الوسيط الأنسب للحرب الأوكرانية.. الشرق الأوسط والتغيرات الجيوسياسية الجديدة
تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في تغيرات جيوسياسية عالمية، ظهر فيها دور خاص لدول الشرق الأوسط، التي تنتهج الحياد بين القوى العظمى.
المجلس الروسي
ومن جانبه كشف المجلس الروسي للشؤون الدولية، أن دول الشرق الأوسط، يمكن أن تكون الأنسب للقيام بدور الوسيط مستقبلا، لحل الأزمة بين روسيا ودول الغرب على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وقال المجلس الروسي في التقرير الصادر عنه: "إن الشكل الحالي للعلاقات الدولية في العالم، دخل مرحلة جديدة من إعادة التشكيل، وهو أمر يمكن أن يستغرق سنوات، خاصة أن الشرق الأوسط يمثل إلى حد كبير بداية للتغيرات في العالم، حيث بدأ مرحلة إعادة الهيكلة منذ 10 سنوات تقريبا، وسط توقعات بتغييرات عالمية في النظام الدولي".
وأضاف المجلس الروسي في تقريره الذي يسلط الضوء على دور الشرق الأوسط:" أن هذه المنطقة تعلم جيدًا ثمن التغييرات الحالية، وتسعى بشدة لاستخدام الدبلوماسية والوساطة والنهج الواقعي في التخفيف من حدة الأزمات، ومن بينها الصراع في أوكرانيا".
مبادرات بواسطة شرق أوسطية
ونوه تقرير المجلس الروسي للشؤون الدولية، إلى نجاح مبادرات اتفاق الحبوب في يوليو الماضي، والتي كانت بوساطة تركية، وأكبر عملية لتبادل الأسرى بين موسكو وكييف في 21 و22 سبتمبر والتي كانت بوساطة سعودية.
وأكد تقرير المجلس الروسي، أن المبادرتين جاءتا عبر ترتيبات جيدة من لاعبين خارج الصراع، وبشكل خاص السعودية وتركيا اللتين لعبتا دورًا مع الأمم المتحدة في الوصول إلى اتفاق الحبوب.
وأشار المجلس الروسي في تقريره إلى زيارة رئيس دولة الإمارات، محمد بن زايد، إلى روسيا للقاء الرئيس فلاديمير بوتين، وخلال المباحثات وجّه بوتين الشكر للشيخ محمد بن زايد على جهوده في المساهمة بحل جميع القضايا الخلافية، بما في ذلك الأزمة المستمرة في أوكرانيا.
دور رئيسي للشرق الأوسط
كما أشار التقرير إلى "لقاء الرئيسين الروسي والتركي في العاصمة الكازاخستانية أستانة، حيث ناقشا الصراع في أوكرانيا إلى جانب العلاقات الثنائية".
ورأى التقرير أن هذه التفاعلات رفيعة المستوى تكشف الاهتمام الشديد من جانب دول الشرق الأوسط بالعمل كوسيط في التصعيد الخطير بين روسيا والغرب، في ظل الصراع الأوكراني.
وذكر تقرير المجلس الروسي، أن دول الشرق الأوسط تشارك في العملية الدبلوماسية، وتعرض الوساطة بين موسكو وكييف مع الحفاظ على حيادها والنهج العملي، ويبدو من الواضح أنهم مهتمون أكثر بكثير بالوصول إلى حل سريع للنزاع أو على الأقل ألا يطول، بشكل أكبر من نظرائهم الغربيين.
وأشار التقرير بهذا الخصوص، إلى أنه في الغرب، كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "الوحيد الذي عرض الوساطة، منذ بداية الصراع".
وأضاف أنه في المقابل "عرضت عدة دول في الشرق الأوسط نفسها كوسطاء، وهي: السعودية والإمارات ومصر وقطر وتركيا وإيران، كما قامت جامعة الدول العربية بتقديم نفسها كوسيط، وهو ما يطرح تساؤلًا: ما الذي يكمن وراء هذا الموقف النشط؟".