صبا مبارك: لن أعتذر عن خلع النقاب في "بنات عبد الرحمن".. وآمال موجودة بكثرة في مجتمعنا ( حوار )
>> انتظروني رمضان المقبل في «بين السطور»
>> لا أعمل بالإنتاج من أجل التمثيل فأنا ممثلة قبل أن أكون منتجة
>> فخورة بأننى أول سينمائية أردنية تشارك بفيلم تجارى فى مصر
>> ارتديت النقاب بالقوة الجبرية فى الفيلم وعندما أصبح بيدى القرار خلعته
>> الأعمال السينمائية وليس التلفزيونية هي الرصيد الحقيقي والفعلي للفنان
>> أنا أول فنانة أردنية يطرح لها فيلم تجاري بالسينما المصرية
>> نحن العرب نستمع للهجة المصرية بكثرة وليس العكس
استقبلت شاشات دور العرض السينمائية المصرية فيلما أردنيا من طراز خاص، فهو بالكامل أردنى الصنع، بداية من المؤلف والأبطال وفريق الإنتاج، وأثار العمل المعنون بـ«بنات عبد الرحمن» ردود فعل قوية، بعد حصوله على جائزة الجمهور أثناء عرضه بمهرجان القاهرة السينمائي لإثارته عدة قضايا نسائية حساسة جدا تبرز معاناة المرأة العربية، وكيف تنظر لها المجتمعات الشرقية، وماذا تواجه من التعنت الذكورى والتميز المجتمعي.
وأخيرا أصبح يُعرض «بنات عبد الرحمن» بشكل تجارى لينافس على شباك التذاكر المصرى للمرة الأولى في تاريخ صناعة السينما الأردنية.
«فيتو» التقت بطلة ومنتجة الفيلم الفنانة صبا مبارك لتسرد لنا كواليس العمل وأسرار مشاركته بـ 5 مهرجانات عالمية، ولتطلعنا على مشروعاتها وإصداراتها الفنية الجديدة، وإلى نص الحوار:
فيلم «بنات عبد الرحمن»
- كممثلة ومنتجة فيلم «بنات عبد الرحمن» .. إلى أى مدى كانت هناك صعوبات خلال فترات التحضير وحتى خروج العمل إلى النور؟
-حقيقة..كان هناك ضغط كبير طول فترات تحضير وتصوير فيلم بنات عبد الرحمن، فتلك هى المرة الأولى التى أشارك بالإنتاج فى عمل سينمائى، وهو أمر مرهق للغاية، فقد ساهمت أكثر من مرة بإنتاج للأعمال التليفزيونية بالأردن كمسلسلي: «عبور» و»طوق الأسفلت»، ولكن للسينما وهج خاص
فدائمًا ما أقول: إن الأعمال السينمائية هي التاريخ الحقيقي والرصيد الفعلي للفنان، المسلسلات تستحق الاحترام بلا شك ولكن الأفلام هى التاريخ الذى لا يموت أبدا، لذلك عشت طول أيام التصوير في ضغط كبير؛ حتى لا يفلت مني أية تفاصيل إنتاجية أو فنية، وحاولت كثيرًا أن أركز فى عملى كممثلة أولًا ثم منتجة، وهو ما ساعدنى عليه المخرج، والمؤلف زيد أبو حمدان وشقيقتى شريكتى بالإنتاج آية وحوش.
يدور بنات عبد الرحمن حول أربع شقيقات مختلفات تضطرهن الظروف للعودة إلى منزل العائلة بعد سنوات من انعزالهن عن بعض لحل لغز اختفاء والدهن المفاجئ.
ولكن رحلة البحث السرية تكشف لهن أسرارًا جديدة، والمزيد من علامات الاستفهام.
ودوري في الفيلم، الشقيقة الثانية، “آمال”، يفرض عليها المجتمع نوعًا من الوصاية الدينية، وتحاول طوال الوقت ألا تجعل ابنتها تقع تحت وطأة ما تعانيه، فتحارب مساعي زوجها لتزويج ابنتهما القاصر. و”سماح” التي تعاني أيضًا مع زواج فاشل تستمر فيه فقط لأجل المال، في مقابل تضحيتها بإشباع رغبتها في التمتع بحياة زوجية سعيدة.
دور العرض السينمائية المصرية
وأنا فخورة جدا بأن الفيلم يُعرض فى مصر عرضا خاصا، وفخورة جدا كونى أول فنانة أردنية يتم طرح فيلم تجارى لها بدور العرض السينمائية المصرية، فهذا إنجاز كبير لبلدى ولصناعة السينما الأردنية بشكل عام
فدائمًا كان كل طموحى أن أشارك فى فيلم فنى وتجارى ناجح بالوقت ذاته، والتحدى الأكبر أن يكون ذلك النجاح بمصر، لأن الجمهور المصرى لا يستمع للعديد من اللهجات فنحن العرب من نستمع للهجة المصرية بكثرة وليس العكس، وإذا استطاع «بنات عبد الرحمن» أن يصنع العكس فسيكون هذا هو التفرد والنجاح الحقيقى للفيلم.
البطلة الرئيسية
-لكونك المنتجة.. هل أثر ذلك فى مساحة دورك لتصبحى البطلة الرئيسية؟ وماذا عن استعدادك لدور «آمال»؟
بالطبع لا، لا أسهم أو أشارك بالإنتاج فى الأعمال الفنية حتى أمثل، أنا بالفعل متواجدة بشكل كبير على الساحة الفنية سواء المصرية أو العربية، وهذا لا يقلل من احترامى لأى فنان يرغب فى إنتاج أعمال فنية لنفسه حتى يتواجد بشكل مستمر، أما أنا فلا أفعل ذلك، أنا أسهم بالإنتاج فى الأعمال التى تتسبب أفكارها فى مخاوف كبيرة من قبل الإنتاج العربى.
فالعمل الجيد يفرض نفسه ويجعل الفنان يرغب فى تجسيده وفضح أسراره أمام الجميع حتى يأخذ المُشاهد العبرة والعظة، وهو ما وجدته بالشخصيات الفنية الأربعة، فكل شخصية تستحق طرحها أمام المجتمع العربى ليعلم الجميع ما الذى تعانيه المرأة العربية اليوم
المؤلف زيد أبو حمدان
فالاستعدادات كانت مع المؤلف زيد أبو حمدان الذى عرض علىَّ جميع شخصيات الفيلم، ولكنى اخترت “آمال”، تلك الفتاة المنتقبة، لأننى لم ألعب شخصيتها من قبل، وبدأت بدراسة مجتمعها المحلى للوصول حتى أفهم السر وراء أفعالها.. فهى بنت مثل أخواتها سواء بالعمل أو أخواتها بالمجتمعات العربية، جميعهن يعاملون من آبائهن كأنهم هموم يجب التخلص منها بأسرع وقت، ليس كبنات لهن الكثير والكثير من الحقوق.
أما عن الاستعدادات، فحقيقة كانت لها كواليس خاصة بعض الشيء، فهذا الدور جعل منى شخصية “فجعانة” آكل أي شيء أمامي.
المشاهد الحساسة
-تدخين المرأة ونزع النقاب من المشاهد الحساسة داخل المجتمعات العربية، كيف واجهتِ الهجوم الجماهيري وما رأيك فى هذا الشأن؟
طبعًا كنت مستعدة للهجوم وأتوقعه، ولكن فى رأيى لا أعتقد أن السجائر أو الأزياء مادة للهجوم، فذلك الأمر متعارف عليه فى مجتمعنا الأردنى، وليس بشيء غريب مطلقًا
أما الغضب من مشهد خلع ونزع النقاب فلم يكن مهاجمة منى لأصحاب النقاب، فلا أقصد هذا.. لكنى شخصيتى فى الفيلم “آمال” توضح أنها ارتدت الحجاب والنقاب بالقوة الجبرية، وعندما أصبح بيدها القرار خلعته، هذا كل الأمر.
وبدلًا من تناول السجائر فى السر يكون فى العلن، وأنا لست من الشخصيات التى تحب افتعال الأزمات لتصبح تريند من خلال هجوم الجمهور عليها ولا يوجد لدى اعتذار كى أقدمه عن الفيلم، فأنا مؤمنة بكل تفصيله به فتلك شخصيات نراها دائمًا داخل المجتمعات العربية، فلماذا نُحب أن نكذب على أنفسنا.
مقومات العمل الفني
-من وجهة نظرك.. ما أهم مقومات العمل الفني المتماسك الناجح؟
الجودة، وأن يكون حقيقيا يتحدث عن قصص حقيقية، وليست من نسج الخيال، والأساس دائمًا الورق والفكرة ثم الوثوق فى مخرج جيد يستطيع إيصال كل هذا إلى الجمهور بشكل سلس ومُبسط، كما أنه لا بد وأن يحتوي العمل الفني على جزء ترفيهي محترم حتى لا يُصاب المشاهد بملل.
-صبا مبارك تحضر لإصدار أعمال فنية جديدة سواء بالشاشة الذهبية أو الصغيرة؟
على الشاشة الصغيرة، أيام قليلة وأبدأ تصوير مسلسل جديد يحمل اسم “بين السطور” يدور فى جو من الإثارة والدراما النفسية، والعمل مكون من 30 حلقة، ومقرر طرحه بالماراثون الرمضانى المقبل 2023، مع عدد كبير من النجوم المصريين والعرب أبرزهم: أحمد فهمى، محمد علاء، ناردين فرج، وائل فرج، ومن إنتاج شبكة قنوات MBC، للمؤلفة الكبيرة مريم نعوم، وأستطيع أن أقول إن هذا العمل سيكون من أفضل الأعمال التليفزيونية خلال الفترة المقبلة، وأنا متحمسة لردود أفعال الجمهور عليه.
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"