رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم التوسل بالنبي وآل البيت والصحابة؟.. الإفتاء تجيب

الإفتاء
الإفتاء

حكم التوسل بالنبي وآل البيت.. يرغب الكثيرون في معرفة الحكم الشرعي في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم وآل البيت والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.


حكم التوسل بالنبي وآل البيت

دار الإفتاء أكدت أن التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر مشروع، جرى عليه المسلمون سلفًا وخلفًا، ولا يجوز إنكار ذلك؛ دل على ذلك ما أخرجه النسائي والترمذي وابن ماجه وغيرهم «أن أعمى أتى النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله، إني أُصِبتُ في بَصَرِي، فادعُ اللهَ لي، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «تَوَضَّأ وصَلِّ رَكعَتَين ثم قُل: اللَّهُمَّ إني أَسألُكَ وأَتَوَجَّه إليكَ بنبيكَ مُحَمَّدٍ، يا مُحَمَّدُ، إنِّي أَستَشفِعُ بكَ في رَدِّ بَصَرِي، اللهم شَفِّع النبيَّ فِيَّ، وقال: فإن كان لكَ حاجةٌ فمِثلُ ذلكَ»، فرَدَّ اللهُ تعالى بصرَه.


حكم التوسل بالنبي

ومن جانبها قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، أنه يجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته على المفتى به من قول جمهور الفقهاء المالكية والشافعية ومتأخرو الحنفية والمذهب عند الحنابلة كأن يقول اللهم إني أسألك بنبيك محمد أو بحق نبيك محمد أو بجاه نبيك محمد صلى الله عليه وسلم.

قال النووى رحمه الله: ويتوسل بِهِ فِي حَقِّ نَفْسِهِ، وَيَسْتَشْفِعُ بِهِ إلَى رَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وقال ابن الحاج رحمه الله: لأَنَّهُ الشَّافِعُ الْمُشَفَّعُ الَّذِي لا تُرَدُّ شَفَاعَتُهُ وَلا يَخِيبُ مَنْ قَصْدَهُ وَلا مَنْ نَزَلَ بِسَاحَتِهِ وَلا مَنْ اسْتَعَانَ، أَوْ اسْتَغَاثَ بِهِ... فَمَنْ تَوَسَّلَ بِهِ، أَوْ اسْتَغَاثَ بِهِ، أَوْ طَلَبَ حَوَائِجَهُ مِنْهُ فَلا يُرَدُّ وَلا يَخِيبُ لِمَا شَهِدَتْ بِهِ الْمُعَايَنَةُ، وَالآثَارُ.

ومن أدلة الجواز الكثيرة:
أنَّ رجلًا ضريرًا أتى النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ فقال: يا نبيَّ اللهِ ادعُ اللهَ أنْ يعافيَني، فقال: إنْ شئْتَ أخرْتُ ذلك فهوَ أفضلُ لآخرتِكَ، وإنْ شئْتَ دعوْتُ لكَ قال: لا بلْ ادعُ اللهَ لي، فأمرَهُ أنْ يتوضأَ وأنْ يصليَ ركعتينِ وأنْ يدعوَ بهذا الدعاءِ: اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ وأتوجَّهُ إليكَ بنبيِّكَ محمدٍ صَلَّى اللَّهُ عليْهِ وعلى آلهِ وسلَّمَ نبيِّ الرحمةِ، يا محمدُ إنِّي أتوجَّهُ بكَ إلى ربِّي في حاجَتي هذه فتَقضى، وتُشفعُني فيه وتشفعُهُ فيَّ، قال: فكان يقولُ هذا مرارًا، ثم قال بعدُ – أحسبُ أنَّ فيها: أنْ تُشفعَني فيه – قال: ففعلَ الرجلُ فبرأَ.

قال الشوكاني تعقيبا على الحديث: وفى الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ التَّوَسُّلِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَعَ اعْتِقَادِ أَنَّ الْفَاعِلَ هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وَأَنَّهُ الْمُعْطِي الْمَانِعُ مَا شَاءَ كَانَ وَمَا لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ.

وعلى هذا فيجوز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لرفع الوباء ولغيره من المهمات والحوائج.


حكم التوسل بأولياء الله والصالحين

دار الإفتاء المصرية أجابت على سؤال ما حكم، التوسل بالأنبياء والصالحين، قائلة: «التوسل: هو التقرب إلى الله عزَّ وجلَّ سواء بالأعمال الصالحة، أو بالأنبياء، أو بأولياء الله الصالحين».
وأكدت الدار، في منشور على «فيس بوك»،: «يستحب شرعًا التوسل بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبالأنبياء عليهم السلام، وبأولياء الله الصالحين، وهو مما اتفقت عليه جماهير الأمة، فالتوسل من أعظم القربات إلى الله عزَّ وجلَّ؛ يقول سبحانه: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ [الإسراء: 57]، فالذي يفهم من الآية الكريمة أنه يجوز التوسل بالأنبياء والصالحين، ولا فرق في ذلك بين أن يكون التوسل بهم في حياتهم أو بعد انتقالهم إلى الرفيق الأعلى».

فتوى الدكتور علي جمعة

ومن جانبه قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الأديان كلها من الإسلام وغيره ترى أن الروح باقية وأنها لما تخرج إلى ما بعد البرزخ تكون باقية ولها فعل فيمكن أن تدعو وتستغفر لمن في الأرض.

وأضاف جمعة، في لقاء مسجل له، أنه حينما يذهب المسلم إلى سيدنا الحسين أو السيدة زينب أو السيدة نفيسة، فهذا أمر جائز شرعا، فالسيدة زينب مثلا كانت مستجابة الدعوة وحين يسألها شخص الدعاء إلى الله كان الله يستجيب منها.

وأشار إلى أنها فكرت في مغادرة مصر بسبب كثرة التردد عليها من المواطنين بسبب هذا الأمر، منوها أنه يجوز التوسل بأولياء الله الصالحين ويعقب ذلك العمل وعدم التواكل على الدعاء فقط.

وأوضح أن ما يقوله البعض عن التوسل بأنه شرك مجرد "لخبطة" فسيدنا آدم لما خلقه الله توسل بنبينا أن يغفر الله له.
 

حكم التوسل بأولياء الله الصالحين 


قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إنه لا مانع شرعًا من قصد رياض الصالحين لزيارتهم، بل ويستحب ذلك؛ لما ورد عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم- من الحث على زيارة القبور بقوله: «إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ»، رواه أحمد.
وأضاف " جمعة" فى إجابته عن سؤال: " ما حكم زيارة الأولياء والتوسل بهم؟"، أنه لا حرج أيضًا في التوسل بهم عند جماهير أهل العلم؛ لأن التوسل في الحقيقة إنما هو بأعمالهم الصالحة.

وتابع أنه من السبب المأمور به في قوله - تعالى-: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾، [المائدة: 35]، مع اعتقاد المسلم بأنه لا خالق إلا الله، وأن الإسناد لغيره لكونه سببًا، لا لكونه خالقًا ولا باعتباره معبودًا من دون الله.

وأوضح أن زيارة الأنبياء والأولياء والتوسل بهم أمران مشروعان، أما الزيارة فهي من زيارة القبور وهي مشروعة باتفاق الأئمة؛ فهي مستحبة للرجال باتفاق كافة العلماء، وكذلك مستحبة للنساء عند الأحناف، وجائزة عند الجمهور، ولكن مع الكراهة؛ وذلك لرقة قلوبهنَّ وعدم قدرتهنَّ على الصبر.


ونوه أن دليل الاستحباب قوله - صلى الله عليه وآله وسلم-: «إِنِّي كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ فَزُورُوهَا فَإِنَّهَا تُذَكِّرُكُمُ الآخِرَةَ»، رواه أحمد.
وأفاد بأنه يستثنى من كراهة زيارة القبور للنساء عند الجمهور زيارة قبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-؛ فإنه يُندب لهنَّ زيارته، وكذا قبور الأنبياء غيره - عليهم الصلاة والسلام-؛ لعموم الأدلة في طلب زيارته - صلى الله عليه وآلـه وسلم-.
وأبان أنه إذا كانت زيارة القبور مشروعة فإن شد الرحال من أجلها مستحبٌّ أيضًا، وشد الرحال كناية عن السفر والانتقال، والسفر في نفسه ليس عبادة ولا عملًا مقصودًا لذاته في أداء العبادات، ويلزم القائل بأن شد الرحال لزيارة القبور وزيارة قبر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-.
واختتم أن العلماء ذهبوا إلى أنه يجوز شد الرحال لزيارة القبور؛ لعموم الأدلة، وخصوصًا قبور الأنبياء والصالحين، وفيما يتعلق بقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -المروي في "الصحيحين" وغيرهما-: «لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَـاجِدَ: مَسْجِدِي هَذَا، وَالمَسْجِدِ الْحَرَامِ، والمسْجِدِ الأَقْصَى»؛ فخاص بالمسـاجد؛ فلا تشد الرحال إلا لثلاثة منها، بدليل جواز شد الرحال لطلب العلم والتجارة،وقد اتفق العلماء في هذا الفهم.

الجريدة الرسمية