مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية يوصي بالتوسع في مراكز الترجمة لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن الإسلام
دعا المشاركون في المؤتمر الدولي الثاني لكلية الدعوة بعنوان “الإسلام والسلام العالمي” إلى أن يصبح مؤتمرُ الدعوة الإسلامية والسلام العالمي مؤتمرا سنويا يعقد في سائر المراكز البحثية المتخصصة في التوعية الفكرية والدراسات المعنية لمتابعة البقاء على مبدأ السلام وحمايته كما أوصى بالخروج بمبادرات مشتركة في مجال دعم السلام العالمي، والتوسع في إنشاء مراكز للترجمة بكل لغات العالم لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن سماحة الإسلام.
جاء ذلك في التوصيات التي أعلنها المؤتمر الذي استضافته قاعة الأزهر للمؤتمرات وقال الدكتور أحمد حسين عميد الكلية إن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الثاني لكلية الدعوة الإسلامية بالقاهرة (الدعوة الإسلامية والسلام العالمي تحديات الواقع وآفاق المستقبل) أقيمت بمشاركة قيادات الأزهر الشريف، والأوقاف، ودار الإفتاء، وعدد من الأساتذة والطلاب بجامعة الأزهر والجامعات الأخرى، مشيرًا إلى أن المؤتمر حظى برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور سلامة داود رئيس الجامعة والدكتور محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.
كلية الدعوة الإسلامية
ومن جانبه أوضح الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، وكيل كلية الدعوة - الأمين العام للمؤتمر، أن الإسلام منعوت بالسلام بكل أشكاله ومنطلقاته، كما اعتبر الإسلام المسالمة الفكرية أصلا من أصول قيام الحياة الآمنة التي تميز الإنسان وتفرده عن بقية منظومة الخلق بالود والوئام، وعملية السلام في الإسلام، عملية تقويمية لإدراك الإنسان، ولها مردود إيجابي ارتقائي في الحياة الاجتماعية واستقرار وأمن المجتمعات على الأساس الإنساني، ما يتواءم ومتطلبات الفرد السوي وقيم المجتمع المتحضر ومعاييره، حيث تجمع بين شرائح المجتمع مع اختلاف معتقداته وتوجهاته الفكرية في صورة متناغمة تتجسد فيها معاني السلم على أسس تكوينية سامية تحقق آلية متناسقة في تكـوين البناء للمجـتمع على أسس بنائية تعميرية، لا على توجهات هدمية تخريبية.
وتضمنت توصيات المؤتمر صياغةُ رؤية مشتركة بين المؤسسات الدينية والمراكز البحثية والأكاديمية المحلية والإقليمية تعمل على الخروج بمبادرات مشتركة في مجال دعم السلام العالمي بكل منطلقاته ووسائله وصوره وقاية وعلاجا وتأهيلًا.
تضمنت التوصيات كذلك التوسعُ في فتحِ مراكزِ لإبراز براءة الدعوة الإسلامية من التطرف النظري والعملي، لاسيما في ظل التحديات والدعاوى التي شوهت تاريخ المسلمين وسطرته بحوافرِ خيول الملاحم الزاحفة إلى بيت المرحمة الإسلامي الذي يصدح بالسلام في العالمقولا وتطبيقا، لا قولا وتعليقا.
ـ ضرورة إنشاءِ مِنصة إلكترونية مركزية جامعة تَعرض إصداراتِ المراكز البحثية المعنية بدراسات السلام العالمي كافةً،وبيانِ أن الدعوة الإسلامية نادت الوجودَ كلَّه من الذرة إلى المجرة بمنهج يتناغم مع طبيعة الحياة فيه، ليستفيد الباحثون والمتخصصون في قضايا السلام وأنساقه.
- اعتبارُالطروحاتِ العلمية التي ضمتها أعمال هذا المؤتمرِ المباركِ نقطةَ انطلاقِ نظريةٍ لتطبيقات عملية واقعية تتضمنُها مخاطباتُ الدعوة وهي لا تحصى فنحصيَها، ولا هي مما يستقصى فنختارَ بعضا من نواحيها.
- التوسعُ في إنشاء مراكزَ للترجمة بكل لغات العالم لتصحح المفاهيم المغلوطة حول سماحة الإسلام وتعملُ في الوقت ذاته على تنشيط حجمِ المواد المترجمةِ حول مبادئ التعايش بين الأديان وزيادتِها من خلال المؤسسات المعنية بهذا الشأن في البلاد المختلفة.
- تفعيلُ التحولِ الرقمِيِ في خدمة الدعوة الإسلامية إلى السلام العالمي، تعطيلا لمحاولات التشويش على سماحة الإسلام فلا زالت طلائعُ سودٌ تطبق سهوب السماء خيلا ورجلا، وكتائبُ غبراءُ ألحقت الوِهاد بالنِّجاد، ومزقت الصدور بالسخائم والأحقاد، لتلقيَ من وابلِ السحبِ الركامَ على سماحة الإسلام المظلوم، وتغلق عن الأبصار منافذَ التاريخِ عند مطالعة ما تواري من عظمة الإسلام في دعوته إلى السلام العالمي.
جامعة الأزهر
- وضعُ مناهجَ دراسيةٍ تجسدُ تصوراتٍ تنفيذيةً جاهزةً للتداولِ المعرفيِ بين العلومِ في ضوءِ الدراساتِ البينيةِ؛ وتوجيهُ ذلك في صياغةِ تصورٍ شاملٍ يُكَوّنُ عقلَ الداعيةِ، تيسيرًا لتعاملهِ مع واقعِ المستجداتِ الفكريةِ والاجتماعيةِ والعلميةِ.
- أهاب المؤتمر بالمؤسسات الوعظية والدعويةِ بضرورة بيانِ التأصيل الِجذري للسلام في شرعة الإسلام، وأنه ليس بدعةً مستحدثةً فيه ولا فكرةً مستهجنةً تجاريه، واستعراض تقاريرِ رِقابة محكمة السمع والبصر والفؤاد الضاربة في عمق الزمان والمكان، لم يسمع طنين ولا أنين ولا عويل ولا بغي من الإسلام على طول تاريخ الأنام.
ـ إنشاءُ مواقعَ إلكترونيةٍ خاصةٍ بتقديمِ شرحِ مقاصدِ الإسلامِ وغاياتهِ العظمى في تحقيق السلام العالمي، قطعًا لطريقِ من يحاولُ تشويهَهُ ممن انقضوا على تزييف الوعي حول دعوة الإسلام للسلام انقضاضَ البُزاة على طرائدها، وسارعوا إلى تحقيق مآربهم مسارعةَ العِطاش إلى مواردها، وتغطيةً لكافةِ مساحاتِ الخروجِ على النص، والتعاملِ مع القراءاتِ المغلوطةِ لمعانيهِ وتفسيراتهِ، ضمانًا لتطويرِ كفاءاتِ الدعاةِ، والإفادةِ منها في مجالِ الدعوةِ إلى اللهِ تعالى.
- الانضواءُ تحتَ مَظلّةِ الأزهرِ الشريفِ، والاصطفافُ حولَ ما يقومُ به من دورٍ فاعلٍ يهدف إلى التوصلِ لمرتكزاتِ العيشِ الإنسانيِ المشتركِ بين أنساقِ البشريةِ للاستمرارِ في دفعِ عجلةِ التناغم والانسجام والإخاء الإنساني تسنما لمعنى قوله تعالى ( (لتعارفوا).
- صياغةُ مشاريعَ خطابيةٍ منطقيةٍ وفلسفيةٍ عبرَ طروحاتٍ علميةٍ تستأنسُ بالقواسمِ السلمية المشتركةِ بين الشرائعِ السماويةِ، تعملُ على بناءِ منظومة لترسيخ مفهوم السلام، وذلك مما تُناط به كلية سيد الدنيا والآخرة؛ التاجِ المعلى للأزهر الشريف راعي السلامِ العالمي على الصعيدين المحلي والعالَمي.
ـ إنشاءُ مراكزَ تتَبّعٍ ورصدٍ لقياسِ تطورِ الوعيِ لدى الشبابِ، ووضعِ حلولٍ مناسبةٍ تعززهُ إذا انتكسَ، وتعالجُ علتَهُ إذا ارتكسَ، كذلك ترجمةِ الواردِ إلى ثقافتِنا وتحليلِه والتعاملِ معه على غِرارِ ما يقومُ به مرصدُ الأزهرِ الشريفِ.
ـ مناشدةُ الباحثين النابهين بضرورة التنقيب في تراثنا المجدِّد عن كنوز النظر المستنير الداعم لمفهوم السلام الإنساني والكوني في كافة العصور،والتأكيدِ على أن أسلافنا الأماجد لم يكونوا بمعزلٍ أبدًا عن غايات الشرع ومقاصده في ترسيخ مفهوم السلام.
- إنشاءُ لجانٍ تنفيذيةٍ متخصصة لمتابعة تنفيذ هذه التوصيات سيما التوصيةُ الأولى بجعل المؤتمر الدوري ملتقيً جامعا للمراكز البحثية العاملة في مجال دراسة سبل نشر السلام في العالم ومكافحة البغي والإرهاب؛ ضمانةً لنقل توصيات المؤتمر من حيز التنظير إلى حيز التطبيق.