رئيس التحرير
عصام كامل

ما حكم الجمع بين الصلوات بسبب التأخير في العمل؟ الإفتاء تجيب

الصلاة
الصلاة

حكم الجمع بين الصلوات بسبب العمل .. يتساءل الكثيرون عن حكم الجمع بين الصلوات وخاصة صلاة العصر والمغرب بسبب التأخير في العمل؟

حكم الجمع بين الصلوات

الدكتور مجدي عاشور، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قال إن الأصل في الجمع بين الصلوات أن يكون أثناء السفر، فيجمع المسافر بين صلاتي الظهر والعصر والمغرب والعشاء.
وأضاف عاشور، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتفِ بِحَثِّنا على المواظبة على الصلاة وأدائها فقط، وإنما حثنا على أدائها في موعدها وعدم تأجيلها، فيُكره من العبد أن يؤجل صلاته بغير عذر، كما يُكره منه أن يشغله عنها شاغلٌ من أمور الحياة الدنيا.
وأوضح أنه يجب عليك أن تحاول أن لا تجمع الصلوات الخمس ليلًا فحاول أن تصلى الظهر والعصر فى وقت أحدهما ثم تجمع بين المغرب والعشاء فى وقت أحدهما فإن حاولت أن تصلى أو تجمع بين الصلوات ولم تستطع فتستغفر وتصلى ليلًا ولكن يجب أن لا يكون عادتك كل يوم، مُشيرًا الى أن الحرص على الصلاة من أهم صفات المؤمنين لقوله تعالى { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}، فعليه أن يؤدى الصلاة فى وقتها فإذا لم يستطع فعليه ان يجمعها الظهر والعصر والمغرب مع العشاء ولكن عليه أن لا يتخذ الجمع بين الصلوات عادة، فعلى العبد أن يجعل صلاته في مقدمة أعماله وأن يعطيها الأولوية على كل شيءٍ ما لم يكن هنالك عذرٌ قاهرٌ يمنعه من أدائها في وقتها.

حكم جمع الصلوات بسبب العمل

ووفقا لآراء الفقهاء فإنه لا يجوز تأخير الصلاة عن وقتها بسبب العمل، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) النور37 /-38.
فيجب تنظيم وقت العمل بما لا يتعارض مع أداء الصلاة في وقتها، والاتفاق مع الإدارة على ذلك وإيجاد الحلول المناسبة، ولو كان فيها بعض المشقة عليك، كزيادة ساعات العمل مثلًا. 

والجمع بين الصلوات ورد في الشرع  بين صلاتي الظهر والعصر وبين صلاتي المغرب والعشاء، هذا الجمع الذي وردت به الشريعة، أما الجمع بين صلاتي العصر والمغرب فلم ترد به الشريعة، ولا يصح، ولم يقل به أحد من العلماء. وعلى هذا فما وقع من الجمع بين صلاتي العصر والمغرب بعد غروب الشمس فالواجب عليك التوبة إلى الله من تأخير صلاة العصر عن وقتها، والعزم على عدم العودة إلى مثل ذلك.

وما وقع من الجمع بين صلاتي العصر والمغرب قبل دخول وقت صلاة المغرب وهو (غروب الشمس) فلتعلم أن الصلاة قبل وقتها لا تصح، فصلاتك المغرب لا تصح، وعلى هذا فعليك أن تحصي عدد المرات التي صليت فيها صلاة المغرب قبل دخول وقتها وتجتهد في معرفة العدد، وتحتاط لنفسك ودينك، فعند الشك تأخذ بالعدد الأكثر، ثم تعيد هذه الصلوات وتبادر إلى ذلك بقدر استطاعتك.

وعليك أن تسعى جاهدًا في حل هذه المشكلة والأمر لن يستغرق أكثر من عشر دقائق فيمكنك الاتفاق مع الإدارة أن تعوض هذه الدقائق قبل الدوام أو بعده، وقد لا يتصور أنك لا يمكنك الاستئذان من العمل لمدة عشر دقائق، فإنك لو أردت الذهاب إلى الحمام فإنهم لن يمنعوك من ذلك، مع أن هذا قد يستغرق هذه الدقائق أو أكثر فإن ضاقت بك السبل، ولم يمكن حل هذه المشكلة مع الإدارة فعليك أن تبحث عن عمل آخر لا يتعارض مع إقامتك للصلاة، فإن لم تجد وكنت تتضرر بترك هذا العمل فإنه يُرجى أن تكون هذه حاجة تبيح لك الجمع بين الصلوات ولا حرج عليك في ذلك إن شاء الله تعالى.
فلك أن تجمع بين صلاتي الظهر والعصر إما جمع تقديم وإما جمع تأخير، أو تجمع بين صلاتي المغرب والعشاء إما جمع تقديم وإما جمع تأخير، حسب الأيسر والأسهل لك.

وجمع التقديم أن تصلي الصلاتين المجموعتين في وقت الأولى منهما.
وجمع التأخير أن تصلي الصلاتين المجموعتين في وقت الأخرى منهما.

حكم جمع الصلوات بعذر

جمع الصلوات بعذر؛ فيؤدي الظهر مع العصر تقديمًا أو تأخيرًا، وتؤدي المغرب مع العشاء، بشرط أن ينوي ذلك قبل دخول وقت العصر أو العشاء.

الإمامان البخاري ومسلم أخرجا عن أنس - رضي الله عنه - قال: « كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا».
أخرج الإمام مسلم عن معاذ - رضي الله عنه- قال: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ- فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا».

شروط الجمع والقصر في الصلاة

- بلوغ المسافة المحددة شرعًا أو الزيادة عليها التي تقدر بحوالي (83.5) كيلومترًا.

- قصد موضع معين عند ابتداء السفر، فلا قَصْرَ ولا فِطْرَ لهائم على وجهه لا يدري أين يتوجه.

- مفارقة محل الإقامة: فيشترط في السفر الذي تتغير به الأحكام مفارقة بيوت المصر، فلا يصير مسافرًا قبل المفارقة.

- ألا يكون السفر سفر معصية، فمن كان عاصيًا بسفره -كقاطع طريق وناشزة- فلا يجوز له القصر ولا الفطر، فإن العاصي لا يعان على معصيته.

الجريدة الرسمية