سوزانا.. حكاية المرأة الخائنة التي هزت عرش البرازيل
في بطولة كأس العالم 1998 قدم راقصو السامبا نسخة رائعة من المونديال بقيادة الظاهرة رونالدو نازاريو، شهدت فوزهم في المجموعات على اسكتلندا 2-1 والمغرب 3-0، وخسارة جدلية بنتيجة 1-2 أمام النرويج تسببت في إقصاء أسود الأطلس.
وفي ثمن النهائي أقصى البرازيليون تشيلي بالفوز 4-1، ثم أتبعوهم بالدنمارك في ربع النهائي (3-2)، ثم هولندا في نصف النهائي (بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1)، ليضربوا موعدا مع فرنسا.
وفي الوقت الذي سجل فيه رونالدو 4 أهداف حاسمة طوال البطولة، وفي ظل توقعات بتألقه في المباراة النهائية أمام الديوك وقيادة راقصي السامبا لتحطيم أحلام أصحاب الأرض، خيب الظاهرة التوقعات بأداء دون المستوى، أسهم في إهداء فوز كبير للزرق منحهم لقبهم المونديالي الأول.
ظل أداء رونالدو في تلك المباراة أحد أكثر الألغاز التي لم يتم الكشف عن ملابساتها في تاريخ المونديال، لكن أكثر الروايات أشارت إلى أن السبب يكمن في اكتشاف الظاهرة تعرضه للخيانة من قبل صديقته سوزانا، مما تسبب في دخوله المستشفى ليلة المباراة.
وأشارت الرواية إلى أن رونالدو رأى صورا لسوزانا مع مذيع برازيلي، وهما يمرحان، مما تسبب له في صدمة نفسية.
وحين شاهدته سوزانا تغير لون وجهها، لم يقل شيئا وغادر على الفور عائدا إلى فندقه، حيث شوهد وهو يصعد مسرعا نحو غرفته وهو في حالة صعبة جدًا، ودار في تفكيره ذكرياته معها وخيانته لها، حيث تذكر تلك المشاهد التي رآها في المدرجات في إحدى المباريات حين التفت إلى مكان جلوسها فرآها تتبادل الضحكات مع المذيع البرازيلي.
اتصلت سوزانا مرارا وتكرارا برونالدو حتى ردّ عليها، حيث كانت تحاول شرح موقفها ودار بينهما شجار في الهاتف، بسبب محاولاتها المستميتة للإنكار، وظل رونالدو مترددًا حتى انفجر فى وجهها وواجهها بالحقيقة وأنه لا فائدة من الإنكار.
حاولت الفتاة الخائنة الدفاع عن نفسها قائلة لنجم السامبا: ”أنت من اهملتنى ولم تكن مهتما بي لمدة شهر، وهي تلك المدة كان فيها رونالدو في المعسكر الإعدادي للمونديال مع منتخب بلاده؛ أنا لم أخنك لقد اقتربت من “بيدرو” كصديق فقط لأني كنت وحيدة”.
مجرد عذر
أدرك رونالدو أنها كانت تعرف المذيع البرازيلي قبل ذلك بكثير، لقد كانت مسألة إهماله لها في ذلك الشهر مجرد عذر حاولت الإختفاء خلفه، إذ أنها كانت تعرفه قبل ذلك حينما التقيا في حفلة إعلامية فى ريو دى جانيرو وقد سافرا الى باريس سويا لتصوير برنامج تلفزيونى والتقيا هناك عدة مرات.
وأنهى رونالدو المكالمة سريعا وأغلق هاتفه وأجهش بالبكاء حتى نام من شدة التعب النفسي، وصباح اليوم التالي الذي يشهد المباراة المرتقبة بين فرنسا والبرازيل في نهائي كأس العالم 98، سمع روبرتو كارلوس صوتا غريبًا يشبه شخيرا عنيفا، استيقظ فإذا به يرى مشهدا مروعا، لقد كان زميله في الغرفة رونالدو يجد صعوبة في التنفس ويشارف على بلع لسانه، لم يصدق كارلوس المشهد حاول إغاثته ولكن دون جدوى فصرخ بأعلى صوته: ”رونالدو يموت !! رونالدو يموت، رونالدو يموت ولايستطيع التنفس”.
سمع إيدموندو صياح كارلوس فأسرع نحو غرفتهما، وكان أول الواصلين ثم تبعه مدرب المنتخب زاجالو الذي صاح في وجه كارلوس: ”ماذا هناك ؟” ردّ روبرتو كارلوس وهو يبكي: “رونالدو يموت ساعدوه”.
شاهد أدموندو، رونالدو مستلقيا على الأرض ولا يستطيع التنفس وكان على وشك بلع لسانه.
لكن كارلوس وأودمندو أنقذوه بأعجوبة بمساعدة طبيب المنتخب، ثم خلال لحظات تمّ نقله إلى المستشفى على جناح السرعة، في المستشفى كان الجميع مذهولا ومرعوبا الأطباء واللاعبين الذين اصطحبوه للمستشفى، روبرتو كارلوس كان مذعورا فأخبر الأطباء الفرنسيين أن رونالدو يعاني من نوبة صرع.
مخدر
اضطر الأطباء لإعطاء رونالدو دواء مخدرًا يؤثر على التركيز ويهدئ نشاط المخ وهو نفسه المخدر الذى انتحرت به الممثلة الشهيرة مارلين مونرو، اتصل مارسيلو فيريرا صديق سوزانا المقرب منذ الطفولة وأبلغها بأن رونالدو انهار بعد مكالمتهما، وذلك في محاولة منه لفهم ماذا حدث ولماذا تأثر رونالدو هكذا فلم تخبره سوزانا بشيء، لا أحد كان يعرف شيئا وقتها.
حاولت سوزانا الاتصال برونالدو ولكن دون جدوى، استيقظ رونالدو قبل المباراة بساعات قليلة ووجد أن الوقت قد فاته، زملاءه كانوا في الملعب يناقشون الخطة الجديدة في غياب رونالدو، فلا أحد كان يتوقع مشاركته، حتى دخل عليهم في غرف الملابس وتوجه إلى مدربه زجالو وتظهر عليه آثار التعب من آثار المخدر.
قال رونالدو لمدربه: “لن تحرمني من اللعب أليس كذلك ؟”، ورد عليه مدربه قائلا: ”رونالدو إنك مصاب ولن تتمكن من.... ”، وقاطعه الأسطورة قائلا: “لا تقلها، أنا اعرف نفسي إنني أشعر أنني بخير وبإمكاني اللعب، سوف ألعب يا زاجالو لا تحرمني منها”.
كان رونالدو جريحا في ذلك اليوم ولكنه أراد اللعب بأي ثمن ربما لو لم يلعب لكان قد مات من القهر.
جلست سوزانا أمام شاشة التليفزيون لتشاهد المباراة فرأت رونالدو لاعبا غريبا غير ذلك الظاهرة الذي تعرفه من قبل لقد كان شاحب الوجه تائها في الملعب ويقدم أداء باهتا، حتى الفرنسيين الذين كانو مرعوبين منه أذهلهم أداؤه الشاحب في تلك المباراة.
هنا عرفت سوزانا حجم الخيانة التي ارتكبتها وصاحت وهي تبكي: ”يا إلهي ماذا فعلت بحبيبي ؟”، ومزّقت العلم البرازيلي الذي كانت تضعه حول كتفيها، خسرت البرازيل كأس العالم، وخسرت سوزانا رونالدو للأبد في ذلك اليوم.