بعد حبس المتهم باغتصاب أمل فتاة الدقهلية.. القصة الكاملة لقضية هزت مصر
قضت الدائرة العاشرة بمحكمة جنح النقض، اليوم الثلاثاء، قبول طعن النيابة العامة على براءة طالب متهم باغتصاب زميلته وإنجاب طفلة منها، والمعروفة إعلاميا بقضية أمل فتاة الدقهلية، وتقضي بالحبس لمدة سنة مع الشغل.
في السطور التالية ترصد فيتو تفاصيل القصة كاملة:
قضية أمل فتاة الدقهلية إنطلقت على المنصات والمواقع في عام 2020، حين قررت فتاة الدقهلية كسر حاجز خوفها والوقوف أمام العادات والتقاليد، وخرجت عن صمتها لتواجه المجتمع بفضح جريمة اغتصابها على يد شاب يدعى م ح، حين أفقدها أعز ما تملك قبل زفافها بسبعة أيام.
تفاصيل مأساوية ومفجعة سردتها أمل فتاة الدقهلية مع المواقع الصحفية والقنوات التلفزيونية، والتي تحولت حياتها إلى جحيم بسبب ما تعرضت له، حتى باتت أم لطفلة لا تعرف نسبها، ودمرتها الظروف، بعد أن تعرضت للإغتصاب على يد الشاب واكتشفت فقدانها 40% من غشاء بكارتها ثم حملها في طفلتها.
30 شهرًا عانت فيها أمل لإثبات نسب طفلتها من المتهم، وقالت أمل فتاة الدقهلية، أنها بدأت بتقدم المتهم لطلب يدها للزواج منها إلا أن أهلها رفضوا هذا الطلب، ومع مرور الوقت تمت خطبة أمل على شاب آخر، إلا أن الشاب رفض ذلك وقام بالاعتداء عليها وأرسل لخطيبها رسالة من هاتفها بعد سرقته قال فيها "عشان ما تنفعكش أنا بوظتها"، وعقب ذلك وبعد علم أهل الفتاة بحملها قام أعمامها بحجزها في القاهرة وإجبارها على الزواج من آخر لم تره من قبل ولم تشاهد المأذون الذي عقد قرانها، وبعد وضعها طفلتها التى أسمتها "جودي"، عادت لأهلها باحثة عن حقها في إثبات النسب.
وسردت أمل فتاة الدقهلية حكايتها قائلة: “م. ح” أتقدم لطلب يدي من أهلي في 2018، لكن أهلي رفضوه أكتر من مرة، وفضل يمشي ورايا في كل مكان أروحه، بشتري حاجه الاقيه، رايحة الدرس يمشي ورايا، مجرد ما أظهر في الشارع يكون هو بيراقبني وعرفت أمي باللي حصل ده، وراحت اتكلمت مع أمه وقالت لها "ابعدي ابنك عن بنتي، بنتي مخطوبة وهتجوز وكل شيء قسمة ونصيب"؟
بعد فترة وفي أحد أيام فصل الشتاء، كنت راجعة من الدرس وكانت الساعة حوالي 8 بالليل والشارع فاضي، و"م" كان ماشي ورايا وفضل ينده على وانا مردش، وفجأة وقفني ومسك إيدي وقال لي: هو أنا مش بنده عليكِ، قلت له: أنت بتكلمني ليه احنا مفيش بينا أي حاجة، قال لي: أنتِ هتتجوزي صح؟ قلت له: وأنت مالك؟ راح شدني من إيدي دخلني بيت قديم أو حاجة زي المخزن"، وأول ما دخلت جوه قلت له أنت عايز مني إيه، فضل يضربني ويوقعني على الأرض لحد ما أغمى عليَّ، وبعدها فضلت كام ساعة مش فاهمة ومش مدركة ومغمى عليَّ، ولما فوقت لقيت هدومي كلها متبهدلة وفضلت أسند بإيدي على الأرض علشان أقوم أقف، لقيت موبايل افتكرته موبايلي في الضلمة أخذته ومشيت.
واستطردت: "بعدها روحت البيت وحكيت لأمي على كل اللي حصل، ساعتها روحت عند أعمامي في القاهرة علشان نفسيتي وكنت تعبانة جدًّا، وروحت للدكتور كشف عليا فقال إني اتعرضت لفقدان 40% من غشاء بكارتي، وممكن أتجوز بس بعد فترة، وإن في نسبة 60% لسه موجودة، وبعدها أعمامي حبسوني ومشوفتش أمي وأبويا، وساعتها أعمامي جابوا واحد معرفوش ومأذون مشفتهوش وقالوا لي هنكتب كتابك على راجل علشان العار والشرف".
واستكملت أمل الفتاة الضحية روايتها قائلة: "أمي وأبويا عرفوا بالموضوع وأخذوني منهم وروحنا عملنا تحليل وكشف في المنصورة والدكتور قال إني فقدت نسبة 40% من غشاء بكارتي وممكن أتجوز بس بعد فترة، واكتشفت ساعتها إني حامل، والدكتور قال اطلعوا على مركز أجا واعملوا محضر بكل التفاصيل اللي حصلت، وفعلًا عملنا كده"، وبعدها كان في محامي معانا يعني من العيلة بس من بعيد، وقال إنه هياخد موبايل المتهم "م" علشان ده الدليل على حقي، ومتخافوش وأنا هرجع لك حقك، لكن المحامي ده بوظ القضية وتقرير الطب الشرعي مطلعش، ورجع الموبايل للمتهم وضيع حقي، وبعدها فضلت أحاول لكن المحضر اتحفظ، وكمان قضية النسب اللي حاولت أرفعها اترفضت في المحكمة".
وتابعت: "بعد سنة ونص من معاناتي، كنت بشوف كوابيس مابعرفش أخرج وأشوف الناس، ديما بحس إن في أيادي بتلمس جسمي، شوفت تهديدات في كل وقت، تهديد بقتل بنتي علشان ميكونش في قضية، وتهديد بتشويه وشي ووش أختي بمياه النار وتهديد بقتل أمي، لدرجة أن جد المتهم هددنا بأنهم هيولعوا في بيتنا ويقتلونا"، واستطردت: "قمت بنشر مقاطع فيديو على السوشيال ميديا أروي فيها مأساتي وحكايتي أنا وبنتي اللي عايزة أثبت نسبها وأطلع لها شهادة ميلاد بس، وآخذ حقي ومستقبلي اللي ضاع بالقانون، أنا سبت التعليم وأنا في أولى ثانوي عام، ومستقبلي باظ بسببه".
وأضافت الفتاة أمل: "أنا دلوقتِ واحدة عندها 21 سنة، وحاسة نفسي 80 سنة، أنا حاسة إني كبرت في سني وحياتي، أنا مش بعرف أعمل حاجة، بقيت خايفة من كل الناس ومن الدنيا ومن اللي حواليا"، مناشدة الأجهزة الأمنية "خليكم جنبي ومعايا، اثبتوا نسب بنتي، أرجوكم عاملوني زي بنتكم أو اختكم ماتضيعوش حقي".
وعقب ذلك أمر النائب العام بحجز المتهم بمواقعة «أمل» كرهًا، ومضاهاة بصمته الوراثية ببصمة الطفلة التي ادعت الشاكية نسبتها إليه، حيث كانت «وحدة الرصد والتحليل» بـ«إدارة البيان بمكتب النائب العام» قد رصدت خلال الفترة الأخيرة تداول عدة مطالبات للفتاة «أمل عبد الحميد» بإعادة التحقيق مع شخص أبلغت سلفًا خلال عام ٢٠١٨ عن تعديه عليها بمواقعتها كرهًا عنها، بعد أن توصلت إلى أدلة جديدة على الواقعة، مطالبة بتمكينها من إثبات نَسَب طفلة أنجبتها إلى المشكو في حقه بتحليل البصمة الوراثية، وذلك بعد أن حُفظت الدعوى التي شكته فيها، ورُفضت أخرى رفعتها لإثبات نسب الطفلة المذكورة إليه، وبعرض الأمر على المستشار «النائب العام» أمر بالتحقيق في الواقعة.
وتبين حفظ الجنحة التي كانت قد أبلغت المذكورة فيها عن حادث التعدي عليها خلال مارس عام ٢٠١٨؛ وذلك لاستبعاد شبهة الجناية المنسوبة إلى المتهم وقتئذٍ؛ حيث لم يثبت من تقرير مصلحة الطب الشرعي وجود أية علامات موضعية بالشاكية تشير إلى حدوث عُنف معها، بينما تبيَّن أنها ثيب -وليست بكرًا- منذ فترة تعذر تحديدها، وكذا لم تتوصل تحريات الشرطة وقتئذ لحقيقة الواقعة.
وفي شهر يونيو الماضي، حررت الشاكية محضرًا آخر - بعد تداول عدة مقاطع لها بمواقع التواصل الاجتماعي- أبلغت فيه عن توصلها لشاهد على الحادث الذي تعرضت له، طلبت سماع شهادته وضبط المتهم المتعدي عليها، وإجراء مضاهاة البصمة الوراثية المأخوذة من ابنتها ببصمته الوراثية لإثبات نسبها إليها كدليل على الواقعة، خاصة بعد أن رُفضت دعوى رفعتها لإثبات نسبها إليه، وعليه استمعت «النيابة العامة» إليها وإلى شاهد الواقعة الذي أكد أن المتهم أخبره بمواقعة الشاكية، وأن الطفلة التي أنجبتها هي ابنته، فأمر النائب العام بضبط المتهم واستجوابه ومضاهاة بصمته الوراثية ببصمة الطفلة.
وتمكنت الشرطة نفاذًا لأمر «النيابة العامة» من ضبط المتهم، وأمرت النيابة العامة عقب استجوابه بحجزه وعرضه على «مصلحة الطب الشرعي» لأخذ عينة من بصمته الوراثية ومضاهاتها ببصمة الطفلة التي أنجبتها الشاكية.