أمين البحوث الإسلامية: البناء المتكامل للإنسان ضرورة ملحة لتأهيله لمواجهة المخاطر
قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عيَّاد إن القرآنَ الكريمَ قدْ سَلَكَ مَسْلَكًا فريدًا في الحديثِ عن بناءِ الإنسانِ؛ وذلك من خلالِ تركيزِه على محاورَ متعددةٍ، متى اختلَّ واحدٌ منها اختلَّ بناءُ الإنسانِ، وهذه المحاورُ تشمل: البناءَ العَقَدِيَّ، البناءَ الروحيَّ، البناءَ العلميَّ والمعرفيَّ، البناءَ الأخلاقيَّ، البناءَ البَدَنيَّ والجسديَّ.
وأضاف الأمين العام خلال الملتقى العلمي التدريبي لتدريب نوادي العلوم بوزارة الشباب والرياضة نحو إعداد جيل تجاه العلم والمعرفة والتكنولوجيا في ظل بناء الإنسان في الجمهورية الجديدة، أن عنوان هذا اللقاء قد يكون جرس إنذار إلى ضرورة الأخذ بزمام الأمور والتعايش مع الواقع بصورة إيجابية تعمل على زيادة الوعي لدى الإنسان بشكل عام.
وأوضح أنه من اللافت للنظر أن هذه البناءات السابقة تتكامل فيما بينها ويأتي في أولاها البناء العقدي باعتبار أنه يورث في النفس عدة أمور لعل من بينها إخلاص النية والوجهة لله تعالى وهذا ما يدفع الإنسان أن يحرص عند إتيانه بأمر أن يحقق مراد الله تعالى ويتجاوب مع الواقع ويهدف إلى تحقيق خيري الدنيا والآخرة وهذا واضح في قوله تعالى:" قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين" ثم البناء العلمي والمعرفي.
وتابع: من هنا تتضح عظمة منهجُ القرآنِ الكريمِ في بناءِ الإنسانِ، وإعدادِهِ إعدادًا متكاملًا ومتناسقًا في جميعِ الجوانبِ والمجالاتِ، بَدْءًا من تصحيحِ المفاهيمِ والتصوراتِ والمعتقداتِ، ومرورًا بالجوانبِ الأخرى؛ الروحيِّ والمعرفيِّ والخُلُقِيِّ، ووُصُولًا إلى البدنيِّ. وهذه المجالاتُ مترابطةٌ، ويُكَمِّلُ بعضُهَا بعضًا، فغايةُ القرآنِ الكريمِ من بناءِ الإنسانِ على هذه الصفةِ، وتلك الكيفيةِ المتكاملةِ الجوانبِ هي تأهيلُهُ، ليكونَ صالحًا في نفسِهِ، مُصْلِحًا لغيرِهِ، قادرًا على أداءِ الغايةِ التي منْ أجْلِها خُلِقَ، المتمثلةِ في ممارسةِ استخلافِ العمرانِ، وَفْقَ مرادِ اللهِ عزَّ وجلَّ.