رئيس التحرير
عصام كامل

تعرف على سبب تسمية سورة المرسلات

القرآن الكريم
القرآن الكريم

 تعدّ سورة المرسلات إحدى السور المكية، ويبلغ عدد آياتها خمسين، أمّا ترتيبها وفق الرسم القرآني فهي السورة السابعة والسبعين، وتسمّى بسورة العرف، وقد كان نزولها بعد سورة الهمزة وقبل سورة ق، كما أنّها تعدّ إحدى السور التي كانت سببا في مشيب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد ثبت ذلك عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: (قالَ أبو بَكْرٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ: يا رسولَ اللَّهِ قد شِبتَ، قالَ: شيَّبتني هودٌ، والواقعةُ، والمرسلاتُ، وعمَّ يتَسَاءَلُونَ، وإِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ).

 

أمّا سبب تسمية سورة المرسلات بهذا الاسم فذلك لأنّ الله -تعالى- قد افتتحها بالقَسَم بالمرسلات، والتي تعني رياح العذاب المتتابعة كتتابع شعر الفرس أو عرفه، وتجدر الإشارة إلى أنّ سورة المرسلات ترتبط بالسورة التي قبلها وفق الرسم القرآني وهي سورة الإنسان ارتباطا وثيقا يظهر من خلال أمرين:

 

 أوّلهما: ذكر الله -تعالى- في أواخر سورة الإنسان وعده للمؤمنين بالرحمة والمغفرة، ووعيده للكافرين الظالمين بالعذاب الأليم، ثمّ افتتح سورة المرسلات بالقسم على تحقيق ما وعد به المؤمنين وتوعّد به الكافرين.

 

 ثانيهما: وصف الله -تعالى- في سورة الإنسان أحوال الكافرين في الآخرة بإيجاز، بينما وصف أحوال المؤمنين بإطناب وإسهاب، أمّا في سورة المرسلات فقد وصف أحوال الكافرين بإطناب وإسهاب بينما وصف أحوال المؤمنين بإيجاز، ممّا حقق ذلك الاعتدال بين السورتين.

 

 مقاصد سورة المرسلات  احتوت سورة المرسلات على العديد من المقاصد، ومن أبرزها ما يأتي:

 

 بيان عظمة الله -تعالى- وقدرته، وأنّه سبحانه مالك لجميع خلقه يدبّر أمرهم كيفما يشاء، ويختار من يشاء من خلقه للنزول بالرحمة والآيات على من اصطفاهم من عباده لتبليغ رسالته. إنذار الكافرين وتهديدهم بما حلّ بالأمم السابقة من إبادة وهلاك لكفرهم بالله -تعالى-. الحديث عن بعض نعم الله -تعالى- على عباده. 

 

إمهال الكافرين المكذبين المجرمين حتى يتمتّعوا بالحياة الدنيا ثمّ ينتظرهم الويل والبوار في الآخرة. 

 

فضل سورة المرسلات تجدر الإشارة إلى أنّه لم ترد أحاديث صحيحة عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في فضل سورة المرسلات، وما قد ذُكر في فضلها من أحاديث ضعيفة تجدر الإشارة إليها للتأكيد على ضعفها، وهي كما يأتي:

"من قرأها كُتب له أنّه ليس من المشركين". "يا علي، من قرأها أظله الله في ظل العرش مع الصديقين والشهداء، وكتب الله له بكل آية قرأها ألف حسنة". ورغم أنّه لم يرد أحاديث صحيحة في فضل سورة المرسلات، إلّا أنّ هناك العديد من الأحاديث الصحيحة التي ثبتت في فضل قراءة القرآن الكريم بشكل عام، ومن هذه الأحاديث ما يأتي: قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-:

 (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ). قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (منْ قرأَ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ).

الجريدة الرسمية