رئيس التحرير
عصام كامل

للشامتين‭ ‬في‭ ‬الموتى اذكروا‭ ‬محاسن‭ ‬موتاكم

مناخوليا
مناخوليا

 

لا‭ ‬لا‭ ‬خالص‭ ‬إحنا‭ ‬بنحب‭ ‬نشتمهم‭ ‬عادى‭ ‬خالص،‭ ‬هكذا‭ ‬يرد‭ ‬عليك‭ ‬أحدهم‭ ‬بكل‭ ‬برود‭ ‬وقلة‭ ‬أدب‭ ‬وبكل‭ ‬ثقة‭ ‬فى‭ ‬نفسه‭ ‬الأمارة‭ ‬بالسوء‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬حالة‭ ‬وفاة‭ ‬لأحد‭ ‬نجوم‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الذى‭ ‬أصبح‭ ‬‮ "سداح‭ ‬مداح‮"‬‭ ‬عندما‭ ‬اختلط‭ ‬حابله‭ ‬بنابله‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬‮ “‬تويتر‭ ‬وفيس‭ ‬بوك‮” ‬،‭ ‬مناخوليا‭ ‬اجتماعية‭ ‬فيسبوكية‭ ‬تويترية‭ ‬يوتيوبية‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬حاولت‭ ‬التصدى‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬حاولت‭ ‬مجرد‭ ‬التدقيق‭ ‬والتفكير‭ ‬فيها‭ ‬فسوف‭ ‬تأخذك‭ ‬إلى‭ ‬هنا‭ ‬بكل‭ ‬بساطة،‭ ‬حيث‭ ‬تصبح‭ ‬عضوا‭ ‬معنا‭ ‬فى‭ ‬عنبر‭ ‬العقلاء‭ ‬داخل‭ ‬مناخوليا‭ ‬العباسية‭ ‬وسرايتها‭ ‬الصفراء..‭

 ‬فكلما‭ ‬مات‭ ‬أحد‭ ‬رموز‭ ‬مجتمعنا‭ ‬فى‭ ‬أى‭ ‬مجال‭ ‬أدب‭ ‬أو‭ ‬فن‭ ‬أو‭ ‬سياسة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬رياضة‭ ‬وبمجرد‭ ‬نشر‭ ‬خبر‭ ‬وفاته‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،‭ ‬وإذا‭ ‬بالانقسام‭ ‬يحدث‭ ‬تدريجيا،‭ ‬وكأنه‭ ‬أصبح‭ ‬من‭ ‬سمات‭ ‬الفيس‭ ‬وتويتر‭ ‬ويقدم‭ ‬كثيرون‭ ‬التعازى‭ ‬مع‭ ‬الدعوات‭ ‬بالرحمة‭ ‬ورويدا‭ ‬رويدا‭ ‬يظهر‭ ‬من‭ ‬يقول‭ ‬عبارته‭ ‬اللولبية‭ ‬الماكرة: «له‭ ‬ما‭ ‬له‭ ‬وعليه‭ ‬ما‭ ‬عليه‮»‬،‭ ‬وهؤلاء‭ ‬هم‭ ‬الفئة‭ ‬اللى‭ ‬مش‭ ‬محددين‭ ‬اتجاههم‭ ‬أو‭ ‬مكسوفين‭ ‬أو‭ ‬محرجين‭ ‬أو‭ ‬خايفين‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬الفعل‭ ‬المعاكس.. 

‬أما‭ ‬النوع‭ ‬الثالث‭ ‬الذى‭ ‬يستعد‭ ‬قبل‭ ‬دخوله‭ ‬بالتعليقات‭ ‬المسيئة‭ ‬والسب‭ ‬واللعن‭ ‬وإلحاق‭ ‬الاتهامات‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬صحيحة‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬صحيحة‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬النوع‭ ‬اللى‭ ‬مش‭ ‬بيختشى‭ ‬ولا‭ ‬بيتكسف‭ ‬من‭ ‬بنت‭ ‬عمه‭ ‬علشان‭ ‬كدا‭ ‬تلاقيه‭ ‬بيخلف‭ ‬منها‭ ‬أجيال‭ ‬ربنا‭ ‬يكفينا‭ ‬شرهم‭ ‬ويحرمنا‭ ‬من‭ ‬القرف‭ ‬اللى‭ ‬هنشوفه‭ ‬على‭ ‬أيديهم‭ ‬عندما‭ ‬يشتد‭ ‬عودهم‭ ‬ويتوهمون‭ ‬أنهم‭ ‬أصحاب‭ ‬رأى‭ ‬مثلهم‭ ‬مثل‭ ‬اللى‭ ‬خلفوهم..

‭ ‬حدث‭ ‬هذا‭ ‬مؤخرا‭ ‬مع‭ ‬المحامى‭ ‬الشهير‭ ‬“فريد‭ ‬الديب‭ ‬رحمه‭ ‬الله،‭ ‬ومن‭ ‬بعده‭ ‬الأديب‭ ‬والروائى‭ ‬الكبير‭ ‬“بهاء‭ ‬طاهر”‭ ‬الذى‭ ‬ترحم‭ ‬عليه‭ ‬الجميع‭ ‬وتمنوا‭ ‬له‭ ‬الرحمة‭ ‬والمغفرة‭ ‬حتى‭ ‬ظهرت‭ ‬فجأة صافيناز‭ ‬كاظم‭ ‬التى‭ ‬انهالت‭ ‬على‭ ‬الرجل‭ ‬بالاتهامات‭ ‬ناكرة‭ ‬عليه‭ ‬ما‭ ‬استحقه‭ ‬من‭ ‬أوسمة‭ ‬وجوائز‭ ‬طوال‭ ‬رحلته‭ ‬الأدبية‭ ‬التى‭ ‬متعنا‭ ‬خلالها‭ ‬بأعماله،‭ ‬وعلى‭ ‬إثرها‭ ‬ظهر‭ ‬حلفاؤها‭ ‬بتعليقاتهم‭ ‬وتغريداتهم‭ ‬وبوستاتهم‭ ‬يدعمون‭ ‬رأيها‭ ‬فى‭ ‬الرجل‭ ‬الذى‭ ‬بات‭ ‬بين‭ ‬يدى‭ ‬ربه‭ ‬فى‭ ‬مشهد‭ ‬من‭ ‬المناخوليا‭ ‬الأخلاقية‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬لها‭ ‬مبررا‭ ‬سوى‭ ‬الشماتة‭ ‬فى‭ ‬الموت‭!‬

الجريدة الرسمية