القصة الكاملة لفشل جمال علام في الإطاحة به.. كلاتنبرج المندوب السامي في الجبلاية
تفجرت الأوضاع داخل مجلس إدارة اتحاد الكرة على مدار الأسبوع الماضي، بسبب الإنجليزي مارك كلاتنبرج خبير التحكيم الذي أتى به حازم إمام عضو مجلس إدارة الاتحاد ليتولى مهمة تطوير منظومة التحكيم المصري، الذي عانى الكثير من الأزمات على مدى الأعوام الثلاث الماضية.
الاستعانة بالخبير الإنجليزي
فى شهر أغسطس الماضى أعلن مسئولو اتحاد الكرة نجاحهم في إتمام التعاقد مع خبير التحكيم الإنجليزي مارك كلاتنبرج ليتولى منصب رئيس لجنة تطوير التحكيم داخل الاتحاد المصرى لكرة القدم، وتولى عضو المجلس حازم إمام مهمة التفاوض وإنهاء إجراءات التعاقد مع الخواجة، وكان إمام حاضرا فى المؤتمر الصحفي لتقديم كلاتنبرج لوسائل الإعلام، وأنه جاء فى مهمة محددة، وهي العمل على تطوير منظومة التحكيم المصري والارتقاء بمستوى الحكام، بعد أن عاش التحكيم المصري سنوات عجاف، دفعت أندية الدوري الممتاز وعلى رأسها النادي الأهلي إلى المطالبة برحيل عصام عبد الفتاح وجميع أعضاء لجنته، والاستعانة بكوادر جديدة قادرة على تطوير منظومة التحكيم، خاصة فيما يتعلق بحكام تقنية الفيديو (VAR).
الضغوط الحمراء
وتحت وطأة الضغوط الحمراء على مجلس الجبلاية، اضطر المجلس إلى الرضوخ لرغبة حازم إمام بضرورة التعاقد مع خبير أجنبي ليقود ثورة التطوير داخل منظومة التحكيم المصرى، فكان التعاقد مع مارك كلاتنبرج، مقابل مرتب شهري ضخم يصل إلى 30 ألف دولار، بخلاف 10 آلاف دولار فاتورة إقامة الخواجة بأحد الفنادق الكبرى القريبة من اتحاد الكرة، والسيارة الخاصة بتنقلات الخواجة.
فى البداية، أعلن مسئولو اتحاد الكرة فى بيان رسمى، أن كلاتنبرج سيكون رئيسا للجنة التطوير، مع استمرار عصام عبد الفتاح فى منصبه كرئيس للجنة الحكام، ولكن بعد أيام قليلة خرج اتحاد الكرة نفسه ليعلن أن كلاتنبرج تم التعاقد معه ليكون رئيسا للجنة الحكام، ليخرج بعدها عصام عبد الفتاح معلنا استقالته من رئاسة لجنة الحكام، بعد إصرار على استقالة عصام عبد الفتاح ورحيله عن اتحاد الكرة.
بعد تنصيبه رسميا رئيسا للجنة الحكام، أعلن اتحاد الكرة أن كلاتنبرج سيكون متفرغا فى منصبه الجديد كرئيس للجنة الحكام، وأنه سيقيم فى مصر إقامة كاملة من أجل التركيز فى مهمته وإنجازها على أفضل وجه، ولم يكتف مسئولو اتحاد الكرة بذلك، بل أكدوا على أن العقد المبرم مع الخواجة كلاتنبرج ينص على تفرغه الكامل لعمله مع اتحاد الكرة المصرى.
السفر إلى اليونان
بعدها بأيام قليلة، تسربت أخبار من داخل اتحاد الكرة بأن كلاتنبرج غادر القاهرة متجها إلى اليونان من أجل إلقاء محاضرات نظرية وعملية على حكام الدورى اليونانى، وتبين بعد ذلك أن الرجل ما زال مرتبطا بتعاقده مع الاتحاد اليوناني لتطوير منظومة التحكيم فى اليونان، ليس هذا فحسب، بل إن الرجل يقضى أسبوعا فى مصر وآخر فى اليونان، وأن اتحاد الكرة على علم بأن الرجل مستمر فى عمله مع الاتحاد اليوناني ولم يخدع المسئولين فى الجبلاية.
بعد انفضاح الأمر، استشعر مجلس الجبلاية الحرج أمام الرأى العام فى الشارع الرياضى المصرى، لاسيما أن مجلس الجبلاية نفسه أعلن من قبل أن الرجل سيكون متفرغا ومقيما فى مصر من أجل تطوير التحكيم المصرى، وهنا بدأ الغضب يسيطر على بعض أعضاء مجلس الجبلاية، خاصة جمال علام رئيس المجلس الذى بدأ يخطط للإطاحة بكلاتنبرج، خاصة أن الرجل يتقاضى راتبا كبيرا وبالعملة الصعبة، فى ظل أزمة مالية كبيرة تمر بها خزينة اتحاد الكرة، بل إن الدولة المصرية بكاملها تواجه أزمة كبيرة فى توفير العملة الصعبة بسبب الأزمات الاقتصادية العالمية التى خلفتها أزمة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
صدمة كبيرة
وقبل بضعة أسابيع، تلقى مسئولو مجلس الجبلاية صدمة كبيرة من الخواجة كلاتنبرج، عندما أبلغهم بأنه تلقى عرضا مغريا من أحد المحطات الفضائية الأوروبية، من أجل تحليل أداء حكام مباريات كاس العالم التى تنطلق فى قطر فى يوم 20 نوفمبر الجارى، وهو ما رفضه جمال علام رئيس اتحاد الكرة ودعمه فى موقفه عضوا المجلس خالد الدرندلى واللواء حلمى مشهور.
تزايد غضب رئيس اتحاد الكرة بعدما علم أن كلاتنبرج، أنهى اتفاقه بالفعل مع المحطة الفضائية، دون الرجوع لمجلس الجبلاية، ليقرر جمال علام استغلال هذه الخطوة من جانب الخواجة للإطاحة به وفسخ التعاقد معه.
وكلف جمال علام نائبه خالد الدرندلى بالتواصل مع الحكم الدولى السابق سمير محمود عثمان ليتولى رئاسة لجنة الحكام، لتنظيم الأمور الإدارية الخاصة باللجنة، إلى جانب تعيين الحكام للمباريات فى الدوريات المحلية بمختلف درجاتها، وحصل الدرندلى بالفعل على موافقة سمير عثمان لتولى رئاسة اللجنة، وهى خطوة رأى جمال علام أنها ستكون البداية فى خطة تطفيش الخواجة ورحيله عن اتحاد الكرة.
خطأ سمير عثمان
وارتكب سمير عثمان خطأ كبيرا بتسريب خبر اتفاقه مع مسئولي اتحاد الكرة لتولي رئاسة لجنة الحكام، وانتشر الخبر فى بعض وسائل الإعلام، وهنا قام مدير لجنة الحكام بإخبار كلاتنبرج بالخبر المتداول فى وسائل الإعلام، لتشتعل ثورة غضب الخواجة، ليترك مكتبه فى التو ويتوجه إلى مكتب جمال علام فض حضور حازم إمام ومحمد بركات، وهما الثنائى الذي يتمتع بنفوذ كبير داخل مجلس الجبلاية ويدعم بقوة استمرار كلاتنبرج.
حدثت مشادة كلامية بين جمال علام وخالد الدرندلى من جهة، وحازم إمام ومحمد بركات وكلاتنبرج من جهة أخرى، وبرر رئيس الاتحاد قراره بتعيين سمير محمود عثمان رئيسا للجنة لعدم تفرغ كلاتنبرج وانهيار المنظومة الإدارية داخل لجنة الحكام، خاصة فيما يتعلق بتعيينات الحكام فى دورى القسم الثالث، ودوري الجمهورية فى مراحل الناشئين، وهنا هدد كلاتنبرج بفسخ تعاقده والحصول على كامل مستحقاته، وهنا تدخل حازم إمام لتهدئة الخواجة وتعهد له بأنه باق فى منصبه رئيسا للجنة الحكام، كما ضغط على رئيس المجلس، وطالبه بإصدار بيان على الحساب الرسمى لاتحاد الكرة، يؤكد فيه استمرار كلاتنبرج رئيسا للجنة الحكام، وأنه لا صحة لتعيين سمير عثمان رئيسا للجنة وهو ما وافق عليه جمال علام.
فترة الغياب
أما فيما يتعلق بتعاقد كلاتنبرج مع المحطة الأوروبية والغياب عن اتحاد الكرة طوال فترة بطولة كأس العالم، فقد علمت فيتو أن جمال علام رضخ لرغبة الخواجة، ولكن بعد أن تعهد الأخير بأنه سيتنازل عن راتبه خلال الفترة التي سيقضيها خارج مصر للعمل مع المحطة الفضائية التي أنهى اتفاقه معها، وكأن كلاتنبرج أصبح المندوب السامي البريطاني الجديد داخل اتحاد الكرة يفعل ما يحلو له، ضاربا عرض الحائط بمصلحة التحكيم المصري الذي جاء من أجل تطويره والارتقاء بمستواه، ووضع مصلحته الشخصية فى المقام الأول بدعم كامل من الثنائي حازم إمام ومحمد بركات.