"التغيرات المناخية" كابوس يهدد الإنتاج الداجني في مصر.. وارتفاع نسب النفوق وانخفاض كمية الغذاء أبرز المشكلات
تشير الإحصائيات العالمية إلى الاتجاه لزيادة استهلاك البروتين الحيواني الداجني من لحوم دواجن وبيض المائدة على حساب مصادر البروتين الحيواني الأخرى من لحوم حمراء، وأسماك، لكن هناك توقعات بتأثير التغيرات المناخية سلبيًّا على الإنتاج الداجني في العالم، مما يؤثر في الصناعة بشكل عام.
أسباب الإقبال على إنتاج الدواجن
وأكد الدكتور محمد الشافعي عضو مجلس بحوث الثروة الحيوانية والسمكية ونائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن أن الدجاج أقل استهلاكا للمياه فإنتاج الكيلو من لحم الدجاج أو بيض المائدة يحتاج إلى حوالي 20% من المياه المستهلكة لإنتاج 1 كيلو من اللحوم الحمراء، ويعتبر الدجاج أقل مصادر البروتين الحيواني تكلفة، كما أن لحوم الدواجن أقل فى نسبة الدهون مع ارتفاع نسبة البروتين بها.
ولفت نائب رئيس اتحاد منتجى الدواجن إلى أن أهم أسباب الإقبال على الإنتاج الداجني أنها سريعة النمو والدورات وبالتالي يمكن توفير كمية كبيرة من اللحوم البيضاء فى فترة وجيزة مقارنة بما يمكن توفيره من اللحوم الحمراء في نفس الفترة.
وأضاف أن الإنتاج الداجني يتميز بكثافة الأيادي العاملة لتعدد انشطتها الإنتاجية وبالتالي يمكنها استيعاب عدد كبير منها داخل انشطتها المختلفة في حدود 3 – 3.5 مليون مواطن بخلاف الأنشطة الخارجية المعاونة للنشاط الداجني والتي تستوعب أيضًا عددًا لابأس به من الايدي العاملة في حدود 0.5 – 1 مليون مواطن أي إنها مساهم رئيسي في القضاء على البطالة.
تأثير التغيرات المناخية في الثروة الداجنة
وأشار الشافعي إلى أن التغيرات المناخية أثرت بشكل كبير على الثروة الداجنة إذ أدت إلى انخفاض الفترة الزمنية اللازمة للتغذية واستغراق وقت أطول في الشرب، كما تسببت في نقص الحركة والخمول وزيادة حركة الأجنحة للتهوية، وارتفاع نسب النفوق وانخفاض كمية الغذاء المتناولة.
كما أن هناك تأثيرًا يتمثل في نقص المناعة وزيادة الإنفاق على مقاومة الأمراض ورفع كفاءة الرعاية البيطرية مما يؤثر بالزيادة على تكلفة وحدة المنتج، كما أدت التغيرات المناخية إلى انخفاض وزن جسم الطائر ونوعية اللحم المنتج، وانخفاض كمية ونوعية المنتج من بيض المائدة، وانخفاض الخصوبة في الديوك وبالتالي انخفاض نسب الفقس عن المتوقع.
حلول لمواجهة التغيرات المناخية
واستعرض الدكتور فريد إستينو عضو مجلس بحوث الثروة الحيوانية والسمكية والأستاذ المتفرغ بكلية الزراعة جامعة القاهرة بعض الحلول والتوصيات المقترحة لمواجهة التغيرات المناخية وتأثيراتها السلبية على الثروة الحيوانية والسمكية، وذلك فيما يأتي:
١. التحول السريع في الإيواء إلي النظام المغلق مع توفير القروض الميسرة اللازمة وبالقدر الكافي لتنفيذ هذا التحول من كافة البنوك لهذه المشروعات لحين بدء تشغيلها وتحقيق عائد منها حتي يمكن تغطية تكلفتها الأولية المرتفعة وسيؤدي ذلك إلى:
أ- زيادة الإنتاج وتحسن جودته
ب- خفض تكلفة وحدة المنتج
ج- تحسن ظروف الرعاية البيطرية وخفض نسب النفوق
٢. التوسع في استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية – طاقة الرياح، خاصة وان الاعتماد عليها سيزداد بعد حدوث التغيرات المناخية وهو أمر بات ضروريًا حيث لا يمكن الاستمرار في الاعتماد علي توفير الطاقة من الكهرباء والوقود المتجهة أسعارها إلى الارتفاع السريع
٣. التوسع في زراعة محاصيل الحبوب الرئيسية بالتوجه إلي المناطق الصحراوية واستخدام نظم الري الحديثة للحد من كميات المياه المستخدمة وخفض الفقد فيها.
وأضاف استينو إن استخدام التقاوي ذات الانتاجية العالية في المساحة المزروعة سيؤدي الي زيادة إنتاجية الفدان وخفض تكلفة إنتاجية الوحدة منه مع ضرورة إيجاد نظام تعاقدي قوي بين المزارعين والمنتجين لضمان توزيع كامل المنتج في ظل الظروف السياسية الحالية والتقارب الذي تم بين مصر والدول الإفريقية وإعادة هذه الدول إلى أحضان مصر مرة أخرى فيجب التوجه إلى هذه الدول والاستفادة من مياهها المتوافرة وأراضيها الخصبة الواسعة في زراعة المحاصيل العلفية اللازمة لصناعة الدواجن وتبادل المنفعة فأينما وجدت المياه علينا بالذهاب إليها للتخفيف من آثار هذه التغيرات.