رئيس التحرير
عصام كامل

قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬لـ"فيتو"‮: ‬نعمل‭ ‬على‭ ‬حفظ‭ ‬مقدرات‭ ‬الوطن‭ ‬ومياهه‭ ‬الإقليمية‭ ‬وتأمين‭ ‬حقل‭ ‬ظهر‭ ‬وعبور‭ ‬السفن‭ ‬بقناة‭ ‬السويس

 ‬الفريق‭ ‬أشرف‭
‬الفريق‭ ‬أشرف‭ ‬عطوة‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المصرية

تشهد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬عملية‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬مستمرة،‭ ‬والتى‭ ‬تأتي‭ ‬تنفيذا‭ ‬لتوجيهات‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬التى‭ ‬تولى‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬بتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬القدرات‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مواجهة‭ ‬كافة‭ ‬التهديدات‭ ‬التى‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭ ‬مع‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬السلاح‭ ‬وتوطين‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتعتبر‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬لما‭ ‬شهدته‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬فى‭ ‬كافة‭ ‬إمكاناتها‭ ‬وقدراتها‭ ‬القتالية‭ ‬والدفاعية‭ ‬المختلفة‭.‬


وفى‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬أكد‭ ‬الفريق‭ ‬أشرف‭ ‬عطوة‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المصرية،‭ ‬أن‭ ‬القيادة‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬تحرص‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬طفرة‭ ‬علمية‭ ‬وتكنولوجية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬العلمى‭ ‬والعلوم‭ ‬البحرية‭ ‬لتظل‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬دائمًا‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬المهام‭ ‬الموكلة‭ ‬إليها‭ ‬بكفاءة‭ ‬واقتدار،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬تمتلك‭ ‬ثلاث‭ ‬قلاع‭ ‬صناعية‭ ‬تتمثل‭ ‬فى‭ : ‬ترسانة‭ ‬إصلاح‭ ‬السفن‭ ‬بالقوات‭ ‬البحرية،‭ ‬الشركة‭ ‬المصرية‭ ‬لإصلاح‭ ‬وبناء‭ ‬السفن،‭ ‬شركة‭ ‬ترسانة‭ ‬الإسكندرية‭.‬


منظومة‭ ‬متكاملة

وأضاف‭ ‬خلال‭ ‬لقائه‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬برأس‭ ‬التين‭ ‬بالإسكندرية،‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالذكرى‭ ‬الـ55‭ ‬لعيد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬المصرية،‭ ‬أن‭ ‬العمل‭ ‬يتم‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬متكاملة‭ ‬لها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التأمين‭ ‬الفنى‭ ‬وصيانة‭ ‬وإصلاح‭ ‬الوحدات‭ ‬البحرية‭ ‬المصرية،‭ ‬كما‭ ‬أصبحت‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬التصنيع‭ ‬بعد‭ ‬تطويرها‭ ‬وفقًا‭ ‬لأحدث‭ ‬المواصفات‭ ‬القياسية‭ ‬العالمية‭ ‬بدعم‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬العامة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة،‭ ‬قائلًا‭: ‬‮«‬قطعنا‭ ‬شوطًا‭ ‬طويلًا‭ ‬بالفعل‭ ‬فى‭ ‬تصنيع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬لنشات‭ ‬تأمين‭ ‬الموانئ‭ ‬ولنشات‭ ‬الإرشاد‭ ‬والقاطرات،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬الشقيقة‭ ‬والصديقة‭ ‬فى‭ ‬مجال‭ ‬التصنيع‭ ‬المشترك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاركتهم‭ ‬بنقل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬إلينا،‭ ‬حيث‭ ‬يجرى‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬مشروع‭ ‬الفرقاطات‭ ‬طراز‭ (‬Meko-A200‭) ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجانب‭ ‬الألمانى،‭ ‬وتتم‭ ‬الصناعة‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬القلاع‭ ‬بسواعد‭ ‬وعقول‭ ‬مصرية‭ ‬مدربة‭ ‬ومؤهلة‭.‬


وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالفرقاطة‭ (‬MEKO-A200‭) ‬التى‭ ‬تم‭ ‬بناؤها‭ ‬بشركة‭ (‬TKMS‭) ‬بترسانة‭ (‬SBN‭) ‬الألمانية،‭ ‬أكد‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬الدعم‭ ‬من‭ ‬القيادة‭ ‬السياسية‭ ‬المتمثلة‭ ‬فى‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسى،‭ ‬وتم‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬فرقاطات‭ ‬من‭ ‬طراز‭ (‬MEKO–A200‭)‬،‭ ‬ حيث‭ ‬يتم‭ ‬تصنيع‭ ‬ثلاث‭ ‬فرقاطات‭ ‬فى‭ ‬ألمانيا،‭ ‬والأخيرة‭ ‬سيتم‭ ‬تصنيعُها‭ ‬فى‭ ‬شركة‭ ‬ترسانة‭ ‬الإسكندرية‭ ‬وبالفعل‭ ‬تم‭ ‬رفع‭ ‬العلم‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬الفرقاطة‭ ‬طراز‭ (‬MEKO-A200‭) ‬منذ‭ ‬أيام‭.‬
وتمتاز‭ ‬الفرقاطة‭ ‬متعددة‭ ‬المهام‭ ‬الجديدة‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬الإبحار‭ ‬لمسافة‭ (‬6800‭) ‬ميل‭ ‬بحرى،‭ ‬وتصل‭ ‬سرعتها‭ ‬القصوى‭ ‬إلى‭ (‬28‭) ‬عقدة،‭ ‬ويبلغ‭ ‬طولها‭ ‬الكلى‭ (‬121.6‭) ‬متر.

 ‬وتصل‭ ‬إزاحتها‭ ‬إلى‭ (‬3931‭) ‬طنا،‭ ‬كما‭ ‬تتمتع‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬الخصائص‭ ‬التقنية‭ ‬ومنظومات‭ ‬التسليح‭ ‬الحديثة‭ ‬التى‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬تنفيذ‭ ‬جميع‭ ‬المهام‭ ‬القتالية‭ ‬بالبحر‭ ‬وقت‭ ‬السلم‭ ‬والحرب،‭ ‬وكذا‭ ‬مكافحة‭ ‬التهديدات‭ ‬المختلفة‭ ‬البحرية‭ (‬سطحية‭ ‬–‭ ‬جوية‭ ‬–‭ ‬تحت‭ ‬السطح‭)‬،‭ ‬ومكافحة‭ ‬عمليات‭ ‬التهريب‭ ‬والهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬وتأمين‭ ‬مصادر‭ ‬الثروات‭ ‬الطبيعية‭ ‬المختلفة‭ ‬للدولة‭ ‬بالبحر،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬بمنزلة‭ ‬إضافة‭ ‬تكنولوجية‭ ‬هائلة‭ ‬لإمكانات‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬ودعم‭ ‬قدرتها‭ ‬على‭ ‬حماية‭ ‬الأمن‭ ‬القومى‭ ‬المصرى‭.‬


كما‭ ‬تمتاز‭ ‬الفرقاطة ‭"‬العزيز‭ "‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬خطوط‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬الحليفة‭ ‬مع‭ ‬تأمين‭ ‬السفن‭ ‬التجارية‭ ‬المارة‭ ‬بها،‭ ‬وتنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬الدعم‭ ‬الإنسانى‭ ‬بالمناطق‭ ‬المنكوبة،‭ ‬هذا‭ ‬وقد‭ ‬تم‭ ‬إعداد‭ ‬وتأهيل‭ ‬الأطقم‭ ‬التخصصية‭ ‬والفنية‭ ‬العاملة‭ ‬على‭ ‬الوحدة‭ ‬الجديدة‭ ‬فى‭ ‬توقيت‭ ‬قياسى،‭ ‬وفقًا‭ ‬لبرنامج‭ ‬متزامن‭ ‬تم‭ ‬تنفيذه‭ ‬على‭ ‬مرحلتين‭ ‬بمصر‭ ‬وألمانيا‭.‬


إستراتيجية‭ ‬التطوير

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬حرص‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬إستراتيجية‭ ‬شاملة‭ ‬لتطوير‭ ‬وتحديث‭ ‬الأسطول‭ ‬البحرى‭ ‬المصـرى‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬عمل‭ ‬القوات‭ ‬البحرية،‭ ‬ودعم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬والمخاطر‭ ‬الحالية‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬الوحدة‭ ‬الجديدة‭ ‬تعد‭ ‬الأكثر‭ ‬تطورًا‭ ‬فى‭ ‬السلاح‭ ‬البحرى‭ ‬المصـرى‭ ‬لتعزيز‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬البحرى‭ ‬وحماية‭ ‬الحدود‭ ‬والمصالح‭ ‬الاقتصادية‭ ‬فى‭ ‬البحرين‭ ‬الأحمر‭ ‬والمتوسط،‭ ‬للوصول‭ ‬إلى‭ ‬قوة‭ ‬ردع‭ ‬توفر‭ ‬حرية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬الآمنة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬التى‭ ‬تشهدها‭ ‬المنطقة‭.‬


وأوضح‭ ‬الفريق‭ ‬أشرف‭ ‬عطوة‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬تقوم‭ ‬بمهامها‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه،‭ ‬وتتمثل‭ ‬تلك‭ ‬المهام‭ ‬فى‭ ‬حفظ‭ ‬مقدرات‭ ‬الوطن‭ ‬وحماية‭ ‬مياهه‭ ‬الإقليمية،‭ ‬مثل‭ ‬تأمين‭ ‬حقل‭ ‬ظهر،‭ ‬وتأمين‭ ‬عبور‭ ‬السفن‭ ‬بقناة‭ ‬السويس،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬دورها‭ ‬الهام‭ ‬فى‭ ‬اقتلاع‭ ‬جذور‭ ‬الإرهاب‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬التكفيريين‭ ‬بشمال‭ ‬سيناء،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬هناك‭ ‬تعاونا‭ ‬دائما‭ ‬مع‭ ‬الأفرع‭ ‬الرئيسية‭ ‬والتشكيلات‭ ‬التعبوية‭ ‬للقيام‭ ‬بتأمين‭ ‬الأهداف‭ ‬الإستراتيجية‭/ ‬التعبوية‭/ ‬التكتيكية‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الاتجاهات‭ ‬والمحاور‭ ‬المختلفة،‭ ‬كما‭ ‬نقوم‭ ‬بأداء‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬العملية‭ ‬الشاملة‭ ‬بسيناء‭.‬


وقال‭:‬‮‬ إن‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬قامت‭ ‬بالتعاون‭ ‬الكامل‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬المعنية‭ ‬بالدولة‭ ‬وقوات‭ ‬حرس‭ ‬الحدود‭ ‬والمخابرات‭ ‬الحربية‭ ‬بتوجيه‭ ‬ضربات‭ ‬حاسمة‭ ‬للقائمين‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية‭ ‬ونجحت‭ ‬المجهودات‭ ‬فى‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلنصات،‭ ‬وإحباط‭ ‬محاولة‭ ‬تهريب‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأفراد‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا.

 ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تم‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬العائمات‭ ‬التى‭ ‬تقوم‭ ‬بأعمال‭ ‬تهريب‭ “‬مخدرات‭/ ‬سلاح‭/ ‬بضائع‭ ‬غير‭ ‬خالصة‭ ‬الجمارك‭‬”‭ ‬ويتم‭ ‬تسليم‭ ‬المقبوض‭ ‬عليهم‭ ‬إلى‭ ‬جهات‭ ‬الاختصاص‭ ‬لاتخاذ‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية‭ ‬حيالهم،‭ ‬وهى‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬عزم‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬والضرب‭ ‬بيد‭ ‬من‭ ‬حديد‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬تسول‭ ‬له‭ ‬نفسه‭ ‬المساس‭ ‬بمقدرات‭ ‬هذا‭ ‬الشعب‭ ‬حيث‭ ‬برزت‭ ‬جهود‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬تعظيم‭ ‬الدور‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬البحرى‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬ومجهودات‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬مكافحة‭ ‬الهجرة‭ ‬غير‭ ‬الشرعية،‭ ‬والذى‭ ‬أدى‭ ‬بدوره‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أي‭ ‬محاولة‭ ‬هجرة‭ ‬غير‭ ‬شرعية‭ ‬ناجحة‭ ‬من‭ ‬سواحلنا،‭ ‬اعتبارا‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬‮٢٠١٦‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أشادت‭ ‬به‭ ‬دول‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬والذى‭ ‬انعكس‭ ‬بدوره‭ ‬على‭ ‬حجم‭ ‬التعاون‭ ‬الدولى‭ ‬معهم‭.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…

الجريدة الرسمية