رجل المحبة والتسامح والوطنية.. أزهريون يحتفلون بسبعينية البابا تواضروس الثاني
فى ذكرى ميلاده السبعين التي حلت في الرابع من نوفمبر الجاري..احتفي أزهريون بالبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، ووصفوه برجل المحبة والتسامح والتعايش والسلام، كما تطرقوا إلى طبيعة العلاقة الوطيدة التي تربطه بالإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب ووصفوها بـ"العلاقة التاريخية والاستثنائية"، وأظهروا كيف نجح فى قيادة سفينة الوطن إلى بر الأمان خلال الفترة الحرجة من عمر الوطن.
رجال الأزهر أكدوا أن بين الإمام والباب صداقة بلا ريبة، وعلاقة لا تحكمها المصالح تدرك معنى التعايش السلمي، والتى تميزت عبر السنوات الماضية بالترجمة الحقيقية لمعنى التعايش السلمى بين أبناء الوطن الواحد، حيث أدرك الرجلان خطر المهمة الملقاة على عاتقهما من خلال قيادة جناحى المجتمع المصرى المسلم والمسيحى، ونجح الطرفان معا فى وأد محاولات إشعال الفتنة الطائفية، ودشنا بيت العائلة المصرى، والذى عمل على حل العديد من المشكلات التى قد تظهر داخل أي منطقة فى محافظات الجمهورية، ما يعد تطبيقا فعليا لزيادة مساحة التعايش المشترك والسلمى بين أبناء الشعب المصرى.
غيور على وطنه
ويؤكد الدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر، ومنسق بيت العائلة المصرى، أن قداسة البابا تواضروس له مكانته لدى المصريين، وهو من المعروفين بالغيرة الشديدة على وطنه، وله إسهامات سيسجلها له التاريخ فى ذلك، مضيفًا: البابا يحفظ للأزهر الشريف مكانته وقدره، وعلى الجانب الآخر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف يعرف للكنيسة قدرها، مشيرًا إلى أن البابا تواضروس لا يفوت مناسبة خاصة بالمسلمين إلا ونجده على رأس المهتمين بتهنئة المسلمين، حيث يحرص على تبادل المحبة والهدايا مع شيخ الأزهر.
وأضاف "الأمير" فى تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن مصر فى عهد شيخ الأزهر وقداسة البابا تواضروس ضربت أروع الأمثلة فى التعايش السلمى بين أبناء الوطن الواحد، وعرفت معنى المواطنة الحقيقية، وخير مثال على ذلك حينما ألقى البابا تواضروس كلمة خلال افتتاح مسجد الفتاح العليم، ورد شيخ الأزهر على ذلك بإلقاء كلمة فى الكنسية وهذه رسالة للعالم أجمع أن مصر هى النموذج الأمثل فى تحقيق معنى المواطنة، مؤكدًا على أن البابا تواضروس يعطى المعنى الكامل للأخوة الإنسانية من خلال علاقته بفضيلة الإمام الأكبر وعلاقة الأزهر الشريف مع الكنسية المصرية.
وشدد "الأمير" على أن العلاقة بين شيخ الأزهر والبابا تواضروس صداقة حقيقية، وليست مجرد مظاهر فقط، ويتجلى ذلك من خلال تناوبه على رئاسة بيت العائلة المصرى كل ستة أشهر مع شيخ الأزهر، ويمكن القول إن شخصية فضيلة الإمام الأكبر والبابا تواضروس نجحت فى صد محاولات البعض من أجل إشعال الفتنة بين أبناء الشعب المصرى، من خلال تقوية اللحمة المصرية بين أبناء الشعب المصرى من خلال بيت العائلة المصرى.
بيت العائلة المصرية
علاقة مودة وسلام
من جانبه يرى الدكتور محمد عبد العاطى، المنسق العام السابق لبيت العائلة المصرى، أن من فضل الله تعالى على الأمة المصرية بقطبيها المسلمين والمسيحيين، أنه قيض الدكتور أحمد الطيب ليكون على رأس الأزهر الشريف، وهو رجل سلام ومودة ومحبة ويدعو إلى نبذ العنف والتطرف وجهوده كلها قائمة على هذا الأساس وينطلق من جوهر تعاليم الإسلام فى التعامل مع غير المسلمين بسماحة الإسلام وتعاليمه السمحة، مع حرص فضيلة الإمام أن تكون العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فى مصر والعالم كله هى علاقة مودة وسلام.
وأضاف "عبد العاطي" لـ"فيتو" أن العلاقة بين شيخ الأزهر والبابا تواضروس ليست مجرد لقاءات عابرة والتقاط الصور فى المناسبات فقط، بل علاقة مودة وكلها تعاون وانسجام وهذا ما لمسته خلال عملى كمنسق لبيت العائلة المصرية، حيث كانت الكنيسة المصرية حاضرة فى كافة النشاطات الأزهرية، وآخرها مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية والذي حضره الأنبا أرميا الأسقف العام، والرجل الثانى فى الكنيسة وهو رجل مثقف ومحترم، وكان بيننا تعاون قائم على أسس راسخة والسبب فى ذلك وهو وجود رجلين على رأس الكنيسة والأزهر يحملان معنى السلام والمودة والعلاقة بينهما لا تشوبها شائبة.
وثيقة الأخوة الإنسانية
وتابع: ولعل وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها شيخ الأزهر مع بابا الفاتيكان تدل على أن شيخ الأزهر يتعامل مع المسيحية بمبدأ التسامح لا الكراهية والعنف وتقوم على احترام الآخر، إذ يرفض شيخ الأزهر مصطلح الأقليات ويرى أن المسلمين والمسيحيين عنصرى الأمة وجناحا الدولة المصرية.
ويرى "عبد العاطي" أن طبيعة العلاقة بين شيخ الأزهر والبابا تواضروس نابعة من طبيعية الشخصين ومن جوهر الدينيين من خلال تطبيق تعاليم الديانتين، فالإسلام دين سلام، والمسيحية دين محبة، وهذا ما أكد عليه فى كتاب نشره مجمع البحوث الإسلامية تحت عنوان "المشتركات الدينية والإنسانية بين الإسلام والمسيحية" حيث أثبت من خلاله أن هناك مشتركات دينية بين أتباع الديانتين، وأعجب به شيخ الأزهر وكلف مجمع البحوث الإسلامية بطباعته.
وبحث منسق عام بيت العائلة المصري السابق برسالة للأنبا تواضروس بمناسبة عيد ميلاده قائلا: «كل عام ونيافتك بخير وصحة وسعادة والمصريون كلهم يحتفلون بعيد ميلادك، فكل المصريين يحتفلون بميلاده ونحن على الدرب سائرون فى إبراز روح المودة والمساحة والسلام بين المسلمين والمسيحيين، وسنكون جنودا لفضيلة الإمام الأكبر والبابا تواضروس فى لم شمل العائلة المصرية».