كادت تسبب كارثة.. لحظة انفجار عاصفة شمسية أضعاف حجم الأرض|فيديو
بثت جمعية آفاق لعلوم الفلك السعودية مقطع فيديو لكتلة من المقذوفات، التي أطلقتها الشمس، وتُعرف بالتوهج الشمسي أو العواصف الشمسية، الذي اندفع من الشمس في 3 نوفمبر الجاري، أي منذ 4 أيام، وتعادل الكتلة المندفعة من الشمس عشرات الأضعاف لحجم الأرض.
لحظة العاصفة الشمسية
يذكر أن العواصف الشمسية عندما تحدث، تدفع مليارات الأطنان من المواد الشمسية المشحونة في طريقها فجأة نحو الأرض، وبسرعة آلاف الأميال في الثانية، حيث تبدأ بانفجار ضخم على الشمس يطلق عليه "التوهج الشمسي"، ويمكن أن يكون بقوة مليارات القنابل النووية.
وفقا لموقع "لايف ساينس"، موقع إخباري للعلوم، نجد أن معظم العلماء يتفقون على أن المجال المغناطيسي للأرض والغلاف الجوي العازل يحفظاننا بشكل جيد للغاية من أقوى الانفجارات الشمسية.
التوهجات الشمسية الضارة
وأكد مركز التنبؤ بالطقس الفضائي أن بعض التوهّجات الشمسية قد تكون ضارة بالكائنات الحية، وخاصة إذا تصادف وجود بقعة شمسية مشتعلة في مواجهة الأرض، عندها تنفجر تجاهنا مباشرة، وتبعث تيارًا من الشحنات الكهربائية والمجالات المغناطيسية؛ التي يطلق عليها الانبعاث الكتلي الإكليلي "سي إم إي"، وتطلقه بسرعة تقرب من 4.8 ملايين من الكيلومترات في الساعة، وعادة تصل إلى كوكبنا خلال فترة من 15 إلى 18 ساعة.
وذكر المركز أن معظم انبعاثات الكتل الشمسية الإكليلية المقذوفة فوق الأرض تمر دون أن يشعر الناس بها، وذلك بفضل المجال المغناطيسي القوي للأرض، ويمكن للانبعاثات الكبيرة والكثيرة الأكثر نشاطًا أن تضغط على الأرض أثناء مرورها، مما يؤدي إلى ما يعرف باسم العاصفة المغناطيسية الأرضية.
وتعد العواصف المغناطيسية الأرضية اضطرابات كبيرة في الغلاف المغناطيسي للأرض، وتحدث عندما تصب الطاقة الكهرومغناطيسية من الشمس في غلاف الأرض المغناطيسي، فتصبح الذرات والجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض مشحونة كهربائيًا مما يخلق تأثيرات يمكن رؤيتها في جميع أنحاء العالم.
تسبب كارثة على الأرض
وتذكر سي أليكس يونج، المدير المساعد للعلوم في قسم الفيزياء الشمسية في مركز جودارد للطيران التابع لناسا، عبر صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أن الطاقة الناتجة عن التوهج الشمسي تتفاعل مع طبقة الأيونوسفير، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي والتي تعتبر بالغة الأهمية بالنسبة للإشارات الراديوية. وعندما تتغير هذه الطبقات بسبب ارتفاع درجة حرارتها، تسبب تدهور في الراديو العالي التردد.
والعواصف الشمسية التي تضرب وتؤثر على الأرض تجعل الطائرات تفقد الاتصال اللاسلكي، حيث يتم سحب الجسيمات المشحونة بواسطة الأقطاب المغناطيسية للأرض.
كما تؤدي التوهجات الشمسية لتعطيل إشارات الراديو المستخدمة في الملاحة والنظام العالمي لتحديد المواقع (GPS)، وتطول مدة الاضطرابات كلما زادت الطاقة المنبعثة من التوهج. والتوهج الأضعف فيستغرق بضع دقائق، أما التوهج الأقوى فقد يستغرق ساعات.
ويقول أليكس يونج إن "من الأشياء التي تقلقنا أكثر هو أن هذه التيارات الكهربائية المتكونة في الغلاف الجوي العلوي يمكن التقاطها بواسطة الموصلات الكبيرة لشبكات الطاقة لدينا، مما قد يتسبب في انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، وتعطيل قطاعات واسعة من الاتصالات والبنية التحتية."
كما يعتقد الخبراء أن العاصفة الشمسية الكبيرة يمكن أن تسبب أكثر من 20 ضعف الضرر الاقتصادي لأسوأ إعصار. وبالرغم من كون هذه الحوادث نادرة، فإنها تزايد مع اعتماد الكوكب على التكنولوجيا الرقمية والإلكترونية، ما ينذر باحتمال وقوع كارثة. لذا يأخذ خبراء الطقس الفضائي تهديد العواصف الشمسية على محمل الجد، ويراقب الخبراء الشمس عن كثب، بحثًا عن أي نشاط محتمل الخطورة.