شراكة استراتيجية قوية بين مصر والإمارات تزامنا مع مرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات
تنطلق اليوم فعاليات الاحتفال بمرور 50 عامًا على تأسيس العلاقات المصرية الإماراتية في احتفالية كبرى تعقدها حكومة البلدين تحت شعار مصر والإمارات قلب واحد حيث ينعقد الحفل على مدار ثلاثة أيام في الفترة من 26 إلى 28 أكتوبر الجاري تستضيفها القاهرة بحضور وزراء من حكومتي البلدين وأكثر من 1800 شخصية من كبار المسئولين ورجال الأعمال والمستثمرين والمثقفين والمبدعين والإعلاميين.
التواصل المستمر
وتعد العلاقات المصرية الإماراتية نموذجا يحتذى به في العلاقات العربية سواء من حيث قوتها ومتانتها وقيامها على أسس راسخة من التقدير والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، أو من حيث استقرارها ونموها المستمر، أو من حيث ديناميكية هذه العلاقة والتواصل المستمر بين قيادتي البلدين وكبار المسئولين فيهما.
العلاقات المصرية الإماراتية
يرجع تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية إلى ما قبل عام 1971 الذي شهد التئام شمل الإمارات السبع في دولة واحدة هي دولة الإمارات العربية المتحدة، تحت قيادة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي دعمت مصر إنشاءها وأيدت بشكل مطلق الاتحاد الذي قامت به دولة الإمارات وتعد مصر من بين أولى الدول التي اعترفت بالاتحاد الجديد فور إعلانه ودعمته دوليًا وإقليميًا كركيزة للأمن والاستقرار وإضافة قوة جديدة للعرب.
الاحترام المتبادل
وتميزت العلاقات بين مصر والإمارات بالخصوصية والاحترام المتبادل منذ نشأتها، خاصة في ظل العلاقات الأخوية الوطيدة بين حكام البلدين مما انعكس إيجابيًا على مجمل العلاقات الثنائية في مساراتها الرسمية على المستوى السياسي والاقتصادي، وفي مسارها الأهلي على المستويات الثقافية والاجتماعية والتجارية.
العمل العربي المشترك
كما يميز العلاقات السياسية بين البلدين قدرتها على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها في إطار تحكمه عدة أهداف مشتركة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية.
المجالات الاقتصادية
وأدى ازدياد قوة العلاقات الثنائية بين البلدين إلى ازدياد التعاون بينهما في جميع المجالات وخاصة المجالات الاقتصادية الأمر الذي أدى إلى ازدياد حجم الاستثمارات الإماراتية، بحيث أصبحت الإمارات من كبرى الدول المستثمرة في مصر.
المرحلة الراهنة
و تحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها.
العلاقات الإماراتية المصرية
وتشكل العلاقات الإماراتية المصرية رافعة تنموية تنشد التنمية والتطور والازدهار وتبني جسور التفاهم والحوار مع مختلف دول العالم وتعمل من أجل تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وتكامل في المواقف وانسجام في التحركات ووحدة في المصير والهدف كما شهدت فترة حكم الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارات متبادلة بين الرئيس السيسي والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
القضايا الإقليمية
الزيارات تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين فضلًا عن آخر المستجدات المتعلقة بعدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك وذلك على ضوء ما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر أخوة وطيدة.
خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية
كما جاءت الزيارات في إطار خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية وما يربط بين الدولتين من علاقات تعاون متشعبة على كل الأصعدة كما عكست تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين الجانبين خلال الفترة الماضية وحرص الدولتين على التنسيق المتواصل بشأن كيفية مواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة في المرحلة الراهنة التي تتطلب تضافر الجهود من أجل حماية الأمن القومي العربي والتصدي لمحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية وزعزعة استقرارها.
الزيارات واللقاءات المصرية الإماراتية
وتعددت الزيارات واللقاءات المصرية الإماراتية خلال السنوات الأخيرة، مما يؤكد على متانة العلاقات بين البلدين وكانت أولي تلك الزيارات فى مارس 2014 حيث قام المشير عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع والإنتاج الحربي آنذاك يرافقه عدد من كبار قادة القوات المسلحة بزيارة إلى الإمارات التقى خلالها كبار المسئولين فى دولة الإمارات وشهد المرحلة النهائية للمناورة المصرية الإماراتية زايد 1.
القمة العالمية لطاقة المستقبل
وفي يناير 2015 قام الرئيس السيسي بزيارة للإمارات للمشاركة في أعمال القمة العالمية لطاقة المستقبل استقبله خلالها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي والفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بحثا الجانبان مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وسبل تعزيز وحدة الصف العربي لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية وأهمية تضافر الجهود الدولية للقضاء على العنف والإرهاب وقد تسلم الرئيس السيسي جائزة زايد الفخرية لطاقة المستقبل من محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ورئيس وزراء حاكم دبي.
مكافحة الإرهاب
وفي أكتوبر 2015 قام الرئيس السيسي بزيارة للإمارات استقبله الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبى نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. تطرق اللقاء إلى أهمية متابعة الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وتدارك الأوضاع الأمنية في عدد من الدول العربية وبحث الجانبان عددًا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك ولاسيما فيما يتعلق بالأزمات في سوريا، وليبيا، واليمن، وسبل التعامل مع تداعياتها على الأمن العربي الجماعي.
ولي عهد أبو ظبي
وفي ديسمبر 2016 قام الرئيس السيسى بزيارة للإمارات للمشاركة فى احتفالات الدولة باليوم الوطني الخامس والأربعين حيث التقى الرئيس السيسي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات العربية المتحدة آنذاك تطرقت المباحثات إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
القضايا والأزمات الإقليمية
وفي مايو 2017 استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة آنذاك، الرئيس السيسي لدى وصوله دولة الإمارات حيث عقد الجانبان جلسة مباحثات ثنائية بحثا خلالها تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين.
وفى سبتمبر 2017 قام الرئيس السيسى بزيارة للإمارات التقى السيسى مع قيادات الإمارات بحثا الجانبان العلاقات الثنائية الوثيقة التي تجمع بين البلدين الشقيقين. فضلًا عن التشاور والتنسيق حول مختلف القضايا والأزمات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك.
شرم الشيخ
وفى أبريل 2021 تقدم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مستقبلي ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آنذاك الذي وصل إلى القاهرة في زيارة رسمية قصيرة لبضع ساعات حيث عقد الزعيمان جلسة مباحثات
وكان آخر تلك الزيارات استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي فى فبراير الماضي بمدينة شرم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة آنذاك حيث عقدا جلسة مباحثات موسعة بحضور وفدي البلدين.
ورحب الرئيس عبدالفتاح السيسي بأخيه ولي عهد أبو ظبي في بلده الثاني مصر خلال الزيارة، مؤكدًا اعتزاز مصر بالروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين وحرص مصر على الاستمرار في تعزيز التعاون الثنائي مع الإمارات في مختلف المجالات، وتكثيف وتيرة انعقاد اللقاءات الثنائية بين كبار المسئولين من البلدين بصورة دورية للتنسيق الحثيث والمتبادل تجاه التطورات المتلاحقة التي يشهدها العالم والمنطقة.
العلاقات المصرية الإماراتية
ومن جانبه أعرب الشيخ محمد بن زايد عن خالص تقديره لحفاوة الاستقبال من الرئيس، مشيدًا بما تتسم به العلاقات المصرية الإماراتية من أخوة صادقة ووثيقة، ومؤكدًا أن زيارته الحالية لمصر تأتي استمرارًا لمسيرة العلاقات التاريخية والمتميزة التي تربط البلدين حكومةً وشعبًا وما يجمعهما من مصير ومستقبل واحد، ودعمًا لأواصر التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.
دور مصر المحوري والراسخ
كما أشاد ولي عهد أبو ظبي في هذا الإطار بدور مصر المحوري والراسخ كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة وجهودها المقدرة لتعزيز العمل العربي المشترك على جميع المستويات مثمنا التطور الكبير والنوعي الذي شهدته العلاقات المصرية الإماراتية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية وغيرها، ومؤكدًا الحرص المشترك للمضي قدمًا نحو مزيد من تعميق وتطوير تلك العلاقات.
قاعدة 3 يوليو العسكرية البحرية
وتأتي قاعدة 3 يوليو العسكرية البحرية التي دشنها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا كمشروع مصري نوعي جديد بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خاصة أن مثل هذه الإنجازات الكبرى تترجم الدور المصري المهم في تثبيت دعائم الاستقرار وحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان افتتاح قاعدة "3 يوليو" العسكرية البحرية على البحر المتوسط، وتهنئته مصر، حكومة وشعبا، بهذا الإنجاز الكبير، محطة جديدة تعكس بوضوح عمق العلاقات الأخوية المتجذرة بين البلدين، كما تأتي مشاركة الإمارات في احتفالات مصر بهذا الإنجاز لتؤكد دعم الإمارات الكامل والمستمر للدولة المصرية، في مسيرتها التنموية الشاملة، ومشاريعها الحيوية انطلاقا من إيمانها المطلق بأن نجاح مصر هو نجاح لكل العرب.