟
أو حتى إحالة الامر من تحت الترابيزة لمنظمات حقوقية بريطانية؟! لماذا الإصرار على التعامل باعتبار علاء عبد الفتاح مواطنا بريطانيا له حقوق مواطنيها؟! هل هو التصعيد ضد بلادنا؟! وماذا سيفعل علاء عبد الفتاح إذا غادر مصر؟! هل مطلوب توظيفه ضد مصر؟ هل هناك ضمانات لعدم حدوث ذلك؟!
إهانة الجنسية المصرية يستحق الحساب.. وهدوء الأعصاب لعدم إفساد المؤتمر يستحق التقدير.. الآن نتذكر ونعيد التذكير بالسؤال الأزلي: لماذا بريطانيا؟! الكل الآن يدرك معنى السؤال.. لماذا بريطانيا؟! جاوبنا عن السؤال عشرات المرات وشرحنا قصة مؤتمر كامبل بنرمان عام ١٩٠٥ وما قرره لمنطقتنا وبلادنا وينفذ حرفيا منذئذ وحتى اليوم.. ونحتاج للكتابة عنه مجددا.. لنفهم أو لننعش الذاكرة عن: لماذا بريطانيا تحديدا؟!