ما بين حفاوة الاستقبال وخطر التشرد.. حياة اللاجئين الأوكرانيين في أوروبا
منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في الـ24 من شهر فبراير الماضي، فتحت دول أوروبا أبوابها على مصرعيها في وجه اللاجئين الأوكرانيين.
اللاجئين الأوكرانيين
وقدمت الدول الأوروبية برامج دعم ومساعدات كبيرة للاجئين القادمين من أوكرانيا، وصلت قيمتها لمليارات الدولارات، وذلك على عكس اللاجئين القادمين من دول أخرى، وجدوا ترحيبا كبيرا في أوروبا.
وبرزت قصة نجم الروك العالمي رود ستيوارت مع أسرة أوكرانية كنموذج لاستقبال الأوروبيين للاجئين القادمين من أوكرانيا.
وحظيت الأسرة الأوكرانية بمنزل مجهز بالكامل، حيث كانت هي أبرز قصص التبرع للاجئين، كونها هدية مقدمة من نجم "الروك أند رول" البريطاني المخضرم، رود ستيوارت.
نجم الروك
وقدم نجم الروك الشهير المنزل للأسرة الأوكرانية المكونة من أب وأم و5 أطفال، منزل كامل مدفوع الفواتير والايجار لمدة عام على الأقل، مقدم من مالك المنزل هو نجم "الروك أند رول" البريطاني المخضرم، رود ستيوارت.
وتعليقا على هذه الخطوة، قال السير رود ستيوارت لصحيفة "ميرور" البريطانية: "مشيت عبر الباب ونزلوا جميعا وهم يركضون على الدرج، مرتدين الزي الوطني الأوكراني بشكل جميل.. كان أمرا رائعا أنهم بذلوا جميعا هذا الجهد.. لقد صنعوا لي كوبا من الشاي وتناولنا الكثير من البسكويت والشوكولاتة، على الرغم من أن الرضيع استمر في أخذ كل ما لدي".
الاستقبال الجيد
وعلى الرغم من الاستقبال الجيد من أوروبا للاجئين الأوكرانيين، إلا أن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجهها القارة العجوز، تصعب الحياة على الأوكرانيين.
ففي بريطانيا ذكرت صحيفة "الجارديان" أن 50 ألف لاجئ أوكراني قد يتعرضون للتشرد العام المقبل، فيما ترفض الحكومة تقديم حزمة جديدة من الدعم لمواجهة "الكارثة الوشيكة".
عرضه للتشرد
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن اللاجئين الأوكرانيين في بريطانيا يواجهون خطر التشرد، حين ستنتهي مدة إقامتهم الأولية لدى المضيفين دون توفير سكن بديل لهم.
وتحذر المنظمات من أن عدم الاستجابة لأزمة اللاجئين ستؤدي إلى "زيادة كارثية في نسبة التشرد".
ووصل عشرات آلاف اللاجئين الأوكرانيين، في مارس الماضي، إلى بريطانيا بموجب "مخطط منازل"، حيث تم توزيعهم على "كفلاء" وافقوا على إيوائهم في منازلهم لمدة 6 أشهر مقابل 350 جنيها إسترلينيا في الشهر.
وقالت "الجارديان" إن نسبة كبيرة من اللاجئين لم تتمكن الحكومة من إيجاد مأوى لها، حيث تم تسجيل 1335 أسرة أوكرانية "متشردة".
وأبرز تحليل أجرته جمعية الأطفال الخيرية "بارناردو" بالتشارك مع حزب الديمقراطيين الليبراليين، أن ما بين 15 ألف و21 ألف أوكراني قد يصبحون بلا مأوى بحلول الشتاء القادم، على أن يرتفع العدد إلى أكثر من 50 ألف بحلول منتصف العام المقبل.
ويشير خبراء إلى أن "الرقم قد يكون أعلى بكثير بسبب مجموعة من العوامل، بما في ذلك فواتير الطاقة والتضخم وارتفاع أسعار الفائدة".