شيخ الأزهر يمنع الأذان!
وعلى صفحات الفيس بوك ترى عجبا، أحدهم يقول إنه لن يترك رابعة العدوية حتى ينال من شيخ الأزهر.. ولماذا شيخ الأزهر؟.. لأنه حسبما قالوا له "إن شيخ الأزهر منع الأذان".. هكذا قالوا له وهكذا كان الرجل صامدا دفاعا عن دين الله، كثيرون مثل هذا الرجل صامدون في رابعة العدوية دفاعا عن دين الله وعن رئيس مسلم مصل حاربته كل قوى الشر المستطير..
هكذا يقولون على المنصة والبسطاء الذين يتحركون بعاطفة الدين يفقدون العقل أحيانا، لم يقل لهم أحد إن من يعتلون المنصة يحاربون جيش مصر في سيناء ولم يقل لهم أحد إن الشعب الذي اختار محمد مرسي هو ذاته الذي خلعه، ولم يقل لهم أحد إن الجيش الذي وقف بجوار الإرادة الشعبية في ٢٥ يناير حتى قال الإخوان قولتهم "الجيش والشعب إيد واحدة"، هو ذاته الجيش الذي وقف بجوار الإرادة الشعبية في ٣٠ يونيو، ولم يقل لهم أحد إن الشعب خلع الرئيس لأنه كذب عليهم وحنث بعهده معهم وخان الأمانة عندما سرب الإرهابيين إلى أراضيهم في سيناء.
ولم يتطرق أحد في الحديث معهم إلى أن محمد مرسي وجماعته مارسوا التضليل على الأمة واحتفلوا في السادس من أكتوبر بنصر أكتوبر مع قتلة الرئيس الشهيد محمد أنور السادات، ولم يذكرهم أحد بأن مرسي وجماعته سلموا البلاد للتبعية الأمريكية ولم يقل لهم أحد إن خيرت الشاطر ومحمد بديع كانا يلتقيان القيادات الأمريكية الداعمة للكيان الصهيوني في "عز الضهر" وإن خيرت ومرسي وبديع أدمنوا الحج للبيت الأبيض وأنهم قدموا مصالحهم الخاصة على مصلحة الوطن، لدرجة أن نتنياهو قال على الهواء مباشرة إنه يدعم عودة محمد مرسي وإن الإدارة الأمريكية طار من أعينها النوم لأن الشعب المصري العظيم أسقط مؤامرتهم الدنيئة مع الإخوان وإنه رفض التبعية واختار التضيحة بالمعونة لو كانت طريقهم للاستعلاء علينا وسبيلهم للسيطرة على مقدرات وحرية هذا الشعب.
لم يقل لهم أحد إن محمد مرسي أول من أطلق شرارة العنف في خطاب رسمى، وأول من استقوى بالخارج وسهل لإرهابيي حماس الدخول والخروج كلما شاءوا دون أن تأخذه بوطنه رحمة ولا شفقة.
وفي عهده المصون، أصبح للقاعدة علم يرفع في قاهرة الاعتدال والسماحة، وأصبح للإرهابيين جيش يسيطر على جبل الحلال، وفى عهد الرئيس المصلي المؤمن قتل الابن أمه وطعن أباه، لأنهما رفضا الخروج معه إلى رابعة العدوية، وفي عهد الرئيس المؤمن وقف صفوت حجازي يدفع الشباب للانتحار ضد الجيش المصري المجاهد، وفي حضرته اجتمع كل الإرهابيين في قصور الرئاسة وجعل من هؤلاء حاشيته وحراسه، وفى عهد الرئيس المؤمن ظهر المرشد تحت حراسة أجانب، وفى عصره دخلت الأسلحة إلى البلاد وكأنها قطع حلوى يتسلى بها أتباعه.
وإذا كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حرم الدم واعتبره أقدس من الكعبة المشرفة فإن فضيلته رأى في قتل المسلمين فريضة.
إن هؤلاء البسطاء في رابعة العدوية قلوب مخلصة ولكنها عمياء لا ترى إلا دعاية فاشية هزمت دعاية النازية أيام هتلر، ويجب علينا حمايتهم من نار الفكر الهدام وإنقاذهم من سعير الفتنة الرهيبة.
هذا المواطن البسيط، الذي حمل كفنه في رابعة العدوية ضد شيخ الأزهر الذي أوهموه أنه منع الأذان ضحية الجهل والتضليل والتلاعب، ليس مجرما ولكنه ضحية المحتمين به كدروع بشرية لن تستمر طويلا لأن الحق أحق أن يتبع.