خبير أثري يوضح كيف اهتم المصريين القدماء بالمحافظة على البيئة
قال أحمد عامر الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، إن المصريين القدماء لم يتركوا لنا مصطلحا يشير إلى البيئة التي نعرفها الآن، ولكن مع ذلك فقد عرفوا التعامل مع بيئة نظيفة وصحية، بل ومارسوا ذلك في حياتهم اليومية، فقد خلفوا لنا وثائق تؤكد بوضوح أنهم أدركوا معنى المحافظة على البيئة، وأهميتها بالنسبة لهم، بل وعرفوا كيف يتعاملون ويحافظون عليها نظيفة وصحية أيضا.
وأكد "عامر" أن المصريين القدماء اهتموا بأسس حماية بيئتهم بكافة العناصر من الماء والهواء والتربة، بالإضافة إلى حماية طعامهم وشرابهم وثرواتهم الطبيعية، فنجد الكثير من الأساطير تتحدث عن أهمية نهر النيل من التلوث وقدسيته، حيث كان من عقائد المصريين القدماء أنه من يقوم بتلويث نهر النيل يحرم من دخول الجنة وفق عقيدتهم، وكان ذلك بمثابة الأسس التي وضعها المصري القديم في المحافظة على بيئته، بل استطاع أيضا تحويل المخلفات مصدرا للطاقة والتدفئة، هذا وقد عرف المصري القديم مفهوم البيئة وماذا تعني الموارد الطبيعية بكل عناصرها من مياه وشمس وتربة وبحر، وكان مفهوم التنوع البيولوجي يحمل كثيرا من التفاصيل عن العديد من الطيور والحيوانات وغيرها، التى وصل احترامها وتقديرها لتصبح العديد منها آلهة.
وأوضح "عامر" إن الحضارة المصرية القديمة تعتبر أول الحضارات التي حققت مفهوم الاستدامة، من حيث إدراكها للموارد الطبيعية بكافة عناصرها من مياه وتربة وشمس وتنوع بيولوجي من نباتات وحيوانات وطيور، ونجد في الفصل رقم 125 من كتاب الموتى، الذي يشير إلى أن المصريين القدماء عرفوا الحفاظ على البيئة كأحد وسائل التقرب إلى الإله وليس فقط لتسهيل الحياة على الأرض، وبعد الوفاة يعرض المتوفى على محكمة الآلهة لتحدد مصيره الجنة أو النار.
وأشار الخبير الأثري إلى أنه عقب ذلك يعلن المصري القديم براءته من الذنوب قائلا: احترام الكائنات الأخرى وحقوقها فيقول: "لم أقتل، لم آمُر بالفحش، لم أحرم الماشية من عشبها، لم أقتنص طيورا من براري الآلهة، ولا سمكا من بحيرتها، ولم أمنع مياه الفيضان في موسمه".