بطل "طاقية الإخفاء" وصديق البطل في 200 فيلم.. 98 عاما على ميلاد عبد المنعم إبراهيم
رحلة طويلة أمضاها في المسرح والسينما والتليفزيون، من أهم ميزاته أنه كان يحترم المرحلة العمرية التي يعيشها؛ لذلك تحولت أدواره في الكبر إلى الرجل المتزن الهادئ.
وفي التليفزيون قدم أدوار الإنسان البسيط، واتصفت أدوار شبابه بالكوميديا، الفنان القدير عبد المنعم إبراهيم.. أستاذ الضحك المصري الأصيل وصاحب مسيرة فنية تجاوزت 200 فيلم، من أشهرها فيلم "سر طاقية الإخفاء" الذي يعد أول وآخر بطولة له.
برع عبد المنعم إبراهيم في تقديم جميع الشخصيات ولقب بـ “لوريل العرب”، ولد في مثل هذا اليوم 24 أكتوبر 1924 في بني سويف، تعلَّم العزف على البيانو، وظهرت مواهبه الفنية في فرقة المدرسة الموسيقية.
كان أول دور أدَّاه عبد المنعم إبراهيم في حياته في مسرحية للأطفال بعنوان "قناة السويس" في حفل المدرسة السنوي، ولشدة حبه للتمثيل كون فرقة صغيرة مع أصحابه في الشارع.
وعندما التحق بمدرسة الصناعات الميكانيكية ببولاق اشترك أيضا بفريق التمثيل بالمدرسة وتقابل مع الفنان عبد المنعم مدبولي، وكان صاحب فرقة أهلية للتمثيل فضمه إليها وعمره 17 عاما، وقدم معه مسرحية "عبد الستار افندي" لمحمود تيمور في دور رجل عجوز في الستين من عمره.
موظف حكومي في البلدية
في عام 1945 انضم عبد المنعم إبراهيم الى معهد الفنون المسرحية ومن زملاء دفعته عبد المنعم مدبولى، على الزرقانى، عدلى كاسب، ناهد سمير، أحمد الجزيري.
عمل عبد المنعم إبراهيم في إدارة الأملاك ببلدية القاهرة وقدم استقالته منها عام 1954 ليتفرغ وينضم إلى فرقة المسرح الحديث مع المخرج زكي طليمات حيث قدم العديد من المسرحيات مثل "مسمار جحا" التي كتبها علي أحمد باكثير، و"ست البنات" لأمين يوسف غـراب، ثم انضم إلى فرقة إسماعيل يس التي تكونت في نفس الفترة، وفي عام 1956 مثل في مسرحية "معركة بورسعيد"، ثم مسرحيات "تحت الرماد"، "الخطاب المفقود"، "جمهورية فرحات"، "جمعية قتل الزوجات"، ثم مسرحية "الأيدى القذرة" لسارتر عام 1959، ثم انتقل عبد المنعم إبراهيم إلى المسرح القومى وقدم فيه مسرحيات: حلاق بغداد، مسمار جحا، البخيل، معروف الإسكافي، عسكر وحرامية، المهزلة الأرضية وغيرها.
سر طاقية الإخفاء
بدأ عبد المنعم إبراهيم اول مشواره مع السينما في دور كومبارس في فيلم "الورشة" من إخراج استيفان روستى، وبعدها دور صغير في فيلم "ظهور الإسلام" وفى أدوار هامشية في أفلام: غرام بثينة، شريك حياتي، الوسادة الخالية، الزوجة 13، القاهرة 30، أضواء المدينة.
ومن اشهر ادواره في السينما؛ يس في ثلاثية نجيب محفوظ ـ بين القصرين، قصر الشوق، السكرية.. وجاءته الفرصة الكبرى على يد المخرج حسن الإمام في فيلم "وداع في الفجر" مع شادية وكمال الشناوي.
وفي هذه الفترة حصره المخرجون في دور السنيد وصديق البطل لأكثر من مائتي فيلم، ولم ينافسه في هذه الأدوار سوى الفنان عبد السلام النابلسي.
تنوعت الشخصيات التي قدمها عبد المنعم إبراهيم؛ فهو الموظف الغلبان في الهاربة، وبائع الصحف في ميرامار، والصحفى في القاهرة 30، يس في الثلاثية، والصديق في الزوجة 13، والطالب الجامعى في الوسادة الخالية، كما تحول في أدواره أكثر من مرة إلى امرأة في أفلام: أضواء المدينة، كما برع في تمثيل دور السيدات في فيلم “سكر هانم”، ومسرحية الجوكر.
كوثر العسال
تزوج عبد المنعم إبراهيم من أربع زوجات، الأولى السيدة سعاد طه أم بناته الثلاث سمية وسلوى وسهير، وولد واحد، وماتت بالسرطان، فتزوج شقيقتها ولم تعمر معه، ثم تزوج من سيدة لبنانية اسمها عايدة تلحوم، وأنجب منها ابنته نيفين ثم عادت إلى بلادها، وكانت آخر زيجاته الفنانة كوثر العسال.
وصفه الأديب خيري شلبي بقوله: "صاحب ملامح قادرة على تجسيد الإحساس في شكل مرئي واضح للعيان ومحسوسا، ومن هنا عشقت الجماهير عبد المنعم إبراهيم كفارس من فرسان الكوميديا الحكماء المتعففين عن الصغائر والبذاءات والحركات الرخيصة، فحقق كثير من النجاحات من خلال مسرحيات حلاق بغداد، مسمار جحا، والبخيل.
وصيته الأخيرة
هجر عبد المنعم إبراهيم الكوميديا في أواخر حياته، وصار ممثلا مأساويا يمتلئ بالحكمة مثل دوره كمناضل في "عودة مواطن" 1987، وفي دوره الأساسي في فيلم "الرصاصة لا تزال فى جيبي"، وفي عام 1987 اشتدت عليه أمراض الشيخوخة، وكانت وصيته خروج جنازته من المسرح القومي الذي قضى فيه سنوات عمره.